هل تنزع الزيادة في أجور الأساتذة فتيل الاحتجاجات؟    الهجمات على إيران "تشعل" أسعار النفط    مكناس: تعبئة شاملة لاستقبال ضيوف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024    فيتو أميركي يٌجهض قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    أعلنت شركة التكنولوجيا الأمريكية (ميتا)، إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني "ميتا إيه آي" عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مثل "واتساب" و"إنستغرام" و"فيسبوك" و"مسنجر".    فيديو لسائحة أجنبية ينتهي بتوقيف منتحل صفة بفاس    الموت يُغيب "عمدة الدراما المصرية"    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الفصل الأول من سنة 2024    "لارام" وشركة "سافران" تعززان شراكتهما بمجال صيانة محركات الطائرات    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    عساكرية من مالي والنيحر شاركو مع البوليساريو فتمرين دارتو دزاير (تصاور)    الهجوم الإسرائيلي على إيران.. هل ينهي المواجهة المباشرة أم يشعل فتيلها؟    إسرائيل تقصف أصفهان بمسيّرات.. وإيران: لا تقارير عن هجوم من الخارج    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    رغم غلق الأجواء.. فريق مغربي يسافر في رحلة مباشرة إلى الجزائر    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    نقابة تتهم حيار بتعطيل الحوار الاجتماعي ومحاولة تصفية وكالة التنمية الاجتماعية    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    تعزية لعائلة الجايحي في وفاة الحاج علال    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    الطالبي العلمي كاعي من البلوكاج لي داير لشكر لهياكل مجلس النواب واللي تسبب فتعطيل المؤسسة التشريعية    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    هجرة .. المشاركون في الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا يشيدون بالالتزام القوي لجلالة الملك في تنفيذ الأجندة الإفريقية    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    جورنالات صبليونية: هليكوبتر بالشعار الملكي والدرابو بالحمر حطات فمطار كاستيون    جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات    حملة جديدة لتحرير الملك العام في مدينة العرائش أمام تغول الفراشة    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    "نتفليكس" تعرض مسلسلا مقتبسا من رواية "مئة عام من العزلة" لغارسيا ماركيز    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال        قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حرب أهلية» في المدرجات !
نشر في المساء يوم 21 - 03 - 2016


فجأة تحول ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء إلى ساحة لمجزرة بين أنصار فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، أدت إلى سقوط 3 قتلى وأزيد من 80 جريحا بعضهم في وضعية خطيرة. من يسمع الخبر في البداية سيعتقد أن الأمر يتعلق بحرب أهلية يعيشها بلد غير مستقر أمنيا، لكن عندما نطلع على التفاصيل سنجد أن الأمر يتعلق بحرب «أهلية» فعلا، لكنها بين أنصار يتقاسمون عشق نفس الفريق، ويرتدون نفس الألوان. لا أحد ممن جاء إلى الملعب أول أمس السبت، لمتابعة مباراة الرجاء وشباب الحسيمة ضمن منافسات الجولة 21 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، كان يتوقع أن تؤول المباراة إلى تلك النهاية المأساوية والدامية بين أنصار الرجاء، حيث استعملت الأسلحة البيضاء والشهب النارية، بين فصيلين مساندين للفريق «الأخضر»، بسبب لحظة طيش وحسابات صغيرة في لحظة