حريق كبير قرب مستودع لقارورات غاز البوتان يستنفر سلطات طنجة    تطوير مبادرة "المثمر" ل6 نماذج تجريبية يَضمن مَكننة مستدامة لأنشطة فلاحين    حكيم زياش يتألق في مباريات غلطة سراي    احتجاج تيار ولد الرشيد يربك مؤتمر الاستقلال    زلزال بقوة 6 درجات يضرب دولة جديدة    الأكاديمية تغوص في الهندسة العمرانية المغربية الإسبانية عبر "قصر الحمراء"    بوزنيقة : انطلاق المؤتمر 18 لحزب الاستقلال بحضور 3600 مؤتمر(فيديو)    حالة "البلوكاج" مستمرة في أشغال مؤتمر حزب الاستقلال والمؤتمرون يرفضون مناقشة التقريرين الأدبي والمالي    ممثل تركي مشهور شرا مدرسة وريبها.. نتاقم من المعلمين لي كانو كيضربوه ملي كان صغير    الرابطة الرياضية البيضاوية يؤكد ان الوحدة الترابية قضيتنا الاولى    طقس السبت: أمطار وطقس بارد بهذه المناطق!    جمارك الجزائر تجهل قانون الجمارك    رئيس بركان يشيد بسلوك الجمهور المغربي    على هامش المعرض الدولي للفلاحة.. إطلاق هاكاثون الذكاء الاصطناعي للفلاحة القادرة على الصمود أمام التغير المناخي    فضّ الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية: ماذا تقول قوانين البلاد؟    المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات : المغرب مركز أعمال من الطراز العالمي    بركة يتهم النظام الجزائري بافتعال المؤامرات وخيانة تطلعات الشعوب المغاربية    الصحراء تغري الشركات الفرنسية.. العلوي: قصة مشتركة تجمع الرباط وباريس    شبكة جديدة طاحت فالشمال كتبيراطي شبكات الاتصالات الوطنية وها المحجوزات    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    "طوطو" يشرب الخمر أمام الجمهور في سهرة غنائية    أكبر صيد أمني منذ عشر سنوات.. 25 طنا من الحشيش المغربي تدخل أوروبا    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. الشباب السالمي يتعادل مع ضيفه مولودية وجدة 0-0    تفريغ 84 طنا من منتجات الصيد البحري بميناء مرتيل خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2024    تتويج 9 صحفيين في النسخة الثامنة للجائزة الكبرى للصحافة الفلاحية والقروية    الأمثال العامية بتطوان... (583)    السعودية تحذر من حملات الحج الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي    المغرب يعتزم بناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات بجهة الشمال    قميص بركان يهزم الجزائر في الإستئناف    عطلة مدرسية.. الشركة الوطنية للطرق السيارة تحذر السائقين    للجمعة 29.. آلاف المغاربة يجددون المطالبة بوقف الحرب على غزة    مقتل 51 شخصا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    بيدرو روشا رئيساً للاتحاد الإسباني لكرة القدم    مصرع 10 أشخاص في حريق بفندق برازيلي    الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط    مندوبية السجون تغلق "سات فيلاج" بطنجة    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    ‬غراسياس ‬بيدرو‮!‬    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    الشرقاوي يسلط الضوءَ على جوانب الاختلاف والتفرد في جلسات الحصيلة المرحلية    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    الأمثال العامية بتطوان... (582)    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل الرابح الأكبر من زيارة بوش غير البريئة لمنطقة الشرق الأوسط الأهداف المعلنة والمخفية للزيارة وصدمة إسرائيل
نشر في أسيف يوم 08 - 01 - 2008

