حميد شباط: عمدة فاس في حوار انفرادي مع "المنتخب"

مستعد لتخصيص 3 ملايير للتجهيز والإستثمار
ويعز علي إعطاء مليون سنتيم لتدبير المصاريف والأجور
دعمنا مروان بناني لأنه غير ملوث ولم يتقدم بخلفيات مصلحية ولا نلومه على حماسه وتصريحاته
الرسالة الملكية اختصرت كل شيء وأزمة كرتنا أزمة تدبير، تسيير وضبابية أرقام وكارثة منخرطين
لن أفرق بين الماص والواف لأني أعدل بين أبنائي البكروالصغير في منزلي
فكر الرجل.. ثقافته، غزارة المعلومة عنده بحر معينه لا ينضب، مسؤولياته المتجذرة، إلتزاماته الكثيرة لم يمنعه من الإحاطة الشمولية حتى بأدق التفاصيل رياضيا وكرويا على وجه الخصوص.
حميط شباط ليس دائما مثيرا للجدل، وليس دائما كما يقال ضد التيار..
في حوار انفرادي معه ولأول مرة كما صرح ومع جريدة رياضية متخصصة، شباط يكشف النقاب عن أفكار إحترافية، عن مقاربات فعلية لواقع كرة القدم بفاس، عن جدلية العلاقة بين الجارين عن سياقات الدعم الممكنة وغير الممكنة، وأين تقف حدود الإمداد ومد اليد، قال أن بناني اجتمع فيه ما تفرق في غيره ودعمه له كان بإيعاز من ماضيه، صحيفته وأيضا غياب خلفيات سياسية تحكمت في ترشحه، هنا تشريح لفكر حميد شباط بكل تفاصيله.
- المنتخب: بداية السيد العمدة نرحب بك عبر صدر جريدة "المنتخب" وعلى أريحيتك المسبقة في الفوض في تفاصيل مرتبطة بالشأن الرياضي والكروي على وجه الخصوص؟
حميد شباط: وبدوري أتمنى لكم التوفيق الكامل في مهمتكم ولكافة طاقمكم وأنا أثمن لانخراطكم في مثل هذه المبادرات؟
- المنتخب: لنستهل الحوار بنقطة ذات أهمية مرتبطة بمدى حجم انخراط المجالس المنتخبة في دعم القطاع الرياضي راهنا، أين تضعون أنفسكم داخل خريطة المشهد؟
حميد شباط: حتى أفصل دوري أو إنتمائي بوصفي رئيسا لجماعة زواغة وبعد الرجوع لوحدة المدينة بعد استحقاقات 2004 الذي وسع الصلاحيات وأيضا حجم المسؤولية، قرر مجلس المدينة الإنخراط بشكل كلي في الشأن الرياضي وتحمل كافة التكاليف الممكنة كان قرارا حكيما ومباشرا وواضحا أيضا للإرتقاء بالمشهد الكروي الذي هو محور الحديث واتجهنا مباشرة صوب الماص بالعمل على تقوية أركانها.
- المنتخب: لماذا المغرب الفاسي تحديدا السيد العمدة، ألا يعتبر الأمر فيه نوع من المفاضلة والتمييز عكس الشمولية والمساواة التي طرحتموها في بداية مداخلتكم؟
حميد شباط: أنتم المرتبطون بالشأن الكروي والرياضي بشكل عام تعرفون، بل تدركون أنه لكل بلد أو مدينة قاطرة تجر باقي العربات، وخلال هذه السنة كان المغرب الفاسي الممثل الوحيد للمدينة في قسم الصفوة، كما أنه تزامن الوضع مع حالة من الإنفصام داخل شخصيته الفريق وغرقه في صراعات جانبية مجانية، وصدقني لقد ضاعت منا سنة كاملة ونحن نبذل مجهودات خرافية في لمِّ الشمل، في رأب الصدع وتقريب الهوة بدل إيجاد استراتيجية عمل واقعية تفيد في المستقبل، وهذا مأخذي على رجال الماص.
