المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار.. الزفزافي يقول كل شيئ عن حياته وعن إلياس ولماذا يستفرد بالحراك ولماذا ظهر رفقة الحراس
نشر في أريفينو يوم 22 - 05 - 2017

في هذا اللقاء مع "الأول"، يفتح ناصر الزفزفي قائد "حراك الريف"، قلبه ويتحدث بكل تلقائية، عن نفسه، عن مساره، ويكشف كيف التحق بالحراك، ويتحدث عن تكوينه السياسي، ولماذا يرفض التعامل مع الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، وجميع الوسطاء، كما يتحدث عن لماذا يستفرد بالقرار في "الحراك" لوحده، وهل يتلقى دعما ماليا من الخارج، وكذا عن علاقة الحراك بإلياس العماري، ولماذا ظهر رفقة حراس شخصيين في مسيرة الخميس الماضي. ولماذا يطلب محاورة الملك بدل مؤسسات الدولة المخولة بذلك.
– العديد من المتتبعين والمواطنين بشكل عام لا يعرفون الزفزافي الذي ظهر مع الإحتجاجات في الريف التي عقبت وفاة محسن فكري، لذلك كيف يمكنك تفريبهم منك ومن شخصيتك؟
* ناصر الزفزافي مثل جميع المواطنين الذين تضرروا من السياسة المخزنية التي انتهجت ضد هذه المنطقة، لست أنانيا، وأحب الخير لمنطقتي ولأبناء بلدي، أنا كنت أمارس الرياضة كلاعب كرة سلة في صفوف نادي الشباب الحسيمي، كما مارست عدة رياضات أخرى، أتعامل مع الجميع من دون تحفظ كأي إنسان شعبي، لا أنتمي لأي "دكان" سياسي، أو إلى أي نقابة أو جمعية مع احترامي لبعض الجمعيات الشريفة، والمناضلين الذين ينتمون لبعض النقابات، صريح، وما أفكر فيه أقوله بصدق. انتمي إلى عائلة مناضلة، عمي تم اغتياله على طريق العرائش سنة 1978، وهو انسان مناضل وكان متواجدا مع مولاي محند في القاهرة وكان المكلف أنذاك بتحديد مواعيد مولاي محند مع الأشخاص الذين يريدون لقائه، أبي كان مناضلاً بحزب الاتحاد الاشتراكي عندما كان الاتحاد الاشتراكي حزباً قوياً، ولديه شعبية كبيرة، لكن بعد دخوله الحكومة قدم استقالته، أحد أجدادي كان وزيراً للداخلية في جمهورية الريف مع عبد الكريم الخطابي، وقبل الحراك كنت أنشر مجموعة من الفيديوهات لفضح السياسة الممنهجة التي تمارس ضد المنطقة والموجودة بالبلاد عموماً، فمثلا قمت بشرح أسباب تنزيل مشروع منارة المتوسط في الحسيمة وخلفياته. وأنا أعاتب الإخوان الذين يعتبرون أنه يجب أن يكون لك تاريخ في النضال لكي تناضل، فأنا لم أبدأ بفضح ماتقوم به الدولة والمسؤولين مع الحراك بل كنت أقوم بذلك قبله، لكن جاءت فرصة الحراك بعد وفاة الشهيد محسن فكري والذي لم أكن أتوقع أنه سيكون بهذا الزخم، وحصلت لدي قناعة أنه علينا أن ننتقل من الفايسبوك إلى الميدان للنضال، وهناك فيديوهات عديدة أكدت فيها على هذه الفكرة، وبخلاف ما يروج كنت أتكلم على جميع المدن المغربية ليست منطقة الريف وحدها، وربما أن الريف كان ينال نصيب كبير من اهتمامي وذلك بالنظر إلى أنها منطقتي وكذلك لأن الريف عانى كثيرا من الاقصاء والتهميش لسنوات طويلة منذ الاستقلال إلى الآن.
