عاد اسم المواطن المغربي منير المتصدق، ليُتَداول في الصحف والمواقع الإخبارية الألمانية، والذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، بعد إدانته قضائيا ب”تقديم الدعم لمنفذي هجمات الحادي عشر من شتنبر عام 2001″، والذي تم ترحيله نحو المغرب قبل انتهاء فترة عقوبته في سجن “فولسبوتل” بمدينة هامبورغ شمال البلاد. هذه المرة تتحدث وسائل الإعلام الألمانية عن مغادرته ألمانيا قبل حوالي عشرة شهور، بمبلغ 7200 أورو، ما ولد جدلا في الأوساط الألمانية، التي تعتبر أن خروج المتصدق بهذا المبلغ، خطأ جسيم، فيما يثار الحديث عمن يجب لومهم في هذا الموضوع. وتمت فعلا دراسة استقصائية باشرها أعضاء مجلس الشيوخ القضائيين، وعُرضت على لجنة قضائية في البرلمان المحلي لولاية هامبورغ، والتي وصفتها بعض التقارير الصحفية بأنها لم تقدم الشيء الكثير في هذا الموضوع. وأشارت مواقع وصحف ألمانية لم تتردد في وصف المتصدق ب”مساعد الإرهابيين” رغم تأكيده منذ اتهامه ببرائته، إلى أن كل من السناتور تيل شتيفن (عن حزب الخضر) والسناتور آندي گروت (الحزب الديمقراطي الاشتراكي – إس بي دي) يوم الثلاثاء الماضي في اجتماع خاص بالتحقيق في المبلغ المدفوع للمواطن المغربي، بأن ما قدم من أعمال تحقيقية في الموضوع غير كاف. وأشارت صحيفة “شود دويتشلاند” في مقال لها، بأن الأموال المذكورة دفعت أثناء الترحيل، بشكل مخالف لقانون مكافحة الإرهاب المعمول به في الاتحاد الأوروبي، مضيفة بأن من يتحمل المسؤولية في الموضوع لم يجيبوا بعد عن الأسئلة. وسبق لموقع المجلة الألمانية واسعة الانتشار “دير شبيغل”، أن أثارت تساؤلات حول تلقي المتصدق مبلغ 7200 أورو نقدا من السلطات الألمانية، رغم معاقبته وترحيله خارج ألمانيا. وأشار موقع المجلة التي يوجد مقرها في هامبورغ، إلى أن إدارة السجن قامت بتسليم المواطن المغربي قبل ترحليه منتصف شهر أكتوبر 2018، مبلغ 7 آلاف أورو، سدادا لما يعتبر حساب نزيل السجن، ويعرف في الداخل الألماني أن السجناء يتلقون مستحقات مالية شهرية وأجورا، مقابل الأعمال التي يزاولونها داخل السجون. وعلاقة بموضوع منير المتصدق، الذي كان مثار جدل كبير لدى الرأي العام الألماني والدولي، فإن المتصدق الذي غادر المغرب نحو ألمانيا للدراسة، تخصص هندسة سنة 1993، فإن موقع “هوية بريس” المغربي نشر حصرا رسائل تحمل توقيع منير المتصدق، والتي برأ نفسه فيها من كل ما اتهم به في ألمانيا، في ملف مساعدة مرتكبي عمليا 11 شتنبر الإرهابية. وشدد المتصدق في رسالته على أن المحكمة في ألمانيا جزمت بأن عملية 11 شتنبر رُتبت وخُطِّطت في بيت طلاب بمدينة هامبورغ، وأن تنظيم القاعدة مجرد مُعيّن، معتبرا الأمر مجرد تحايل، لأنه لولا ذلك لما استطاعت المحكمة أن تصدر في حقه حكم السجن، ولأن القانون الألماني آنذاك لم يكن يتضمن حينها قوانين تعاقب أعضاء منظمة مكونة خارج ألمانيا. كما سلط المواطن المغربي، الذي يتمسك ببراءته حتى اليوم، بأن حلقات تحفيظ القرآن حسب القضاء الألماني، والتي كان يحضرها شباب كثيرون ومن بينهم أولئك الذين شاركوا في عمليات الهجوم في على برجي مركز التجارة العالمي ومقر البنتاغون، خلية إرهابية، وكان يذاع فيها عداوة السامية والأمريكيين. ولم يفوت المتصدق في إحدى الرسائل الموقعة باسمه، (المتاحة حتى اليوم للاطلاع في الموقع المذكور سابقا)، أن في محاكمته الثانية، بعثت الحكومة الأمريكية ملخصا لأقوال واعترافات منفذي العملية ومن بينهم “ابن الشيبة”، والتي تؤكد من خلالها أن منير المتصدق لم يكن له ارتباط ولا أي علم بما وقع، وأنه لم يساعد “الخلية” في شيء.