سعيد خالد الحسن: الأمين العام لمؤتمر نصرة القدس أعلن البيت الأبيض، أول أمس، عن الشق الاقتصادي، فيما يعرف بصفقة القرن، ما تعليقك؟ هذه ليست أول رشوة تستهدف القضية الفلسطينية، ولكن، ربما، تكون آخر رشوة، فمنذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي اقترحت فكرة توطين الفلسطينيين في أستراليا، وفي الدول الغربية وتعويضهم ماليا، وخرجت مظاهرات من المخيمات ترفض ذلك، كما أن ما سُمي بمشاريع الشرق الأوسط الجديد حملت أفكارا عن مشاريع مشابهة لما يتم الترويج له، لكن كان الرد حينها هو تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بمبادرة من شخصية فلسطينية كبيرة هي أحمد الشقيري، المفكر والقائد، الذي ربطته علاقات مع المغرب ولعب دورا في استقلال ليبيا وشغل منصب ممثل الجامعة العربية في الأممالمتحدة، وكذا ممثلا لسوريا، ووالده كان من وجهاء الدولة العثمانية. لقد استطاع الشقيري، وهو شخصية فلسطينية، بفضل علاقاته أن يحصل على موافقة عدد من الدول لتأسيس كيان فلسطيني هو منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، ثم تأسست فتح بعد ظهور أولى محاولات التوطين. إذن، ما يطرح من مشاريع اقتصادية، في إطار ما سمي بصفقة القرن، ليس سوى استمرار لمشاريع سابقة فاشلة. بعد فشل اتفاقية أوسلو، تأتي صفقة القرن بإغراءات مالية بقيمة 50 مليار دولار؟ من حسن الطالع أن القيادة الفلسطينية بقيادة أبو مازن، أدركت أن اتفاقية أوسلو وصلت إلى الباب المسدود، ولهذا رفضت الموافقة على رشوة صفقة القرن، ولولا هذا الموقف لكنا قد انتقلنا إلى مرحلة أخرى من المواجهة مع المشروع الصهيوني. فرغم المشاركة المحدودة في مؤتمر البحرين بسبب الضغوط، فإن الفشل سيكون مآل هذه الصفقة، كما كان مآل سابقاتها لأنها لا تحترم الحقوق الفلسطينية. أتذكر أنه بعد اتفاق أوسلو، جرت اتصالات مع شخصيات فلسطينية لإغرائها ماليا بالمشاركة في صفقات لبعض المشاريع، منها مشروع لإنجاز دراسة لإنشاء طريق بمليون دولار، وهي محاولة لإرشاء شخصيات فلسطينية معروفة في سياق تلك الاتفاقات. إذن، تتوقع فشل صفقة القرن؟ إنهم يصارعون اليوم من أجل إنجاح صفقة القرن، فهم يعرفون أن الدور الأمريكي بدأ يتراجع، ويحاولون استعادة المبادرة وحتى لو نجحوا في إبرام الصفقة، فإن ذلك لن يثني الأمة العربية عن مواصلة النضال. لقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها ممكنا أن تنطلي علينا مثل هذه الصفقات، خاصة بعد خطيئة أوسلو.