1. الرئيسية 2. المغرب المغرب يسعى لتعزيز شراكاته القطاعية مع دول "آسيان" خلال الزيارة المرتقبة لأمين رابطة دول شرق آسيا الصحيفة من الرباط الأحد 22 يونيو 2025 - 20:43 يعتزم الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن، القيام بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 يونيو الجاري، وذلك بدعوة من الحكومة المغربية، سيقود خلالها وفدا من الأمانة العامة للرابطة في جولة تشمل مدينتي الرباط والدار البيضاء. ووفق ما أعلنته أمانة "آسيان" عبر موقعها الرسمي، فإن جدول زيارة كاو يتضمن لقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين المغاربة، ضمنهم وزراء في الحكومة، إضافة إلى اجتماعات مع فاعلين من القطاع الخاص، وممثلين عن الأوساط الأكاديمية، ولقاءات مع طلاب الجامعات. ومن المرتقب أن يلقي المسؤول الآسيوي، حسب المصدر نفسه، محاضرة في المعهد المغربي للتكوين والبحث في الدراسات الدبلوماسية (IMFRED) خلال تواجده بالعاصمة الرباط، في إطار انفتاح الرابطة على النخب المغربية وتعزيز تبادل الرؤى بشأن قضايا التعاون الإقليمي والدولي. كما سيعقد كاو اجتماعا مع لجنة "آسيان" المعتمدة بالرباط لإطلاع أعضائها على آخر تطورات العمل داخل الرابطة، وتبادل وجهات النظر حول تعزيز الشراكة القائمة بين المملكة المغربية ودول جنوب شرق آسيا في إطار "الحوار القطاعي". وتأتي هذه الزيارة في وقت يحتفل فيه المغرب بمرور أزيد من سنة على حصوله رسميا، في صيف 2023، على صفة "شريك الحوار القطاعي" لدى "آسيان"، وهي صفة تتيح له التعاون مع الرابطة في مجالات محددة تشمل التجارة، والتعليم، والطاقة، والبيئة، والأمن الغذائي،والثقافة، وغيرها. وكانت الرباط قد احتضنت، في 8 غشت 2024، حفلا بمناسبة الذكرى ال57 لتأسيس رابطة "آسيان"، تزامنا مع الاحتفال بمرور سنة على انضمام المغرب كشريك قطاعي، وهو ما شكل مناسبة للإشادة بشراكة التميز بين الطرفين والتأكيد على التزام المغرب بتوسيع هذا التعاون. وأبرز سفير الفلبين لدى المغرب، ليزلي باجا، خلال الحفل، الدور الذي يضطلع به المغرب كحليف مستقر وموثوق في القارة الإفريقية، مؤكدا أن وضع المملكة كشريك قطاعي ل"آسيان"، إلى جانب موقعها الجغرافي كبوابة نحو إفريقيا وأوروبا، يعزز فرص التعاون في عدة مجالات استراتيجية. وذكّر الدبلوماسي الفلبيني بالمسار المتدرج لتطور العلاقات بين الطرفين، بدءا من إنشاء لجنة "آسيان" في الرباط سنة 2015، ثم انضمام المغرب إلى معاهدة الصداقة والتعاون في 2016، مرورا بحصوله على صفة عضو مراقب في الجمعية البرلمانية للرابطة سنة 2020، ووصولا إلى عضويته المنتسبة في منظمة وزراء التعليم لجنوب شرق آسيا سنة 2021. وحسب معطيات أمانة "آسيان"، فإن شراكة الحوار القطاعي مع المغرب ستمتد مبدئيا إلى غاية سنة 2028، وتشمل تنفيذ برامج تعاون عملية في السنوات الخمس المقبلة، بهدف وضع الإطار العام للتعاون وتطوير المبادلات التجارية والسياسية والثقافية بين الجانبين. كما تؤكد الرابطة رغبتها في توطيد علاقتها بالمغرب عبر تفعيل مشاريع مشتركة على المستويين الحكومي والخاص، بما يعكس القيم المشتركة لدول "آسيان" والمملكة، لاسيما في ما يتعلق بالسلم، والاستقرار، والتنمية المستدامة، والتكامل الإقليمي. ويأتي هذا الانفتاح في سياق إستراتيجية مغربية أوسع لتنويع شركائها خارج المحيط التقليدي، وتعزيز حضورها في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، من خلال شراكات مرنة تسمح بالاندماج في سلاسل القيمة الدولية والاطلاع على نماذج تنموية رائدة. وتُعد رابطة دول جنوب شرق آسيا إحدى أبرز التكتلات الإقليمية في العالم، حيث تأسست سنة 1967 وتضم حاليا عشر دول أعضاء، وتُعرف بدورها المتنامي في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني بين أعضائها ومع شركاء خارجيين مثل المغرب، الذي يراهن على هذه الشراكة كجسر جديد نحو أسواق واعدة وتجارب تنموية متقدمة.