حذر عدد من مستشاري مدينة الرباط من الخطر الذي يهدد الفرشة المائية بالعاصمة، نتيجة تسرب مياه الواد الحار من حفر تعود لإقامات فاخرة وفيلات مملوكة لشخصيات مرموقة بمقاطعة السويسي وبئر قاسم. وأكدت المصادر ذاتها أن هذه الإقامات نبتت، قبل سنوات، فوق أراض فلاحية تحولت الآن إلى أحياء راقية، وسط تساهل من الجهات المختصة التي منحت، حينئذ، تراخيص البناء والسكن دون ربط بشبكة التطهير. ووفق المصادر نفسها، فقد تم توظيف حفر من أجل تجميع مياه الواد الحار، وهو ما جعل عددا من سكان المقاطعة يمتنعون عن استعمال المياه الجوفية، علما أن مقاطعة السويسي لازالت تضم أكواخا ودواوير بئيسة، بعض سكانها لا يجدون مياها صالحة للشرب رغم أنهم يعيشون بجوار أحياء تضم فيلات مزودة بمسابح. وكانت منطقة السويسي قد عرفت انتشارا سرطانيا لعشرات الإقامات والفيلات الفخمة في ظرف زمني وجيز، بعد أن تم الترامي على أراض فلاحية، وتم بعد ذلك الحصول على رخص بناء من قبل بعض ذوي النفوذ دون توفر المنطقة على شبكة للصرف الصحي، مما شجع العشرات على البناء قبل أن يصل سعر العقار بالمنطقة إلى مستويات خيالية. وكان إعلان شركة «ريضال» عزمها الانسحاب من المغرب قد جعل هذا المشكل يطفو على السطح، علما أن الشركة ذاتها كانت قد التزمت، في محاولة لمعالجة هذا الوضع، بتغطية الأحياء التي لا تتوفر على شبكة الواد الحار، قبل أن يتضح أنها أخلت بالتزاماتها التي همت أحياء بمقاطعة السويسي إضافة إلى عدد من الأحياء بكل من اليوسفية وحسان ويعقوب المنصور. وأكدت المستشارة وفاء العراقي أن هذا الأمر يشكل خطرا حقيقيا يهدد بتلويث المياه الجوفية، والتسبب في أضرار صحية بالغة في حال استعمالها، بحكم أن الحفر المخصصة لتجميع مياه الصرف الصحي عميقة، وهو ما جعل عددا من سكان الدواوير المحاذية للأحياء الراقية بمقاطعة السويسي يتجنبون شرب مياه الآبار، رغم أنهم يعانون بين الفنية والأخرى من العطش بسبب إغلاق السقاية الوحيدة التي يتزودون منها بالماء الصالح للشرب، وهو ما جعلهم يهددون بتنظيم مسيرة احتجاجية وسط الرباط.