– هل كنت عضوا في حركة عشرين فبراير؟
* لقد كنت أشارك في تظاهرات حركة عشرين فبراير مثل باقي المواطنين، أستجيب لنداءات عشرين فبراير للإحتجاج في مسيراتها، للتعبير عن رفضي للإستبداد والفساد المستشري في البلاد والديكتاتورية، وضد السياسات المخزنية، ولم أكن فاعلاً في الحراك بل كنت أشارك مثل جميع المواطنين العاديين الذين كانوا يشاركون في تظاهرات عشرين فبراير.
– يلاحظ أن "حراك الريف" تمركز حول شخص واحد هو الزفزافي ألا يعد ذلك خطأً، واستفراداً بالقيادة؟
* ليس هناك شخصنة للحراك في اعتقادي وسأحاول الإجابة على سؤالك بالرغم من أن الجماهير هي من عليها إجابتك، ربما هذا ناتج عن الثقة التي وضعتها الجماهير في شخصي، بحكم أنني لا أنتمي إلى أي "دكان" سياسي أو جمعية، وخصوصاً وأن الجماهير الشعبية ليس في الريف وحده بل في كل مناطق المغرب فقدت ثقتها في "الدكاكين" والجمعيات والنقابات، ويجب أن تعلم أن الريفيين بالخصوص عندما يتقدم لهم أي شخص يتمعنون في خطابه جيداً ويبحثون في تاريخه هل سبق له أن تورط في ملف ما في الماضي، وهل هو يتقدم أمامهم فقط للركوب على الحدث، أو أنه جاء للمساومة وتحقيق منفعة خاصة على ظهر أي حركة احتجاجية، وأعتقد أن هذه الثقة والمحبة هي مسؤولية كبيرة جدا جعلتني أتقدم أكثر وأتقوى أكثر وهذه المحبة هي متبادلة وصادقة.
– توجه لك انتقادات كثيرة تتهمك بالإنفراد بالقرار وأنك الآمر الناهي، وترفض إشراك باقي النشطاء معك في اتخاد القرارات، وأنك الوحيد من يقرر في الحراك، هل ذلك صحيح؟ وما تعليقك على هذا الإتهام؟
* أولا الإخوة الذين ينتقدونني أتقبل نقدهم، لكن هناك من ينتقدون بحسن نية وهناك من لديهم خلفية سياسية ولديهم انتماءات للدكاكين السياسية، ويرغبون في الركوب على الحركة وينتقدون من أجل تكسيرنا، ومنعنا من أي شيء يخدم "الحراك" بحكم أنهم لم يجدون أنفسهم فيه، هذا من جهة، من جهة أخرى لايمكن أن ترضي جميع الناس فهي غاية لا تدرك. الله سبحانه وتعالى خلق الكون بأكمله ولا تؤمن به جميع الناس، كذلك ليس هناك شخص لم يسلم من الانتقاد عموماً، لكن عندما خرج للتكلم والاحتجاج في الشارع ليلة مقتل محسن فكري واستنكاري للطريقة غير المسؤولة التي قتل بها، وتحديت السلطة والمسؤولين. لم أنتظر قرارا من أي أحد للخروج، بل أخذت المبادرة وحدي، وأنا لا أنفرد بالقرارات داخل الحراك بل إني ألتقي المواطنين وأتواصل معهم وأستمع لمقترحاتهم حول الأشكال الاحتجاجية، وأقول لمن ينتقدونني ويصفونني بالإستبداد بالقرارات. إذا كان فعلا علينا أخذ القرار بشكل ديمقراطي علينا أن نستمع لثلاث مئة ألف زائد واحد من الساكنة، بحكم أن عدد سكان الحسيمة ست مئة ألف، هذه هي الديمقراطية الحقيقية. ولكن لنفترض أن من ينتقدونني شاركوا في هذا القرار ولم يشارك باقي المواطنين هل سيعجبهم ذلك؟، وبالتالي فهذا الكلام غير معقول. أنا ألتقي المئات من المواطنين في الشارع ويقولون لي أراءهم وتقييمهم، وكذلك مقترحاتهم ونحن كنشطاء نقوم بعملية جس نبض الشارع لنعرف ماهي الخطوة المناسبة، وشيء أخر بالأمس خرجت مئات الألاف من المواطنين هل ذلك يعني أننا علينا جمعهم جميعهم لأخذ القرار، وهذا الحراك هو ليس حراك زفزافي ولكن حراك شعبي.