- المنتخب: هل تقصد المؤاخذات المسجلة عما طبع المرحلة من تطاحنات أو لنسميها دسائس داخلية؟
حميد شباط: فعلا، وكان الأمر مثيرا لكثير الإستهجان وسببا في كثير من الألم والإحباط، لقد كان معيبا أن أشاهد في المجال متطوعين يهدرون ما لا يقدر بالملايير ويزرعون الألغام ويضعون خطط المؤامرات لبعضهم البعض، كما كان مثيرا للخزي وأتحمل مسؤولية هذه الكلمة مشاهدة حفنة من المنخرطين موجهة ومخدومة تتحكم في مصير ورقبة فريق يمثل مدينة عريقة ومليونية، مع كامل الأسف هذا الصراع راقبته بحسرة وتركته لأصحابه ما داموا تحت غطاء جمعية رياضية لها حرية التصرف، لكن مع أخذ موقف صارم وواضح تجاههم بحكم المسؤولية التي تطوق عنقي إزاء أبناء المدينة في قطاعات حيوية أخرى..
- المنتخب: لم أفهم كثيرا المقصود بكلامك، هل هو إدارة الظهر للماص أم تراه السخط؟ وهل بدأ منذ هذا اليوم؟
حميد شباط: لا أعتقد أنه وصل لهذه الدرجة، سميه عدم الرضا على طرق التدبير في تلك الفترة، كان عندي أمل كبير أن أقضي على خليط المنخرطين، والإنخراط مسألة خطيرة جدا أراها تسيء للمشهد سيما وفق التقنين الحالي، غير معقول أن 30 منخرطا كما قلت لك يتحكمون في مصير مدينة بأكملها، قررت توسيع القاعدة وبمجهود كبير وصلنا ل 200 منخرط قبل أن يتم اغتيال هذا المكسب لاحقا بعدما اتسع حلمي ليصير للماص 10 آلاف منخرطا كما هو الحال بمصر وتونس قبل أن يتم التشطيب على بعض الزوائد ومعهم الشرفاء في جنح الظلام.
- المنتخب: طيب كل هذه الحلقات يعرفها الخاص والعام السيد شباط، نريد منكم توضيحا مباشرا إزاء ما يتردد عن تقصيركم في جوانب الدعم للماص حينها ولغاية الفترة الحالية لدرجة أقفلتم باب الإتصال والتواصل؟
حميد شباط: قلت لك أنا رجل مبادئ ومحاسب من طرف ساكنة وغدا قد أحاسب من طرف شريحة أوسع بحكم التزايد الديموغرافي، هناك من هو في حاجة للماء، للتطهير، للنظافة وأشياء جوهرية كثيرة، تتطلب موارد هامة، ولا يمكنني، بل ليس من اختصاص مجلسي ولا البلدية منح سيولة لأي فريق كيفما كان.
ثانيا لقد دعمنا الفريق بقطعة أرضية قوامها 3000 متر مربع بوسط المدينة قرب الملعب، وكان مبرمجا وضع 4 مليار سنتيم يكون فيها ناد للفريق بمرافقه الحيوية ويصمم فيها فندق يخصص ريعه وموارده للدعم القار، لكن أمام الضبابية وعدم وضوح القنوات لا يمكن أن أتورط فيما لا يقبله ضميري.
- المنتخب: إذن الدعم سواء الموجه للمغرب الفاسي أو الوداد الفاسي مشروط أو مرتبط بتفعيل جملة من التدابير والإجراءات؟
حميد شباط: طبعا، وأبرزها الشفافية والنتائج يا عزيزي، فأنا رجل برامج وحتى في حياتي الخاصة أسطر برامج دقيقة، ولا يمكن تحت ضغط الإكراهات التي ترافق تدبيرنا اليومي أن نغامر مع أشخاص أو صوب قطاع غير واضح في تعاملاته ولا يحقق المردودية، بل من أسباب نجاح مجلسنا تقليصنا لحجم المصاريف وزيادة الإستثمار والتجهيز، لدينا شراكات مع قطاعات فاعلة، حساسة وإيجابية ولا يمكن المغامرة بها لدعم مصاريف وأجور ومنح هذا الفريق أو ذاك.
- المنتخب: وماذا لو وقع فريق ما تحت طائل الحاجة والخصاص، ألن تمدوا له يد المساعدة؟
حميد شباط: سجل هذا الجواب علي، أنا مستعد لتخصيص 3 إلى 4 ملايير سنتيم للتجهيز والإستثمار، ويؤلمني، بل يعجز علي أن أمنح مليون سنتيم لتدبير مصاريف أو أجور أو منحة لاعبين أو مؤطرين، هذه مسؤولية المسير ومناهج تدبيره ولن نشجع على التقاعس والصينية.
