1. الرئيسية 2. اقتصاد عمدة الجزيرة الخضراء: تغيير الولاياتالمتحدة مسار السفن التجارية نحو طنجة المتوسط يرجع إلى "قرارات خاطئة" من وزارة الخارجية الصحيفة من الرباط الجمعة 15 غشت 2025 - 20:12 اعتبر عمدة الجزيرة الخضراء، خوسي إغناسيو لاندالوس، أن قرار الولاياتالمتحدة بتحويل مسار السفن التجارية بعيدا عن ميناء الجزيرة الخضراء نحو ميناء طنجة المتوسط في المغرب يعود إلى "قرارات خاطئة" من طرف وزارة الخارجية الإسبانية، خاصة فيما يتعلق بمنع رسو بعض السفن الأمريكية التي قيل إنها تحمل أسلحة موجهة إلى إسرائيل، وهي ليست كذلك حسب تعبيره. وأضاف لاندلوس في حوار مع برنامج إذاعي على إذاعة "es Radio" نقلت تفاصيله الصحافة الإسبانية، أن هذا التحويل الاستراتيجي للسفن يؤثر على الاقتصاد المحلي وعلى مكانة ميناء الجزيرة الخضراء، مشيرا إلى أن القرار الأمريكي لم يأت بشكل مفاجئ، بل هو نتيجة تراكم السياسات غير الدقيقة خلال السنوات الماضية. ووفق المصادر نفسه، فإن عمدة الجزيرة الخضراء، اعتبر هذا التحول له انعكاسات كبيرة على التنافسية، ليس فقط بالنسبة لإسبانيا، بل لأوروبا أيضا، لافتا إلى أن تحويل السفن يشمل حاليا سفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقي الأمريكي نحو آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك كوريا الجنوبية والهند وباكستان واليابان، وهو ما يضع الميناء أمام منافسة كبيرة على مستوى التجارة العالمية. وأكد لاندالوس، وفق ما نقلته الصحافة الإسبانية، أن هذه التطورات تؤدي إلى انخفاض النشاط التجاري بالميناء، وهو ما ينعكس سلبا على العمالة والاقتصاد في الجزيرة الخضراء ومنطقة خليج جبل طارق، معتبرا أن الأوروبيين أنفسهم، ساهموا في تفاقم الوضع بسبب أخطاء في إدارة السياسات اللوجستية والتجارية. وطالب لاندالوس الحكومة الإسبانية باتخاذ "قرارات استراتيجية رشيدة" تضمن الحفاظ على مكانة الميناء، والتنسيق مع الجهات الدولية، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، لتجنب تحويل المزيد من السفن بعيدا عن الجزيرة الخضراء. ويأتي تصريح عمدة الجزيرة الخضراء، بعد التقرير الذي نشرته صحيفة "ABC" الإسبانية، التي قالت فيه إن المغرب تحول في السنوات الأخيرة إلى أحد أبرز الحلفاء الإستراتيجيين للولايات المتحدة في العالم العربي وإفريقيا، مشيرة إلى أن هذه العلاقة تعززت بشكل ملحوظ خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون أن تتأثر بفترة جو بايدن، مما انعكس على العديد من المجالات، بما فيها التجارة البحرية واستبعاد واشنطن لميناء الجزيرة الخضراء لصالح طنجة المتوسط. وأضافت الصحيفة الإسبانية أن التطور الكبير في العلاقات بين الرباطوواشنطن جاء عقب توقيع اتفاق ثلاثي في 10 دجنبر 2020، أقام بموجبه المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مقابل اعتراف الولاياتالمتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء. ووفق المصدر نفسه، فإنه بموجب هذا الاتفاق، التزمت واشنطن بزيادة دعمها العسكري للمغرب، إضافة إلى فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، المعروفة تاريخيا باسم "فيلا سيسنيروس"، ما عزز الروابط السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين. وذكرت الصحيفة المذكورة أن هذه العلاقة الوثيقة استمرت بنفس الزخم في عهد الرئيس جو بايدن دون تغيير، وهو ما انعكس على اختيارات الولاياتالمتحدة في مجال النقل البحري، حيث لم تجد صعوبة في تحويل جزء من نشاطها البحري من ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني إلى ميناء طنجة المتوسط المغربي. وأشارت "ABC" إلى أن ميناء طنجة المتوسط، الواقع على بعد 45 كيلومترا من مدينة طنجة، أصبح منذ ثلاث سنوات أكبر ميناء في البحر المتوسط من حيث حجم المناولة، متجاوزا ميناء الجزيرة الخضراء، وذلك بفضل رؤية الملك محمد السادس الذي دشن المشروع سنة 2007 بهدف جعل المغرب محورا رئيسيا في التجارة البحرية العالمية. ولفت تقرير "ABC" إلى أنه في 2024، عالج ميناء طنجة المتوسط 142 مليون طن من البضائع و10.2 مليون حاوية، مدعوما بتوسعات متواصلة وإضافة مزيد من الأرصفة، فضلا عن تكاليف التشغيل المنخفضة مقارنة بجاره الإسباني، بالإضافة إلى تأثير أزمة البحر الأحمر على حركة الشحن، في المقابل، سجل ميناء الجزيرة الخضراء 103 ملايين طن و4.7 ملايين حاوية، ما يعكس الفارق المتزايد بين الميناءين، وهي فجوة مرشحة للاتساع في السنوات المقبلة. وأبرزت "ABC" أن ميناء طنجة المتوسط سيستفيد أيضا من تطبيق الرسوم البيئية للاتحاد الأوروبي، إذ تفرض هذه الرسوم على السفن التي ترسو في موانئ مثل الجزيرة الخضراء وروتردام وأنتويرب ضرائب قد تتجاوز 150 ألف أورو للسفينة، بينما لا تُطبق هذه الرسوم على الموانئ الواقعة في الضفة الإفريقية من المضيق، ما يمنح الميناء المغربي ميزة تنافسية كبيرة. وأضافت الصحيفة الإسبانية أن هذه الظروف جذبت شركات نقل بحري كبرى إلى طنجة المتوسط، مستفيدة من البنية التحتية الحديثة والخدمات اللوجستية المتطورة التي يقدمها، مشيرة إلى أن المغرب يسعى لتكرار تجربة طنجة المتوسط الناجحة على المحيط الأطلسي عبر مشروع "الناظور ويست ميد"، الذي يقع على بعد 50 كيلومترا فقط من مدينة مليلية. ويبلغ حجم الاستثمار في المشروع الجديد، وفق الصحيفة الإسبانية، إلى أكثر من 700 مليون يورو، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله في أواخر سنة 2026 أو مطلع 2027، بهدف تعزيز مكانة المغرب على أحد أهم محاور التجارة العالمية.