- مجموعة من الأقطار الإفريقية لا زالت تعيش على وقع تلميع الديكتاتوريات، في سياق الحراك الذي يشهده العالم، خاصة دول شمال القارة. هل يمكن أن يأتي وقت لنتحدث فيه عن ربيع إفريقي؟ حرية الشعوب واحترام رأيها مسألة أساسية جدا، والأفارقة خاضوا حروبا مريرة من أجل الاستقلال، حتى يتمكنوا من تقرير مصيرهم بأنفسهم، ويختاروا الحلول المناسبة لمشاكلهم دون تدخل من أحد، ونعلم أن ديكتاتورية الاستعمار دمرت، لكن ديكتاتورية ما بعد الاستقلال خلقت مناخا سيئا منع حتى التفكير، فكان لا بد على الأفارقة أن يتعلموا الديمقراطية، ليس بصفتها انتخابات فقط، بل أكثر من ذلك. إنها حرية تعبير وفرصة للجميع للتعلم وللتفكير وللعيش الكريم، وعمل جاد من أجل تحسين الظروف الاقتصادية، فالأنظمة الحاكمة في إفريقيا لا تحتاج فقط إلى مناخ سياسي ديمقراطي، بل أيضا إلى مخطط اقتصادي لتحقيق التنمية المنشودة، التي ستكون قاطرة الكرامة للمواطنين الأفارقة. - هل ساهم الربيع العربي والأزمة المالية العالمية في لفت انتباه المواطن الإفريقي إلى موارد الطبيعية؟ ما حصل في الدول العربية يهم الأفارقة جميعا، فنحن نوجد في القارة نفسها التي شهدت ثلاثا من ثورات الربيع العربي، ونأمل أن تكون منطلقا لتعاون جديد بين العرب والأفارقة، فبفعل المتغيرات التي حصلت في العالم، صارت كل الدول تأتي إلى إفريقيا، بعدما فطنت إلى أن هاته القارة غنية جدا بالموارد، وأمامنا اليوم مهمة استغلال هذا الغنى في تحسين ظروف المواطن الإفريقي، بل يمكن أن نتحدث عن رفع وتيرة الإنتاج الوطني مستقبلا لو ركزنا على الاستثمارات. نريد تجاوز ضعف الإنتاج في إفريقيا، وهذا لن يحدث إلا إذا فكرنا معا في شمال القارة وجنوبها. - العلاقات الاقتصادية والسياسية بين شمال القارة وجنوبها ظلت لمدة طويلة شبه مجمدة. هل تلمسون أن الحراك الذي تعرفه منطقة الشمال الإفريقي ساهم في كسر هذا الجمود؟ هذا مؤكد، فأي شيء يحصل في شمال إفريقيا له نتائج على النصف الجنوبي من القارة، فنحن سنظل دائما نتقاسم فضاء جغرافيا واحدا، هذا هو قدرنا، وبالتالي نحن نتأثر بالتغيرات الحاصلة.. والعلاقات الوطيدة بين شمال القارة الإفريقية وجنوبها هي الأصل، إذ لا ننسى أننا توحدنا في الماضي لتخليص أنفسنا من الاستعمار، فلماذا لا نستطيع اليوم أن نتحد لإنقاذ قارتنا من التبعية الاقتصادية؟ نحن نحتاج إلى الجلوس معا للتفكير في حلول للتغلب على مشاكل الغذاء والبطالة... باختصار، فإن حلول مشاكل إفريقيا لن تكون إلا من داخل القارة وبوحدة شعوبها، فلا ننسى أن الدول الإفريقية مهما كبرت مساحتها ستظل بلدانا صغيرة، لذا نحتاج إلى الحوار والتكامل فيما بيننا. - هل يمكن أن نعتبر لحظة الربيع العربي من اللحظات الفارقة في التاريخ البشري التي سيكون لها بصمة على كل دول العالم؟ لقد كانت هاته الثورات بمثابة إنذار كبير جدا، مفاده أن الشعوب مهما صمتت ستظل قادرة في لحظة من اللحظات أن تتكلم وتصرخ للمطالبة بالكرامة. لقد أكد الحراك العربي أن الشعوب محتاجة للعيش في مناخ سياسي منفتح ومناخ اقتصادي يضمن للناس العيش بكرامة، حيث يستطيع كل المواطنين أن يعملوا وأن يتعلموا. إن هذا الإنذار انطلق من الدول العربية، لكنه يهم كل الدول التي تعاني مشاكل مماثلة.