احتفال أدى ثمنها غاليا شباب في عمر الزهور، وعائلات ستعيش مرارة الفراق، وستتذكر بحرقة أن أبناءها ماتوا بأيدي رفاق لهم يتقاسمون معهم حب نفس الفريق. الأحداث الدامية التي وقعت أول أمس غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية، فهذه أول مرة يسقط قتلى في المدرجات ب»نيران صديقة»، وبأيدي مشجعين يتقاسمون معهم حب نفس الفريق، بل إن الشغب وقع في وقت يحقق فيه الرجاء نتائج إيجابية، فالفوز على شباب الحسيمة هو الرابع على التوالي في سلسلة نتائج الفريق الذي عاد بقوة إلى الواجهة، وبات قريبا جدا من مقدمة الترتيب. لقد كان يتم ربط «الشغب» في وقت سابق بالنتائج السلبية، مما يشعل غضب أنصار هذا الفريق أو ذاك، بيد أن الأمور اختلفت اليوم. وهنا لابد من الإشارة إلى أن «إلترات» كرة القدم بقدر ما زرعت الدفء في المدرجات وصنعت أجواء احتفالية، إلا أن عددا منها تحول إلى خطر داهم على الأرواح والممتلكات، فعدد من المنتمين لها أصبح العنف عقيدة لهم، بل إن رابطة الانتماء إلى هذه الفصائل أصبحت أقوى من رابطة الانتماء إلى الفريق وتشجيعه. ولاحظوا كيف أن المنتمين إلى هذه الفصائل عندما يأتون إلى الملعب، فإنهم بدل أن يرتدوا أقمصة تمثل فرقهم، فإنهم يحرصون على ارتداء أقمصة تمثل الفصيل الذي ينتمون إليه. فكيف أصبح الانتماء إلى فصيل للإلترا أقوى من الانتماء إلى الفريق، مع أن شعار الأخير هو الذي يوحد الجميع؟ العنف الذي وقع بعد مباراة الرجاء وشباب الحسيمة، ورغم أنه قد يبدو للبعض عشوائيا إلا أنه في واقع الأمر تم بشكل منظم، لقد كانت هناك سوابق عديدة لخلافات وتشنجات بين فصائل مساندة لنفس الفريق، ونعني هنا فريق الرجاء. وبما أن كرة القدم اليوم وخصوصا في المغرب، أصبحت أكثر من رياضة وأقل من حرب، ولأن الانتماء إلى فصائل «الإلترا» يعطي صاحبه قوة خصوصا عندما يندمج وسط المجموعة، فإن قرار المواجهات لا يندلع بشكل عشوائي، فدائما هناك قيادة لأي فصيل تحرك الأمور من بعيد وتدفع بها في الاتجاه الذي تريد، خصوصا وأن هناك اليوم حرب مصالح، ولابد من استعراض للقوة ليؤكد الفصيل مدى قوته. لقد تابعنا في مباراة فريق المغرب التطواني واتحاد طنجة كيف أن إلترا مساندة ل»الماط» رفعت لافتات عنصرية ضد الجمهور الطنجي. واليوم ها نحن نتابع بالدار البيضاء كيف تحولت «الإلترات» إلى وقود للشغب والقتل بدم بارد. إن طريقة عمل «الإلترات» والقوة التي أصبحت تتمتع بها، جعلت عددا من المنتمين لها، «يشرعنون» القتل وفق أهوائهم، و»يبررون» العنف»، وقد بدأ هذا الأمر في أوربا، لكنهم نجحوا هناك في القضاء عليه نسبيا، وها هو اليوم قد تحول في المغرب إلى «آفة» دون أن يعرف المسؤولون كيف يتعاملون معه، علما أن «الإلترات» لم يعد همها فقط تشجع فرقها، بل إنه «تحرض» وتدعو إلى العنف وتزرع الحقد والطائفية. لقد بدأت مخططها بممارسة العنف ضد الأمن، ثم ضد الصحفيين، والبقية حتما ستأتي، بل إن هناك من يدعو إلى «الثورة» في الشوارع دون أن يحرك المسؤولون ساكنا. قبل أسابيع اجتمعت عدد من القطاعات الحكومية واتخذت مجموعة من التدابير، وأعلنت حزمة من الإجراءات لمكافحة الشغب، لكن الأمور مازالت على حالها، بل إنها استشرت، يكفي أن أعدادا من القاصرين وجدت الطريق سالكة إلى مدرجات ملعب محمد الخامس، مع أن القانون يمنعهم من ولوجه بدون مرافقين. إذا كانت الإلترات ستسبب كل هذه الآلام لجزء من المغاربة، وتكون وقود مآسي، وتزرع الحقد والطائفية، فإننا لا نريد هذه الإلترات، وعلى الدولة أيضا أن تتحمل مسؤوليتها في ما يجري، فليس كافيا الإعلان عن الإجراءات عن طريق «البهرجة» بل إن الأساسي هو تفعيل القرارات.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.