وزير الشؤون الاقتصادية عبد الرزاق المصدق ل"التجديد":مشكل الزيادة في ثمن الخبز ما يزال قائما والمطلوب تجاوز الجمود وإقامة توازن بين مصلحة المستهلك ومصلحة قطاع المخابز

أكد وزير الشؤون الاقتصادية والشؤون العامة وتأهيل الاقتصاد، عبد الرزاق المصدق، أن مشكل الزيادة في ثمن الخبز ما يزال مطروحا برغم الاتفاق مع النقابة الوطنية الموحدة لأرباب معامل الخبز والحلويات بالمغرب على العدول عن هذه الزيادة (10 سنتيم بالنسبة ل 200 غرام و20 سنتيم بالنسبة ل400 غرام) بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك، مشددا على أهمية معالجة الموضوع بعد شهر رمضان بنوع من الجدية والشجاعة والشمولية، بعيدا عن المزايدات، باستحضار المعطيات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والسيكولوجي.
وقال المصدق، في جواب له عن سؤال شفوي في الموضوع بمجلس النواب أول أمس الأربعاء، يجب أن نواجه المشكل بكل مسؤولية وشجاعةّ، متابعا بالقول إذا كنا نهدف بالفعل إلى المحافظة على القدرة الشرائية للمستهلك الذي يبقى مطلبا مشروعا، فإنه علينا كذلك أن نعمل على الحفاظ على قطاع يفي بحاجيات المواطنين في أحسن الظروف الممكنة.
واعتبر المسؤول الحكومي أن أحسن وسيلة لتأهيل القطاع تكمن في الرجوع إلى حقائق موضوعية، وإقامة توازن عادل بين مطلب الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن ومطلب الحفاظ على هذا القطاع، من خلال تجاوز طغيان الجمود، في إشارة إلى الجمود الحكومي، الذي يطبع التعاطي مع المشاكل، وعدم >التغاضي عنها، تمهيدا لتفعيل المقولة المأثورةّ كم من حاجة قضيناها بتركها<، وأوضح المصدق أن الزيادة التي كانت قد أعلنت النقابة عنها لها ما يبررها.
وقال الوزير في تصريح لالتجديد إنمشكل الزيادة ما يزال قائما، إذ من غير المعقول أن نرغم قطاع المخابز على عدم الزيادة في سعر الخبز، في وقت شهدت فيه بعض مكوناته ارتفاعا في ثمنها، مشيرا إلى أن آخر زيادة في سعر الخبز جرت سنة 1994 نتيجة ارتفاع في ثمن الدقيق.
وشدد المصدق على ضرورة خلق توازن بين مصلحة المستهلك ومصلحة قطاع المخابز، دون تغليب جانب على آخر، محذرا في الآن ذاته من خطورة الإجهاز على هذا القطاع، الذي يجب الحفاظ عليه حتى يفي بحاجات المستهلك.
ودعا السيد عبد الرزاق المصدق المسؤولين إلى ضرورة الوعي بهذا المشكل، ومن ثم البحث عن حلول واقعية، إذ لم نقم بأي شيء حتى الآن.
وبعدما تساءل المسؤول الحكومي عن طبيعة الجهة المستفيدة في ظل هذا الوضع المتأرجح، هل المستهلك أم المضاربين أم المطاحن؟، توقع المصدق إمكانية إعادة النظر في ثمن الدقيق، وقال يمكن في هذا الإطار إعادة النظر في ثمن الدقيق ولا أجزم بذلك مما قد ينعكس بشكل إيجابي على سعر الخبز.
وكانت النقابة الوطنية الموحدة لأرباب معامل الخبز والحلويات بالمغرب قررت تحيين ثمن الخبز والزيادة فيه على مراحل، الأولى تبتدأ يوم14 أكتوبر الجاري، قبل أن يتم الاتفاق مع الوزارة الوصية على تجميد هذه الزيادة خلال شهر رمضان. وتبررالنقابة هذه الزيادة بالوضعية المتأزمة لقطاع المخابز العصرية، التي دفعتها إلى فتح حوار مع الوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والشؤون العامة وتأهيل الاقتصاد استنادا إلى عقدة الاعتدال رقم 2/34 بتاريخ 1988/07/29 التي تنص على إمكانية الزيادة في ثمن الخبز كلما حدثت زيادة في المواد المكونة لإنتاجه.
وسبق للنقابة أن اتصلت بالوزارة الوصية بداية السنة الحالية لإعادة النظر في أسعار الخبز بالنظر إلى الزيادة المتتالية التي عرفتها مكوناته، غير أن الوزارة أجابت بكون موضوع تحيين سعرالخبز يجب أن يندرج في سياق إصلاح شمولي لمنظومة القمح والدقيق بتنسيق مع مختلف الوزارات والقطاعات المهنية.
محمد أفزاز