احتشد العشرات من سكان دوار تيدلا الغشيوة التابعة للجماعة القروية عين كرمة بضواحي مكناس، بداية الأسبوع الجاري، أمام مقر ولاية الجهة للاحتجاج على ما أسموه الإقصاء والتهميش اللذان تعرضوا له من طرف المسؤولين، والتنديد بحرمان أكثر من 150 أسرة من مياه الشرب، منذ الثلاثاء الماضي، بعد أن تعرض الخزان الوحيد الذي يزود السكان بهذه المادة الحيوية للانهيار. وهذا ما سبب لهؤلاء السكان، حسب مصدر منهم، أزمة عطش كبيرة طيلة أسبوع بالكامل دون أن تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حلول مناسبة، كما سبب لهم المشكل ذاته معاناة لا تطاق بعد أن وجدوا صعوبة في الحصول على قطرة من المياه لسد رمق العطش طيلة هذه الفترة. وبالرغم من أن السكان المتضررين ربطوا الاتصال بالمسؤولين المحليين، بمن فيهم رئيس المجلس القروي، فإن الأخير لم يقم سوى بعملية المعاينة للخزان المنهار. واضطر السكان المتضررون لقطع مسافة تصل إلى حوالي عشرة كيلومترات ذهابا وإيابا بشكل يومي لجلب كمية قليلة من مياه الشرب من بعض العيون المجاورة، والتي قد لا تكفي أحيانا لسد متطلبات بعض الأسر، خصوصا تلك التي لا تتوفر على الدواب لاستعمالها في نقل الكمية الكافية من هذه المادة الحيوية. وحسب المصادر ذاتها، فإن السكان سبق لهم أن وجهوا العديد من المراسلات، تتوفر "المساء" على نسخ منها، في شأن تدهور حالة هذا الخزان، بعد أن ظهرت على جدرانه مجموعة من التصدعات، إلا أن تلك المراسلات بقيت حبرا على ورق، حتى تعرض الخزان مؤخرا إلى الانهيار مما خلف لهم معاناة لا تطاق مع العطش. وأضافت المصادر أن معاناة السكان لا تقتصر على هذا المشكل بل هناك مشاكل أخرى أكثر حدة يعانون منها، وتتعلق أساسا بغياب المرافق الاجتماعية والرياضية والبنيات التحتية من طرقات ومجاري الصرف الصحي وغيرها. وندد السكان بذلك أكثر من مرة وبعثوا العديد من الشكايات المرفقة بتوقيعاتهم، تتوفر "المساء" على نسخ منها، إلى المسؤولين، بمن فيهم والي الجهة السابق، إلا أنه لم يتم إيلاؤها العناية الكاملة، إذ تم إهمالها ما جعل السكان يشعرون بنوع من "الحكرة" والتهميش المتعمدين، أساسهما تصفية حسابات سياسية لا دخل لهم فيها، حسب تعبيرهم. "المساء" حاولت الاتصال هاتفيا أكثر من مرة برئيس المجلس القروي لأخذ رأيه في الموضوع إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية طيلة اليوم بأكمله. وارتباطا بالموضوع، طالب السكان بعض المسؤولين بأخذ مشاكلهم على محمل الجد، والتدخل العاجل لمعالجتها لأنهم ضاقوا ذرعا من التسويف والمماطلة.