من المقرر أن يقوم الرئيس الاميركي جورج بوش الابن بزيارة لعدة دول في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها اسرائيل، ومناطق سلطتنا الوطنية الفلسطينية، أيام 9 و10 و11 من الشهر الجاري، حيث سيلتقي كبار المسؤولين الاسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس دولة اسرائيل شمعون بيرس، ورئيس وزرائها ايهود اولمرت والعديد من الوزراء وقادة الاحزاب الاسرائيلية، أما على الجانب الفلسطيني فإنه سيزور رام الله وسيلتقي كبار
المسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض.وهذه هي الزيارة الأولى للرئيس بوش للمنطقة منذ توليه منصب الرئاسة في مطلع العام 2001، ويصفها المراقبون والمحللون السياسيون بالزيارة التاريخية نظراً لتوقيتها وأهدافها العديدة. وشكلها والضوضاء الاعلامية المصاحبة لها.رغم ما تحمله زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الأراضي الفلسطينية من إمكانية تحقيق بعض الإنفراج السياسي في عملية التسوية المتجمدة، إلا أن المؤشرات وتطورات الأحداث في الولايات المتحدة والساحة الداخلية "الإسرائيلية"، تشير إلى ان كل ما يتعلق بالتسوية على المسار الفلسطيني "الإسرائيلي" متوقف باستثناء التعاون الأمني بين الجانبين وذلك استجابة لطلب إدارة بوش الذي يقترب من توديع منصبه. ومهما تحمله هذه الزيارة الأولى التي يقوم بوش إلى المنطقة من أهمية، فإنه من الواضح ان "الاسرائيليين" يدركون اكثر من غيرهم ان بوش لا يمكن له أن يمارس أي ضغوط حقيقية وفعلية لإطلاق التسوية، ويعمدون للتجاوب مع بعض مطالبه لتحريك المسار السياسي مع الفلسطينيين، كنوع من رد الجميل. ولعل قول رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود اولمرت قبل يومين إنه وبوش متطابقان، وإن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يفرض شيئا ترفضه "إسرائيل"، إشارة استباقية إلى عقم المراهنات على تغيير يمكن أن تحدثه الزيارة. وفي الوقت الذي يخصص فيه القادة "الإسرائيليون" جل اهتمامهم لممارسة الحلب السياسي للرئيس المقرر رحيله قريبا من خلال تثبيت الضمانات التي كان منحها في وقت سابق ل "إسرائيل" بشأن التجمعات الاستيطانية في الضفة ودعمه لفكرة ضمها ل "اسرائيل"، مثلما صرح بوش، والحصول على ضمانات جديدة تستفيد "إسرائيل" منها لاحقا، ينشغل القادة الفلسطينيون في إنجاز بعض التفاصيل المتعلقة بضمان وصوله إلى رام الله وخروجه منها من دون أية عقبات أمنية، رغم ان مسؤولية إنجاز الترتيبات الأمنية أحيلت إلى طواقم أمنية أمريكية تتولى الإشراف والتنسيق التفصيلي لكل إجراءات الزيارة، بما في ذلك عدد الصحافيين وإجراءات تنظيم دخولهم وخروجهم إلى مقر المقاطعة في المدينة التي يتوقع ان تتحول إلى ما يشبه ثكنة عسكرية مع وصول بوش. ويتضح من المؤشرات الأولية ان الجانب "الإسرائيلي" سوف يسعى للحصول على المزيد من الدعم لسياساته وخططه وبرامجه، في حين أن الجانب الفلسطيني سوف يركز على جملة من المطالب المكررة إلى حد أن المواطن العادي سئم تكرارها مثل وقف الاستيطان والعدوان، ورفع الحواجز وإطلاق سراح الأسرى، وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية (الأمريكية الفلسطينية "الإسرائيلية") لمراقبة تطبيق خطة خارطة الطريق من دون وجود ضمانات حقيقية يمكن ان يمنحها لهم. وفي الوقت الذي يرحب فيه الجانبان بهذه الزيارة الأولى، إلا أن أنظار بوش سوف تكون متجهة نحو أهداف أخرى أعلن بعضها خلال مقابلة أجراها مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، والبعض الآخر ألمح إليه من دون تفاصيل ومنها السعي إلى دعم فكرة إنشاء تحالف "إسرائيلي" عربي في مواجهة "الخطر" الإيراني، حيث أشارت مصادر فلسطينية رسمية إلى وجود شبه موافقة عربية على الدخول في مثل هذا التحالف شريطة حل القضية الفلسطينية، الأمر الذي يفسر