– تروج حولك اشاعات كثيرة حول ملفات مالية وغيرها من القصص الأخرى الأكيد انك سمعت بها، بماذا ترد عليها؟
* في أكثر من مرة تحديت الدولة المخزنية أن تأتي بدليل في كل الإتهامات والإدعاءات والاشاعات التي يتم ترويجها. من جهة أخرى إذا كانت الدولة أو أي شخص أنا مدين له بالمال أو عليّ أي ملف بهذا الخصوص، عليه أن يلتجئ للقضاء والكشف عن ذلك، إن هذه التهم التي تروج مثل أنه عليّ ديون وغيرها. هي محاولات بائسة أستخدمت للنيل مني ولم ينجح ذلك، كما أن هناك بعض الأبواق الصحفية الصفراء المسخرة من قبل المخزن والتي كانت تحاول دائما تشويه صورة الحركات الإحتجاجية ونشطائها، وكانت معروفة وتقوم بنشر مواضيع إباحية بغرض البحث عن عدد كبير من المتتبعين، بعكس الصحافة الحرة والنزيهة والمستقلة التي نحترمها والتي تنقل الخبر كما هو، هي أبواق تحت يد المخابرات، وقد عانى منها مجموعة من المناضلين في كل المدن المغربية وفي مختلف الحركات المتواجدة، وهي نفسها من تحاول تشويه صورة "حراك الريف" عبر ترويج الأكاذيب.
– هناك من ينتقد خطابك ويصفونه بالشعبوي، حيث تستخدم الدين وبعض المفاهيم التي لها علاقة باليسار وكذلك بعض الأفكار "السطحية" الرائجة داخل المجتمع، من قبيل أنك لا تثق في الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، كيف تفسر ذلك؟
* هذا حراك شعبي يوجد فيه الجميع ويستوعب الجميع من مختلف الإديولوجيات والأديان، للعلماني واليساري والإسلامي واللاديني، ولهذا فخطابنا هو خطاب جامع وبسيط، نستعمل في خطاباتنا أقوال دينية، التي هي جزء منا ومن ثقافتنا كما نستعمل أقوال ماركس ولينين، لكي يجد الكل نفسه في هذا الخطاب ولكي لا يكون إقصاء لأي طرف كيفما كان، كما أننا تبنينا هذا الخطاب والذي هو خطاب شعبي جامع لأننا لا نبتغي من وراء حراكنا هذا حكماً أو سلطة، بالإضافة إلى أن مشكلتنا أساساً مع المخزن وجميع هذه المكونات لها نفس المشكل مع المخزن. خطابنا ليس شعبوي عكس مايروج، هو خطاب جديد يفهمه الجميع المتعلم وغير المتعلم، الكبير والصغير، فزمن الخطاب القديم قد انتهى ولم يعد صالحاً ولا مفهوماً، هناك من لا يعرف معنى النظام السياسي القائم، عندما تقول له هذا المصطلح كيف سيفهمه، أو مصطلح الإمبريالية مثلا..
– ماهي حقيقة علاقتكم بإلياس العماري وهل صحيح أنه هو من يحرك خيوط الحراك في الخفاء؟
* أقولها مع احترامي للجميع، إلياس العماري ما هو إلا بيدق من بيادق الدولة المخزنية والمركز، الذي يحاول قدر المستطاع أن يستخدم من أجل محاصرة منطقة الريف، إلياس العماري، مثله مثل باقي قيادات الأحزاب هم بيادق و"حفاظات"، كما أنهم قالوا علينا اكثر من مرة على أننا ننتمي للعدالة والتنمية، وقالوا أننا عملاء للجزائر، ثم إسبانيا، والبوليساريو، بالإضافة إلى الأصالة والمعاصرة، هذه كلها اتهامات، على من يقول بها أن يعطي الدليل على صحتها، كما أنني لا يشرفني إطلاقا الإنتماء إلى "الدكاكين" السياسية، التي تأسست من أجل الحفاظ على استمرار سياسة المخزن ليس إلا.