- المنتخب: نصل للمغرب الفاسي الممثل الأول للمدينة، ألم تنكثوا وعدكم لمروان بناني بدعمه لاحقا بعد تطبيق مشروعه؟
حميد شباط: لنوضح الملابسات قبل كل شيء، مروان شخص نظيف وغير ملوث، والسنة الماضية جمعتنا جلسة ممتازة بحضور 3 أشخاص من البيضاء بحضور المكزاري عبد العظيم وشخص من فاس وبعدها كررت جلستي به في العاصمة الرباط وهو يعرف ما دار بيننا.
ما أعجبني في مروان أنه ابن شخصية رياضية ماصاوية عريقة رحمة الله عليه، وثانيا سجله نظيف ولا توجد لديه خلفيات مستقبلية، ما يجري حاليا يتعارض مع ما إتفقنا عليه حينها.
- المنتخب: توضيحات أكثر السيد شباط لأن هناك من يروج لغياب التواصل وخاصة الدعم المالي؟
حميد شباط: الشق الثاني من اختصاص مجلسنا، أما الأول فمرتبط بمسألة يعرفها السيد مروان جيدا، وهي أنه إتفق معنا على جلب محتضنين وموارد مالية ومستشهر رغم أننا صادفنا صعوبات في فرضه لوضعه حينها ولا يهمنا هذا، وقلت له بالحرف «التجهيز غادي نديروه حنا والدعم والموارد والإشهار قلبو عليها أنتم»، تعهد والتزم بهذا وفي الأخير فوجئت بتقرير مالي لم يعجبني تناول أشياء أكثرها إثارة للجدل، وضع إقرار بدين قوامه مليار سنتيم من أصل 3 ملايير سنتيم صرفها وهذا خلق ضبابية كبيرة بالنسبة لي وطلبته بسحب هذا مقابل ذاك.
- المنتخب: أليس من حق رئيس الفريق تأمين ما صرفه ودفعه لأجل الفريق؟
حميد شباط: لا، ليس من حقه، لأن الإتفاق شريعة المتفقين، والموسم الحالي صرفت 3 ملايير وتم إقصاء وجوه وهذا أيضا لا يهمني، لكن النتيجة لا تبرر أن ندعم الفريق، لأني حين أتقدم للإنتخابات في دائرتي أعود في السنة اللاحقة، إما "بوجه أحمر" بعدما أكون قد أوفيت بالوعد دون صرف الملايير، وإما أن ألا أظهر أمام من وثق ومنحني صوته، وهناك من صرف أقل من الماص وحقق مثل نتائجها.
- المنتخب: هل تقصد الوداد الفاسي الطرف الثاني في المدينة، وللتذكير كيف توازون أو تعدلون بين الطرفين، ألا تلجأون لمبدأ التمييز بحكم العراقة والتاريخ؟
حميد شباط: فعلا أقصد الوداد الفاسي ولا أرضى بأن يحارب هذا الفريق ولا أن يقابله أحد بسياسة الإقصاء والحكرة، ومسألة الإشهار مفتوحة أمام شطارة الجميع، وغبي من يقول أننا نؤثر على أحد لمنح هذا الطرف دعما على حساب الآخر، لأن هذه مؤسسات لا تعترف بهذه الأشياء، وثانيا ما دفعه بناني لأجل اللاعبين والمقدر بحوالي 5 مليون درهم إستعاده ببيع اللاعبين بنفس القيمة وهذا موجود في التقرير الذي اطلعت عليه، فلم هذا الإقرار؟
- المنتخب: ما قصدته بسؤالي، ألم يكن واردا تقنين الدعم للطرفين معا إنسجاما مع النتائج والتاريخ؟
حميد شباط: وأنا أجيبك، لو تم رصد هذا المبلغ الذي صرفه بناني ليحتل الفريق المرتبة التي احتلها قبل ولايته لفاز المغرب الفاسي وحتى الوداد الفاسي بلقب البطولة، مسألة الإشهار لا أتدخل فيها وإلا لانتفضنا جميعا وطالبنا المكتب الشريف للفوسفاط بدعم كل الأندية وليس 3 فرق فقط، بهذا المنطق الإتكالي نكرس الإرتزاق ونقتل المبادرة.
بالنسبة للواف أنا أتعامل معه كما أتعامل مع أبنائي، لا أميز بين البكر والصغير وأعدل بينهما ، و100 مليون التي نخصصها لهما يأخذانها بالعدل ولن أقبل بمحاربة الوداد الفاسي، لأن في قوته قوة للديربي الذي أريده مثل ديربي إسبانيا بين الريال وأتليكو مدريد.