تفاؤل القيادة الفلسطينية بتحقيق إقامة دولة فلسطينية خلال العام الحالي، خاصة بعد عودة طرح القضية الفلسطينية ضمن جدول الأعمال الدولي ووجود دعم دولي لفكرة أن إنهاء حالة التوتر وما يصفونه ب "الإرهاب" يكمن بالأساس في معالجة القضية الفلسطينية. ومهما سعى بوش وبذل من جهود من اجل إنقاذ صورة حزبه الجمهوري المنخرط في سباق الحملة الانتخابية للرئاسة من خلال الاعتماد على أوراق سياسية خارج حدود الولايات المتحدة، فإن مستقبل التسوية وإطلاقها بصورة حقيقية لن يتما إلا بعد حسم الانتخابات الرئاسية المقبلة وان كل ما يجري من تحركات يأتي في إطار المقولة الشهيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر "أوهم الآخرين بأنك تتحرك في حين تكون ثابتا"، تبقى ماثلة في السياسة الأمريكية الخارجية وفي تعاملها تحديدا في قضايا الشرق الأوسط، خاصة في ظل الاستعداد "الإسرائيلي" الكامل لممارسة سياساتها القديمة الجديدة التي تقوم على المزيد من المناورات والمماطلات والمناكفات والمداهنات التي نجحت في الكثير من الزيارات الشبيهة لمسؤولين أمريكي باحتواء التحركات الأمريكية ما يجعلها الرابح الأكبر من زيارة بوش المرتقبة للمنطقة . وقالت مصادر صحفية أن مسؤولون "إسرائيليون" أعربوا عن شعورهم ب"صدمة"، نتيجة رفض الرئيس الأميركي جورج بوش، إلقاء خطاب أمام البرلمان "الإسرائيلي" "الكنيست"، خلال زيارته الأولى التي من المقرر أن يقوم بها للدولة العبرية، ضمن جولة له بعدد من دول المنطقة، بهدف دفع ما يسمى بعملية السلام. وكانت رئيسة "الكنيست"، "داليا إتسيك"، وهي قيادية بحزب "كاديما"، الذي يتزعمه رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، "إيهود أولمرت"، قد وجهت دعوة بداية شهر دجنبر الماضي، إلى الرئيس الأميركي، عبر مساعديه، لإلقاء خطاب أمام أعضاء "الكنيست"، أثناء زيارته ل"إسرائيل". ولكن مصادر في البيت الأبيض أرجعت السبب إلى أن الرئيس بوش يريد أن تكون زيارته إلى "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية "متوازنة"، فإذا ألقى خطابًا في "الكنيست"، فيتوجب عليه أن يلقي خطابًا مماثلاً أمام المجلس الوطني الفلسطيني، وفقًا لما ذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون "الإسرائيلي". وأشارت مصادر سياسية أميركية إلى أن الرئيس بوش لا يمكنه إلقاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني، حيث أن ذلك قد يشكل "حرجًا بالغًا" له، نظرًا لأن غالبية أعضاؤه من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كما أن السلطات الإسرائيلية تعتقل معظم النواب الفلسطينيين. كما ذكرت مصادر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي رفض أيضاً قبول دعوة رسمية لحضور حفل عشاء، وجهها له رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، قائلاً إن ذلك يفرض عليه قبول دعوة مماثلة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكانت صحيفة "معاريف" "الإسرائيلية" قد أوردت مؤخرًا أن الرئيس الأميركي ربما سيقوم بزيارة ثانية إلى الدولة العبرية في ماي المقبل، للمشاركة في الاحتفال بالذكرى ال60 لقيام دولة "إسرائيل"، بدعوة من رئيسة "الكنيست"، إلا أنه لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي من البيت الأبيض بشأن هذه الزيارة. من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية "الإسرائيلية" ، عن نيتها بناء 500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "هارحوما" واسمها العربي "جبل أبو غنيم" بالقدس الشرقية، إضافة إلى 240 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة "معاليه أدوميم"، مشيرة إلى أنه سيتم