– لماذا تصف الأحزاب السياسية بالدكاكين أليس هناك أحزاب لولاهم ولولا تضحيات مناضليهم في سنوات الرصاص لما تحققت عدة مكتسبات في الوقت الحالي؟
* عندما نصف الأحزاب السياسية بالدكاكين فذلك إنطلاقاً من ممارستها، فهي تعطي وعودا انتخابية في برامجها وعندما تصل إلى المسؤولية تنقلب على المواطنين وتتنكر لهم، وخير دليل، أنظر إلى التصريحات التي خرج بها زعماء أحزاب الأغلبية بخصوص الحراك، والتي استندت فيها إلى تقرير وزير الداخلية الذي هو بحد ذاته مجرد "بيدق"، والذي اتهمنا باتهامات خطيرة جداً مع العلم أن ملفنا الحقوقي المطلبي واضح جداً، وعندما طالبناهم بالحجة على اتهاماتهم لم يستطيعوا الكشف عنها، ولو أننا في دولة الحق والقانون لتمت محاسبة الفتيت وزير الداخلية، الذي هو من أجج الوضع الآن عبر تقريره وتصريحاته بخصوص الريف. وإذا عدنا إلى الماضي ماذا قدمت هذه الدكاكين السياسية، بخصوص العديد من الملفات، من بينها شهداء حركة عشرين فبراير، وقضية كريم لشقر، قضية ظهير العسكرة الذي لم يتكلم عنه أحد من هؤلاء الدكاكين حتى جاء الحراك، وعدة ملفات وقضايا أخرى.
– هل تعتبر فدرالية اليسار والنهج والعدل والإحسان مثلا دكاكين؟ً * نحن لا نقبل بجميع الإطارات كيف ما كانت لكي نحافظ على استقلالية الحراك، ولكي لا تأتي أي جهة لتتهمنا بأن قوة سياسية توجهنا أو تدفعنا، فمثلاً النهج الديمقراطي في الحسيمة، هاجم الحراك وحاول السيطرة عليه عبر محاولة تسميته وقيادته، لكنه فشل فشلاً ذريعا، حيث تم رفضهم من قبل الجماهير، فكما تعلم النهج الديمقراطي في الحسيمة، كان هو من يقود العديد من الإحتجاجات في الماضي لكن نتسائل ماذا قدم النهج كذلك؟، بل هناك من بينهم من خان وباع القضية.
– هل استطعتم الرد على اتهامكم ب"الإنفصال" بشكل كافي من خلال مسيرة الخميس؟ أم أن هناك خطوات أخرى؟
* مسيرة يوم الخميس كانت صفعة لمن اتهمونا بالإنفصال، لقد كانت مسيرة حاشدة، وتاريخية، ومن خرجوا من المتظاهرين لم نقدم لهم "الخبز والطون"، كما يتم إخراج البلطجية في مسيراتهم، المسيرة التي خرجت يوم الخميس مسيرة خيالية، ولم تتوقعها الدولة أن تكون بهذا الحجم وبهذا العدد والزخم، وإذا واصلت الدولة تجاهلها لملفنا الحقوقي، أكيد ستكون مسيرة أكبر وستكون مليونية هذه المرة، والتي دعينا إليها في عشرين من شهر يوليوزالقادم، والتي سينظم إليها إخواننا ريفيو الشتات المتواجدون في الخارج، وكذلك إخواننا في باقي المدن المغربية.
– هل تتلقون دعماً مالياً من الخارج ولو حتى مساهمات من الريفيين المتواجدين بالخارج؟
* ليس هناك أي دعم خارجي عبر التمويل نهائياً، بل هناك دعم معنوي من قبل لجنة الدعم المعنوي بأروبا، التي أعضائها ريفيون من نشطاء الحراك بالخارج، من جهة أخرى قلتها وأكررها، هذه الإتهامات وجهت في السابق لنشطاء حركة عشرين فبراير، وحركات احتجاجية أخرى، فهناك ثلاث أشياء لصيقة بهذه الدولة هي: المؤامرة والطرف الثالث، والتمويل الخارجي، كل مواطن أو مجموعة خرجوا للدفاع عن حقوقهم والدولة تواجه هذه التهم.