ثانيا بالواف 8 لاعبين من الماص ويتمتعون بظروف مريحة وممتازين، وفاس يسع صدرها لأربعة فرق وليس فريقين، وأنا ضد سياسة الإقصاء.
- المنتخب: كثر الحديث عن محور فاس والبيضاء داخل المغرب الفاسي، ألا يقلك هذا؟
حميد شباط: لو كان يقلقني لما دعمت بناني الموجود في البيضاء رغم حرجي الشديد على ضرورة أن يكون عنوان الماص، حسابه البنكي بفاس وليس غيرها، لكنه كله مغرب ومن يوجد بالبيضاء هم "فاسة أحرار" ونحن نفتخر بهم، فقط مسألة الترحيل أعتبرها أسيء صيانتها أو فهمها.
- المنتخب: تقصد كلام السيد بناني، ألا تعتقد معي أنها نقطة تحسب له بواقع الغيرة على الفريق؟
حميد شباط: قلت لك أني أحترم الأشخاص ومروان واحد منهم، أدرك حماسة بدايته ولن ألومه على تصريحاته خاصة الإنفعالية، ويدنا دائما مممودة شريطة التقيد بالوضوح الذي أشرت إليه، وقبل محاورتك بلغني أنه قرر التخلي عن فكرة الإقرار بدين وهذا سرني وسيكون هناك كلام آخر.
- المنتخب: ما الذي تقصده بكلام آخر؟
حميد شباط: مقرر أن نجتمع بأعيان المدينة وفاعليها الإقتصاديين في الداخل والخارج وسنعقد يوما دراسيا لكرة القدم بحضور كبريات الشركات وسننظر في مسألة تنقيح الدعم خاصة للأكاديميات ذات النفع.
- المنتخب: على ذكر الأكاديميات، هناك أكاديمية سعد أقصبي الطموحة المبادرة الكبيرة والتي انخرط فيها كثير من المريدين، كيف تقيمونها؟
حميد شباط: أثمنها وأدعمها ونحن من خصص 2 هكتارات وحاليا هناك 400 شاب صقيل وموهوب لا يؤدون شيئا، وما قام به سعد أقصبي هو مسألة سارة تنم عن فكر إحترافي لا يسعنا إلا أن نمد له اليد لأنه تدبير حداثي.
- المنتخب: الرسالة الملكية السامية في المناظرة الوطنية للرياضية، كيف تفاعل معها السيد شباط؟
حميد شباط: الرسالة الملكية السامية اختصرت عمق الأزمة وسمت الأشياء بمسمياتها ولن تنقصنا بعدها الجرأة لنفضح المستور، وهو أن أزمة كرتنا هي أزمة تدبير وأزمة مسير، والرياضة يجب أن تحاكي واقع الكرة بإسبانيا والموارد التي تضعها في خزينة الدولة من ضرائب وغيرها، وليس منطق الغش السائد في تعاملاتنا كأن يبيع رئيس الفريق الفلاني لاعبا ب 2 مليار ويصرح ب 500 مليون حتى نسمع الرقم الصحيح بالخارج بلا محاسبة، صاحب الجلالة حفظه الله ربط الرياضة بالتنمية وسأستحضر نموذج صفقة عبد السلام بنجلون بكم باعوه وكم يتداول سعره حاليا في السوق.
- المنتخب: ختاما السيد العمدة مشكورا، وكلمة مفتوحة لقراء المنتخب وكذلك واقع حال الماص والواف في المنظور القريب؟
حميد شباط: بلغوا إمتناني لطاقمكم مع كامل التقدير ومتمنياتي بالتوفيق لما تقومون به ومبادراتكم في هذا السياق، بخصوص مروان بناني لا أحمل له غلا أو خلفيات بقدر ما هو إختلاف في الرؤى وبلغني كما قلت لكم قبل الحوار ما يثلج الصدر بشأن تغيير بعض قناعاته.
أما الوداد الفاسي فهو إبني الثاني الذي يدير أموره باقتدار وهدوء ودون ضجيج، وأتمنى أن يلائم المسيرون منهاجهم مع ما هو وارد في الرسالة الملكية انسجاما مع الإحتراف الذي يتحدثون عنه.
حاوره :