تخصيص ميزانية لهذا الغرض بميزانية سنة 2008. ونقلت صحيفة "هآرتس" الصادرة باللغة العبرية، عن مصادر مقربة من "أولمرت"، إعرابها عن خشيتها من إمكانية حدوث أزمة سياسية مع الولايات المتحدة، في أعقاب مطالبة واشنطن لكلا الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" بتطبيق خارطة الطريق، بعد تجدد المفاوضات في مؤتمر "أنابوليس" للسلام، الذي عُقد نهاية السنة الماضية برعاية الرئيس الأميركي. وقالت الصحيفة، إنه على خلفية رغبة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، تحقيق تقدم في المفاوضات بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، وعلى ضوء عدم قدرة "إسرائيل" تطبيق المرحلة الأولى من خطة "خارطة الطريق"، أعربت مصادر بارزة في ديوان رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، عن خشيتها من حدوث أزمة حقيقية مع الإدارة الأميركية. ومن المقرر أن يتم الاثنين استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني، برئاسة أحمد قريع، و"الإسرائيلي" برئاسة وزيرة الخارجة" تسيبي ليفني"، فيما يتردد أن لقاءً جديدًا قد يجمع بين "أولمرت" وعباس في وقت لاحق لأول مرة بعد مؤتمر أنابوليس. من جهة ثانية، قال مسؤولون أميركيون وغربيون ان الولايات المتحدة ستجري تقييما سريا لمعرفة ما اذا كانت "اسرائيل" والفلسطينيون ينفذون التزاماتهم لاحلال السلام وستعرض النتائج سرا على الطرفين. وتسعى "اسرائيل" للابقاء على العملية الاميركية لتقييم الالتزام بخطة "خارطة الطريق" لإحلال السلام سرًا في حين يفضل الفلسطينيون اعلان نتيجة التقييم فيما يتعلق بما اذا كانت "اسرائيل" توقف كل أنشطتها الاستيطانية وما اذا كان الفلسطينيون يكبحون جماح النشطاء كما تطالب الخطة. وقال المسؤولون الاميركيون والغربيون انه على الرغم من أن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قررت الابقاء على عملية التقييم سرية الا أنها تحتفظ بحق الاعلان عن النتائج اذا استدعى الامر. والتقييم الاميركي سيكون مهمًا لأن "اسرائيل" تقول انها لن تنفذ أي اتفاق سلام الى أن ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم بكبح النشطاء في كل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حيث النشطاء مستمرون في اطلاق صواريخ عبر الحدود. وعملية المراقبة قد تكون اختبارًا أيضًا لمدى استعداد واشنطن لالزام حليف وثيق بتنفيذ التزاماته. وعلى الرغم من الضغط الاميركي والفلسطيني على "اسرائيل" لتجميد المستوطنات قالت وزارة البناء "الاسرائيلية" انها ستبني 740 منزلاً جديدًا في أرض محتلة قرب القدس هذه السنة. واتفق رئيس الوزراء "الاسرائيلي""ايهود أولمرت" والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر عقد بوساطة أميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند الاميركية على اطلاق محادثات السلام المتعلقة بالوضع النهائي بهدف التوصل لاتفاق باقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية سنة 2008. واتفقا أيضا على أن تكون واشنطن وليست لجنة الوساطة الرباعية لاحلال السلام في الشرق الاوسط هي من "تراقب وتحكم" على مدى اذعان "اسرائيل" والفلسطينيين بخطة "خارطة الطريق" التي جرى التوصل اليها سنة 2003. وبالرغم من أن "اسرائيل" تؤيد التقييم الاميركي الا أنها بعثت برسائل متضاربة بشأن ما اذا كانت ستتعامل مع هذه النتائج على أنها ملزمة. وقال مسؤول أميركي بارز طلب عدم نشر اسمه عن برنامج التقييم "سننفذ هذه العملية في السر... هدفنا هو التشجيع على احراز تقدم وليس معاقبة" أي من الطرفين. وأضاف أن واشنطن ستعرض نتائج التقييم على "الطرفين ربما بشكل ثنائي وربما