– ما حقيقة خبر استعدادك للهروب إلى خارج البلاد ؟
* أنا سأبقى هنا وسأقول لك شيء. طلب مني العديد من الريفين بالخارج أن أزور أوروبا في ندوات وأنشطة لشرح مطالب "الحراك" وتوضيح العديد من المغالطات التي تمرر حول الحراك إلا أنني رفضت، لأنه بالنسبة لي المعركة هنا، وأعتقد أنه من حق أي مواطن أن يزور المكان الذي يريد في الوقت الذي يريد، أنا لا أقبل مثل هذا الكلام فكيف أنني ليس من حقي حسب هؤلاء أن أجلس في المقهى، أو أن أمارس حقوقي كجميع الناس، هل يريدونني ان أجلس وأنتظر لأنفذ تعليماتهم، على الجميع أن يعلم أنني إنسان حر خرجت لأعبر عن رفضي للعبودية، وأنا لست جبانا لكي أهرب.
– استعملت الحراس الشخصيين وشكل ذلك حدثاً في مسيرة الخميس حيث ركز عليه مجموعة من المتتبعين والمنابر الإعلامية، بل ذهب بعضهم لإستنكار ذلك؟
* من يركزون على موضوع الحراس الشخصيين داخل المسيرة، لم يشاهدوا البلطجية، الذين كانوا يتهجمون علي في العديد من المحطات، وسبق لي وتعرضت لمحاولتي إغتيال واحدة في أيت عبدالله، والثانية في الناظور، والأمر قد حصل في السابق، مثلا اغتيال كمال الحساني، إذن الإخوان غيرة منهم على "الحراك" وخوفهم على النشطاء، خصوصاً وأنهم سمعوا أن مجموعة من المكالمات التي كنت قد نشرتها، فيها تهديدات بالتصفية الجسدية، ولجنة الحماية هذه مكونة من مجموعة من النشطاء داخل "الحراك"، بالإضافة إلى شابيين ريفيين أتو من خارج البلاد، هما بطلان في رياضة ال"طايبوكسينغ"، وقد كلموني وطلبوا مني أن يقوموا بحمايتي من "البلطجية".
– لماذا ترفضون الحوار عبر وضعكم شروطا وصفت بالتعجيزية؟
* نحن لا نرفض الحوار. الدولة هي التي ترفضه، نحن دائما عبرنا عن ذلك، لسنا عدميين، لكن للحوار شروط، ونحن وضعنا شرطان للجلوس للحوار هما : إطلاق سراح المعتقلين الذين إعتقلوا بسبب "الحراك"، وإلغاء ظهير العسكرة مع رفع كل مظاهرها عن المنطقة، وهذه الشروط ليست تعجيزية لأن من اعتقلوا أبرياء، وهذا الخطاب موجه للملك، وليس للحكومة، ولا نقبل الوساطة من أحد.
– هل تريدون محاورة الملك شخصياً حول مطالبكم؟ * لا، لا ليس الحوار مع الملك شخصياً، نقول للملك مطالبنا، بصفته ملكا ورئيسا للبلاد، وله كامل الصلاحية لإختيار الناس الذين نتحاور معهم، لأنه لا يمكننا الحوار مع الدكاكين السياسية فهم ليست لديها السلطة للقيام بتنفيذ مطالبنا، كما أنه لا أحد يستطيع في هذه البلاد أن يوهمنا بأنه يستطيع فعل أي شيء، من يمتلك السلطة هو الملك الذي يقوم بكل شيء.
– هل هناك جهات طلبت منكم وساطة لحل ملف "الحراك" ومن هي؟ * نعم طلبت منا جهات الوساطة مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بل هناك من طلب فتح حوار معنا، مثل إلياس العماري، ولكن رفضنا رفضاً قاطعاً نحن لا نريد وساطة، لأن "الحراك" لا يحتاج إلى وساطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.