عمر أعنان كاتبا إقليميا بوجدة    ترقب في القدس لمسيرة الأعلام الإسرائيلية وبن غفير يهدد بدخول باحات المسجد الأقصى    نصف نهائي كأس العرش يومي 21 و23 يونيو بأكادير    أخبار الساحة    المنتخب الوطني ينهي تحضيراته لمباراة زامبيا وسط شكوك كبيرة حول مصير مواجهته للكونغو    المخرج عزيز السالمي يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الرباط كوميدي    تعزية في وفاة زوجة محمد الحمامي رئيس مقاطعة بني مكادة بطنجة    مناهضو التطبيع يواصلون الاحتجاج ضد المجازر في غزة ويستنكرون التضييق وقمع المسيرات    إطلاق نار يستهدف سفارة أمريكا في بيروت    صديقي يكشف عدد الأغنام المستوردة الموجهة لأداء شعيرة عيد الأضحى    "اتفاق الرباط" يوصي بالاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي    تداولات بورصة البيضاء على وقع الأحمر    ماركا تُرشح دياز للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية    أنتونيو كونتي مدربا جديدا لنابولي الإيطالي    عدد ضحايا حادث التسمم بمادة "الميثانول" بجماعة سيدي علال التازي بلغ 8 وفيات    أزيد من 4300 تلميذة وتلميذ يجتازون الامتحان الجهوي بتازة    شاطئ سبتة يلفظ جثة جديدة يُرجح أنها لشاب مغربي    اسم "مليلية" كاد يعصف بمشاركة باخرة اسبانية في عملية "مرحبا 2024"    دراسة…حرارة المياه الجوفية ستجعلها غير قابلة للاستهلاك بحلول نهاية القرن    قوافل الحجاج المغاربة تغادر المدينة المنورة    إقليم برشيد…أونسا تكشف سبب نفوق رؤوس الأغنام    الأكاديمية فاتحة الطايب تُشرّح واقع الأدب المقارن بجامعة محمد الخامس    "سفر في الوجوه، رواق" للكاتب عزيز الشدادي    توقعات أحوال الطقس غدا الخميس    مبادرة بوزان تحتفي بزي "الحايك" الأصيل    إحداث هيئات صحية جديدة.. تصحيح لخارطة "الحكامة" وتحقيق للعدالة الصحية    توقيف شخص بالبيضاء يشتبه تورطه في إلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة    النفط يتراجع لسادس يوم على التوالي وسط زيادة كبيرة في المخزونات الأمريكية    مراكش.. شاب يقتل والده بطريقة بشعة ويلوذ بالفرار    مجلس المستشارين يصادق على مشروع القانون المتعلق بالعقوبات البديلة    بنعبد الله: هوة كبيرة بين البرلمان والمجتمع    إضراب بالمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي احتجاجا على تأخر إخراج القانون الأساسي    "المدونة" تؤجل حسم مواد بقانون المسطرة المدنية ووهبي يتمسك بواجب التحفظ    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدرهم ليوم الأربعاء    ارتفاع أسعار الذهب بدعم من ضعف الدولار    علماء أمريكيون يقتربون من تطوير لقاح مركب ضد جميع فيروسات الإنفلونزا    قصف مستمر على غزة والجيش الإسرائيلي مستعد "لتحرك قوي" على حدود لبنان    23 قتيلا و2726 جريحا حصيلة حوادث السير بالمدن خلال أسبوع    الخبرة المغربية تتألق في صناعة حراس عالميين بهولندا    مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير يفتح باب المشاركة في دورته الجديدة    لطيفة رأفت: القفطان المغربي رحلة طويلة عبر الزمن    مجلس النواب الأميركي يصوّت على معاقبة مسؤولي "المحكمة الجنائية الدولية"    سلوفينيا تعترف بدولة فلسطين    بطولة رولان غاروس: الايطالي سينر يبلغ نصف النهائي ويضمن صدارة التصنيف العالمي بانسحاب ديوكوفيتش    خبراء: حساسية الطعام من أكثر الحالات الصحية شيوعا وخطورة في زمن تنوع الاطعمة    فرق محترفة تقدم توصيات مسرحية    لماذا يعتبر الشراء بالجُملة "أوفر" مادياً و"أفضل" بيئياً؟    الرجاء يتلقى ضربة موجعة قبل موقعة مولودية وجدة    افتتاح فعاليات الدورة ال12 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    حكم يدين إدريس لشكر بسب صحافيين    كيف ذاب جليد التطبيع بين إسرائيل والمغرب؟    السر وراء رسو ناقلات النفط الروسي قبالة سواحل المغرب    "أونسا" يكشف نتائج التحقيق في أسباب نفوق أغنام ببرشيد    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (15)    السعودية تحذر من درجات حرارة "أعلى من المعدل الطبيعي" خلال موسم الحج    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    دراسة: القطط بوابة خلفية لانتقال أنفلونزا الطيور إلى البشر    الأمثال العامية بتطوان... (615)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد استماتة في الدفاع عنه ورفض تنظيم ندوة حوله داخل مجلس النواب:الحكومة تسحب "قانون مكافحة الإرهاب" من البرلمان لتعديله أو تجميده
نشر في التجديد يوم 14 - 04 - 2003

قررت الحكومة سحب مشروع قانون ما سمي ب"مكافحة الإرهاب" من البرلمان، بعد "اقتناعها بضرورة إدخال التعديلات على النص الأصلي قبل عرضه على أنظار اللجنة" النيابية المكلفة بمناقشته من جديد، وفق ما أعلن عنه إدريس لشكر، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، في يوم دراسي نظم أول أمس (السبت) بمقر البرلمان حول المشروع المذكور. وأشاد عبد الحميد أمين، منسق الشبكة الوطنية حول مشروع قانون "مكافحة الإرهاب"، في تدخله، بمبادرة الحكومة، التي تأتي، في رأيه، بعد المعارضة الشديدة التي أبداها المجتمع المدني للمشروع.