بأشكال أخرى أيضا. وذكر مسؤولون أن جيمس جونز المبعوث الامني للشرق الاوسط المعين حديثا لن يكون "حكما" مباشرا لتقييم ما اذا كان الطرفان ينفذان التزاماتهما. وبدلاً من اعلان اسم أحد للقيام بهذا الدور سيرسل دبلوماسيون أميركيون في المنطقة يعملون بالسفارة الاميركية في "تل أبيب" والقنصلية في القدس تقييماتهم وتوصياتهم سرا لوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن. وقال المسؤولون ان القرارات المتعلقة بما اذا كان الطرفان نجحا أو فشلا أو بتوجيه تحذيرات ستقع على عاتق وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أو الرئيس الاميركي جورج بوش. وأضاف مسؤول بارز أن التقييم النهائي "سيصدر من الحكومة الاميركية كمؤسسة وليس كفرد." وشكك بعض المسؤولين السابقين والحاليين في فعالية التقييم الذي يجرى سرًا بشكل كبير. وقال جون وولف مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق الذي أشرف لمدة سبعة شهور على مدى تنفيذ الجانبين لالتزاماتهما وفقا لخطة "خارطة الطريق" بعد اطلاقها سنة 2003 "عدم تنفيذ الدبلوماسية بشكل علني كثيرا ما يكون طريقة جيدة." وأضاف وولف الذي ظلت نتيجة تقييمه سرية "ولكن اذا نفذ ذلك سرا وبقي كذلك فانه يعطي الناس فرصة للتشكيك في انصافنا." وقال المفاوض الفلسطيني البارز صائب عريقات انه يجب ألا يظل التقييم الاميركي سرا لان الهدف منه هو الاعلان على الملا من ينفذ التزاماته ومن لا ينفذ. وقال دبلوماسي غربي عن خطط الحفاظ على السرية ان "الجانبين لا يريدان أن يلقى باللوم عليهما علنا في أي نقاط ضعف." وقال دبلوماسي اخر "السرية تعني عدم الفاعلية".مصادر فلسطينية أخرى تحدثت عن أهمية توقيت الزيارة" اختيار الرئيس بوش هذا التوقيت للزيارة نظراً لاهميته التي تكمن في ،أنها تأتي بعد أسابيع من عقد مؤتمر أنابوليس في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم برعاية بوش نفسه،وبعد مرور شهر تقريباً على بدء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية حول قضايا الحل الدائم،وفي مطلع السنة الأخيرة من ولاية الرئيس الثانية، وقبل بدء معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وهذه المعركة تكون عادة
حامية الوطيس بين مرشحي الحزبين الرئيسيين الديمقراطي، والجمهوري الذي ينتمي إليه بوش.".وعن الأهداف المعلنة وغير المعلنة لهذه الزيارة" يرغب الرئيس بوش من خلال هذه الجولة في المنطقة، وخاصة لاسرائيل وفلسطين تحقيق العديد من الاهداف المعلنة وفي مقدمتها، تأكيد الاهتمام الاميركي بمنطقة الشرق الاوسط، وخاصة بتلك الدول التي تقيم علاقات وطيدة مع الادارة الاميركية،وابلاغ العالم كله عن حرصه لدفع المسيرة السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى الامام، من خلال تشجيع الطرفين على المضي قدماً في المفاوضات الجارية بينهما،وتذكير العالم كله بأن هذه المنطقة تابعة للنفوذ الاميركي، وان اميركا ترفض التنازل عن دورها وعن مصالحها فيها، وانها حريصة على تعزيز وجودها مهما قيل عن تراجعات وانهزامات هنا وهناك وفي العديد من القضايا وخاصة فيما يجري في العراق،وتعزيز العلاقات الثنائية مع مختلف الأطراف الصديقة والمعتدلة، وتوقيع العديد من اتفاقيات الدعم المالي للعديد من المشاريع الحيوية في دول هذه المنطقة الصديقة.."