قال مقاتلون والمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إن جماعات إسلامية من بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا سيطرت على مدينة إدلب للمرة الأولى منذ بدء الصراع. وبالسيطرة على إدلب التي تقع في محافظة تحمل نفس الاسم بات الإسلاميون المتشددون يسيطرون الآن على محافظة ثانية بعد الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية الذي تستهدفه ضربات جوية بقيادة الولاياتالمتحدة. وشكلت جماعات إسلامية سنية تحالفا يشمل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام المتشددة وجماعة جند الأقصى لكن هذا التحالف لا يضم تنظيم الدولة الإسلامية وهو منافس رئيسي لهذه الجماعات. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين سوريين للتعليق. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن القتال مستمر وإن الجيش تمكن من وقف تقدم المقاتلين من النواحي الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة. وقال التلفزيون السوري إن وحدات الجيش "تخوض معارك ضارية لإعادة الوضع لما كان عليه." وأضاف أن الجيش قتل مئات المقاتلين. ونشرت الجماعات المشاركة في الهجوم للاستيلاء على المدينة تسجيلات مصورة على الإنترنت تظهر مقاتلين يجوبون الشوارع. وقالت أصوات في التسجيلات إنهم في وسط المدينة. وأظهر أحد التسجيلات المصورة مقاتلين يطلقون النار في الهواء ويرددون "الله أكبر" خارج مجمع كانت تسيطر عليه قوات الحكومة. وتضخم عدد سكان إدلب بمئات الآلاف من النازحين من أجزاء أخرى من سوريا وتقع المدينة بالقرب من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي بين العاصمة دمشق ومدينة حلب كما أنها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية أحد معاقل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا إن المقاتلين الإسلاميين دخلوا المدينة من عدة نواح لكن هجومهم الرئيسي كان من ناحيتي الشمال والغرب. ويسمي تحالف الجماعات الإسلامية العملية بجيش الفتح تيمنا بالفتوحات التي نشرت الإسلام في الشرق الأوسط بداية من القرن السابع. وكان مقطع فيديو نشرته على الإنترنت جبهة النصرة أظهر عشرات المقاتلين في الشوارع ويقول صوت في الفيديو إنه صور في مدينة إدلب. وقال مقاتل في الفيديو "هذا بيتي. لم أدخله منذ أربع سنوات. هذا هو الحي الذي أسكن فيه وهذا بلدي. وبإذن الله سنحرره ونجعل المسلمين يسكنون فيه." وقوبل الرجل بترحيب من آخرين كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية بينما احتضنه آخرون وهم يبكون. وفي فيديو آخر ظهر مقاتلون فوق مبنى يحمل شعار حزب البعث السوري الذي يتزعمه الأسد وهم يحاولون تمزيق لافتات ضخمة تحمل صور الرئيس. وأسفر الصراع السوري عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص وأجبر ملايين السوريين على ترك منازلهم.