بعد طول انتظار، تحرك المغرب لينفي المزاعم التي جاءت في تحقيقات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تؤكد دفع مسؤولين مغاربة رشوة لأحد أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم للفوز بتنظيم كأس العالم 1998 على حساب فرنسا التي كسبت شرف التنظيم في نهاية الأمر. ونفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بيان مشترك مع اللجنة الوطنية الأولمبية ما يتم تداوله بشأن دفع المغرب رشوة سنة 1992 للعضو السابق في «الفيفا» جاك وارنر. وجاء في البلاغ: «هذه الادعاءات التي أوردتها بعض الصحف تذهب إلى حد النيل من مسؤولين رياضيين كافحوا في ذلك الحين من أجل ترشيح المغرب. كما تهدف هذه الادعاءات إلى الإساءة لصورة بلد وضع احترام قيم النزاهة والإنصاف في مقدمة مبادئه الأساسية. ونظرا للجهود الكبيرة التي بذلها المغرب من أجل الامتثال لمتطلبات الفيفا من أجل تنظيم كأس العالم فإنه كان يستحق معاملة أفضل بدلا من الشائعات المغرضة والعارية من الصحة. إن المغرب عمل دون كلل من أجل أن يكون تنظيم كأس العالم بين مختلف القارات». وذكرت الجامعة في بلاغها أن «المغرب القوي بمؤهلاته الرياضية ومزاياه الطبيعية ورأسماله البشري كان أول بلد إفريقي وعربي يرشح نفسه لتنظيم كأس العالم منذ 1994 ثم ثلاث مرات أخرى. وراهن المغرب على تشييد ملاعب رياضية جديدة بمعايير دولية وتحديث البنية التحتية في مجالات الطرق ووسائل الاتصال». ويذكر أن التحقيقات التي باشرتها وزارة العدل الأمريكية والتي تسببت في الإطاحة بكبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كشفت تورط المغرب في تقديم رشوة لكسب تنظيم كأس العالم 1998. وكشفت وثيقة من 35 صفحة لوزارة العدل الأمريكية، تشمل تفاصيل التحقيق مع العضو السابق في «الفيفا» بين 1996 و2013 والرئيس السابق لمنطقة «الكونكاكاف»، الأمريكي تشوك بلايزر، أن المغرب قدم رشوة تبلغ قيمتها مليون دولار لأحد أعضاء «الفيفا»، مقابل منح صوته للمغرب على حساب فرنسا للفوز بشرف تنظيم مونديال 1998. وتشير الوثيقة إلى أن بلايزر سافر إلى المغرب سنة 1992 قبل أشهر من موعد اختيار البلد المنظم لكأس العالم، مرفوقا بعضو آخر في «الفيفا» و»الكونكاكاف» لم يتم الكشف عن اسمه، غير أن جميع التفاصيل الواردة في التحقيقات تؤكد أن الأمر يتعلق بالعضو جاك وارنر، الذي تم توقيفه للتحقيق معه في اتهامات موجهة إليه بتلقي العديد من الرشاوى. وتقول الوثيقة: «عند الوصول إلى المغرب، كان بلايزر حاضرا برفقة وارنر، وعندها اقترح أحد المسؤولين عن الملف المغربي لتنظيم كأس العالم رشوة على العضو المذكور، الذي قبل العرض وأعطى وعدا بمنح صوته للمغرب». وأكد بلايزر في التحقيقات التي باشرتها معه وزارة العدل الأمريكية أن العضو المذكور (يقصد وارنر) طلب منه التواصل مع المسؤولين المغاربة بعد مغادرة المغرب، من أجل استفسارهم عن موعد إرسال المبلغ المتفق عليه.