،أما الاهداف غير المعلنة، ولكنها معروفة للجميع من المحللين والمتابعين للاوضاع على الساحتين الشرق أوسطية والاميركية، فيمكن حصرها في محاولة الحصول على دعم اللوبي الصهيوني الاميركي لحزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية، إذ أن زيارته لاسرائيل وبشكل أساسي هو اعلان دعمه لاسرائيل في السراء والضراء، وتبنيه لجميع مواقفها، ودعمه لكل مطالبها، وتعزيز علاقات الادارة الاميركية مع اسرائيل. وهذه الزيارة لاسرائيل قد تحصل على ردود فعل جيدة من اللوبي الاميركي الصهيوني الذي سيساند بوش أيضاً في كل قراراته الداخلية والخارجية، ودعمه لمواجهة كل ما يتعرض له من اعتراضات وانتقادات لاذعة ،وتأكيد دعمه لرئيس وزراء اسرائيل أمام الرأي العام الاسرائيلي، واعطاء الانطباع بأن اولمرت رجل سلام ورجل شجاع يستطيع اتخاذ القرارات السليمة والحاسمة لصالح دولة اسرائيل، وان الحملات الموجهة ضد اولمرت داخلياً لن تؤثر على هذه العلاقات الوطيدة والتحالفية، وان بوش معني ببقاء اولمرت في سدة الحكم والقيادة لآخر لحظة من ولايته، حتى أن تقرير لجنة فينوغراد النهائي حول الحرب الثانية على لبنان والذي كان مقرراً أن يصدر في شهر كانون الاول/ديسمبر المنصرم تم تأجيل صدوره الى ما بعد انتهاء زيارة بوش للمنطقة.. ولا ننسى أن اولمرت حصل على جرعة مسبقة من الدعم السياسي من هذه الزيارة المتوقعة حينما قال وبكل وضوح انه مهما جاء في تقرير لجنة فينوغراد، فإنه لن يستقيل، ولن يتفاعل أو يتعامل معها الا بسلبية واضحة وكأنها لم تكن هناك توصيات أو حتى لجنة فينوغراد.والعمل على تشجيع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على تقديم تنازلات من قبل الطرفين من اجل التوصل الى اتفاق كامل حول قضايا الحل النهائي.. وكذلك العمل المشترك لوضع حد للعنف في المنطقة، وعدم السماح للقوى المتطرفة في الساحة الفلسطينية بالحصول على مكاسب سياسية أو تحقيق مآربها،وتشجيع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي أيضاً على وقف الاجراءات الاستفزازية من قبل أي جانب ضد آخر، وتوفير أجواء جيدة للمفاوضات الثنائية الجارية برعاية اميركية أولاً، وباهتمام ومتابعة اللجنة الرباعية ثانياً، ومتابعة الدول الصديقة الأخرى..،والتأكيد على استعداد الادارة الاميركية في توفير دعم مالي لكل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية للتغلب على العجز المالي في الميزانيات وتشجيع الدول المانحة لتوفير المزيد من الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية،وتحريض الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على عدم اجراء أي حوار مع حركة "حماس" إلا إذا قبلت الشروط الأساسية المقدمة لها ومن أهمها الاعتراف باسرائيل وبالشرعيتين العربية والدولي،ومحاولة تشجيع الدول العربية التي سيزورها على تنسيق المواقف فيها بينها، وفي توفير دعم أكبر للسياسة الاميركية في المنطقة، وخاصة "الخروج المشرف" للجيش الاميركي من العراق، وفي دعم الاكثرية النيابية على الساحة اللبنانية، ورئيس الحكومة اللبنانية (غير الميثاقية) فؤاد السنيورة، وكذلك التعاون المشترك بين جميع هذه الدول لمكافحة "الارهاب" والتطرف الديني المتزمت والمتشدد في المنطقة.والعمل على تعطيل أو "تخريب" أي تقارب بين هذه الدول وايران، وخاصة التقارب الايراني المصري الأخير الذي قد يؤدي الى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين. وكذلك دعم الموقف الاميركي في منع ايران امتلاكها لاسلحة نووية لانها لن تشكل خطراً على اسرائيل فحسب، بل على كل دول المنطقة، وستعطي هذه الاسلحة ايران قوة لبسط هيمنتها على المنطقة وخاصة على الدول العربية. و تشجيع الفرقة القائمة حالياً بين قادة العرب أنفسهم، ومحاولة افشال عقد القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في شهر آذار القادم،والمطالبة بتوفير المساعدة العربية الفعلية لتحقيق هدوء في الوضع الأمني والسياسي داخل العراق، ودعم الحكومة العراقية الموالية لاميركا حالياً حتى لا تسمح هذه الدول للنفوذ الايراني أن يتغلغل ويقوى أكثر على الساحة العراقية،واعتبار اميركا الحليف الاول الأساسي لها، وعدم محاولة الاعتماد على دول أخرى مثل روسيا أو الاتحاد الاوروبي مع انه لا يعارض اقامة علاقات جيدة معها، وكذلك أن تبقى الثقة بالدولار الاميركي قوية، وعدم تحويل الميزانيات أو التعامل الرسمي إلى "اليورو"؟؟".