وكان مشروع القانون، المعروف أيضا بقانون03 03، أثار جدلا سياسيا واسعا في لجنة العدل والتشريع عند عرضه عليها، إذ كان الفريق الاشتراكي وقف في صف الداعين إلى الاحتفاظ بالمشروع للمناقشة وإدخال التعديلات عليه، واستند في اتخاذه هذا الموقف على التأكيد على حاجة المغرب لمثل هذا القانون حماية له من أي أعمال إرهابية. كما كان قد عارض الفريق نفسه بقوة، شأنه في ذلك شأن الحكومة، مقترحا كان قد تقدم به فريق العدالة والتنمية، يرمي إلى تنظيم يوم دراسي حول القانون سيرا على النهج الذي اتبع في مدارسة قانون المسطرة الجنائية. في حين لقي المشروع معارضة قوية من لدن فرق أخرى على رأسها فريق العدالة والتنمية، وطالب الحكومة مرارا بسحبه على وجه الاستعجال من البرلمان، لما يشكله من خطورة على مكتسبات حقوق المواطن المغربي وحرياته.
ويطرح هذا التحول المفاجئ في الموقف الاشتراكي من مشروع قانون الإرهاب تساؤلات عدة لدى كثير من المتتبعين، إذ ترى مصادر من فريق العدالة والتنمية في ذلك "قرصنة" لمقترح فريقها، بينما يرى البعض الآخر في ذلك صيغة تمهيدية للتراجع النهائي عن طرح المشروع أو تجميده إلى أجل غير مسمى.
وعبرالمحامي عبد العزيز النويضي، المستشار القانوني للوزير الأول السابق، للحاضرين والمتدخلين في اليوم الدراسي، عن تخوفه من أن تفتح بالمغرب قضية ما كان يسمى ب"معتقلي الرأي" إذا ما تم تطبيق المشروع المذكور الذي يدمج "الإشادة والإشهار بأعمال إرهابية غير محددة" ضمن الفعل الإرهابي. وقال النويضي، في تدخله، بلغة دارجة "إنه من الممكن أن أي شخص يقول مستقبلا "تبارك الله على بن لادن"، وفق قناعاته الشخصية، سيصبح "إرهابيا" طبقا لمقتضيات قانون "مكافحة الإرهاب". وأثار النويضي هذه القضية في معرض إجماله للثغرات التي تضمنها المشروع المعروض حاليا على أنظار النواب بلجنة العدل والتشريع، ومنها عدم احترامه للمعايير الدولية، كتنصيصه على حبس المشتبه فيه بالقيام بعمل إرهابي خلال ما يعرف ب"الحراسة النظرية" لمدة تصل إلى 441 ساعة، على أن العهد الدولي للقانون الجنائي يؤكد على أن "كل من يحرم من الحريات مباشرة بعد إيقافه ينبغي عرضه على القاضي دون إبطاء"، وهذا الإبطاء يجب أن لا يتعدى يومين أو ثلاثة أيام.
واتفق المتدخلون، في اليوم الدراسي نفسه، الذي شارك فيه العديد من مسؤولي الجمعيات الحقوقية المغربية ومحامون ونواب، على عدم وجود مفهوم محدد للأعمال المدرجة ضمن ما يصطلح عليه ب"الفعل الإرهابي"، وأن هناك عدة مفاهيم دولية وإقليمية لظاهرة الإرهاب صعبت من إمكانية الوصول إلى مفهوم موحد للظاهرة. بل حتى الاتفاقية العربية التي أتت، على خلاف باقي الاتفاقات الدولية، بمفهوم محدد للإرهاب، قال عنها البعض إن المفهوم الذي جاءت به يظل قاصرا على شمول كل الأفعال الإرهابية، مثلما أن جزءا كبيرا من هذه الاتفاقية، التي أخذ عنها المشرع المغربي عند وضعه مشروع قانون ما وصف ب"مكافحة الإرهاب"، يضرب في العمق الحريات العامة للأفراد والحقوق الإنسانية.
يونس السلاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.