زيادة على تجميل صورة بوش على الساحة الاميركية،"فلاشك أن هذه الزيارة تسعى إلى تجميل صورة بوش على الساحة الاميركية الداخلية بعد أن وصلت شعبيته إلى أدنى مستوى لم يصل إليها أي رئيس اميركي سابق عبر التاريخ.. وتجميل الصورة من خلال الايهام بأن بوش في زيارته هذه يحقق انجازات كبيرة في سياسته الخارجية من خلال تأكيد اهتمامه بالمنطقة، وحفاوة استقباله.وهدف تجميل صورته يأتي من أجل تحسين صورة الحزب الجمهوري، هذا الحزب الذي يخشى الهزيمة في انتخابات الرئاسة الاميركية المقرر عقدها أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم لان الحزب الديمقراطي يستثمر فشل السياسة الخارجية للرئيس بوش لطعن مرشح الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة.كما انه يريد ايجاد خروج مشرف لقواته من الوحل العراقي ولذلك فإن زيارته إذا نجحت ستستغل وبصورة كبيرة من أجل تحسين وضع الحزب الجمهوري الانتخابي، وكذلك في اسكات الاصوات المناهضة لهذه السياسة العقيمة جداً جداً التي أدت وإلى حد كبير انهيار الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفي دول عديدة من العالم.. ومن هنا يمكن ادراك أن هذه الزيارة ستحظى باهتمام وسائل الاعلام وبصورة كبيرة جداً جداً حتى تعطي الانطباع المفرط حول نجاحها ولو كان النجاح محدوداً وشكلياً إلى حد كبير..".وحول الفشل المتوقع لهذه الزيارة على أرض الواقع يضيف مصدرنا الفلسطيني" هذه الزيارة لن تحقق أي شيء على ارض الواقع لعدة اسباب ومن أهمها ان الادارة الاميركية منحازة لاسرائيل ولن تطلب منها ولن تمارس عليها ضغطاً ما لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، أو وقف اجراءاتها القمعية بحق شعبنا الفلسطيني.. ولن يقوم الرئيس بوش بأية خطوة مفاجئة لصالح المسيرة السلمية.. والاهداف التي يسعى بوش لتحقيقها معروفة للجميع.. وقد فشلت أمام المانعة القوية للسياسة الاميركية في العالم كله.. وان الزيارة هي مجرد "دعاية" انتخابية ولكنه يقوم بها على مسرح منطقة الشرق الاوسط..وعدد كبير من المراقبين يقولون ان شعبية الادارة الاميركية في المنطقة غير متوفرة، ومصداقيتها مطعونة بشكل كبير، وهذه الزيارة لن ترمم ما أحدثته هذه السياسة المعادية من اضطرابات وفوضى.. بل بالعكس ستؤكد أن نفوذ الادارة الاميركية في المنطقة تضعف، وهذه الزيارة جاءت من أجل انقاذها من الانهيار التام..".وختم بالقول" أنه لا يستطيع أحد أن ينفي ما يقوله كثيرون بأن هذه الزيارة ليست ودية أو عادية فقط، بل هي زيارة غير بريئة تسعى لتحقيق مكاسب اميركية على حساب دول المنطقة وشعوبها.. هي تاريخية اسمياً وشكلياً وجاءت متأخرة وبعد أن "وقع الفأس بالرأس".. ولن يستطيع "العطار أن يصلح ما أفسده الدهر"..لهذا لن تكون هذه الزيارة أكثر من مجرد علاقات عامة عادية مع قادة دول المنطقة لانها لن تغير من سياسة اسرائيل.. وكذلك لن تغيّر من قناعة شعوب المنطقة بأن سبب معاناتهم يرجع بالأساس الى هذه السياسة الاميركية الممارسة منذ تسلم الرئيس بوش الابن لمنصب الرئاسة قبل سبع سنوات والتي تنظر بعين واحدة، العين الاسرائيلية فقط، الى مختلف الامور، وتكيل بمكيالين أو أكثر.. ولا يهمها الا مصالحها ولو كانت على اكتاف أبناء المنطقة جميعاً".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.