رجع الخريف كما عود الكون في موعده، لماذا أنتم تخلفون الموعد.. الكلام موجه إليكم أنتم.. نعم أنتم، لست أقصد أحدا غيركم.. أهل الدار ورجال البلاد ..والمخزن.. وسادة القوم،في الثروة والحكم.. فالكلام موجه إليكم أنتم .. هل فهمتم.. رجع الخريف كما عود الكون،يرتب برنامج العام المقبل.. لماذا أنتم بغير برامج،ومنذ قرون تائهين بلا عقل.. هذا يراوغ وذاك يكذب والأخر يتوعد.. أما ذاك فيحسب نفسه ليس بمثله أحد.. رجع الخريف يبدل ملامح وسلوك الكون.. لماذا أنتم بغير ملامح، وسلوككم من أسوأ إلى سيء.. هذا ظالم وذاك منافق.. هذا متسلط وذاك خائن.. والأخر كسول لا يشبع من الأكل والنوم.. لا تسألوني من منكم .. أقصدكم كلكم.. أنت من تقيم بدار المخزن.. وتركب سيارة المخزن.. وتبيع وتشتري بإسم المحزن.. وأنت.. نعم أنت وبالمناسبة، أنت خليفة قائد تصول وتجول.. بالظلم والجور.. وعلى حقوق الإنسان تدوس.. تتعسف على حفوقنا وحقوق أولادنا ترى لو كنت قائد دوار .. أو باشا مدينة أو عامل إقليم أو والي جهة .. أو وزيرا أولا في حكومة ماذا كنت ستفعل.. كنت ستوقفنا عن التنفس وتخاطبنا ''هذا الهواء لي وليس لكم لا تتنفسوا موتوا أنتم..'' ماذا فعلت لكم.. لماذا أنا عاطل بشهادة مهندس وطبيب،وتقني وحقوقي.. لماذا أنا متسول ومتشرد. لماذا أنا الجوع والقهر أشتغل بالليل والنهار،ولا أصور سوى طرف خبز، لماذا أنا على الهامش.. لماذا الباز في القفص والديك يحكم، هل تبيعون وتشترون حتى في المناصب.. لماذا أنا بالأمل.. لماذا أبحث النهار وما طال عن شغل شريف ولا أجد.. لماذا أنا دوما رأسي مدفونا في قمامة الأزبال يأكل.. وبالمناسبة أنت أيضا.. نعم أنت رئيس هذه البلدية..وتلك القروية.. هل نسيت كيف كنت بلأمس.. وكيف أصبحت اليوم لا تعرف رأسك من رجلك.. من أين لك كل هذا.. لماذا أنا أحلم.. ولست أترجاكم.. لست أطلب غير حقي في الحياة.. وحقي في الشغل.. في وطن،وطني ورزق عادل.. و بيت أصون فيه حبي وأولادي أولادكم، لا .. لا ثم لا إنهم ليسوا أبناءكم.. إنهم أبناء الوطن.. هل الوطن هو الأخر لكم..؟ لا لا ثم لا ليس الوطن لكم ولو نفديه بالدم.. أسمعتم أنتم.. رحع الخريف بنصفه ونصفه الأخر ربيع في الكون... لماذا أنتم لستم بخريف ولا بشتاء ولا بربيع ولا بصيف.. أي فصل في التاريخ أنتم.. وأي قوم أنتم.. فجميع فصول الكون تبرأت منكم.. لا أنتم تعرفونها ولا هي تعرفكم.. رجع الخريف بالحياة.. بالطير المهاجر.. وبغلات التين و الزيتون.. واللوز.. والرمان.. والبلح.. وزخات المطر.. رجع الخريف وهل أنتم رجعتم.. رجع الخريف لمكان أول لقائنا.. لم يتبدل المكان.. لم يكبر كما كبرنا.. بيتنا الأول ما زال صغيرا كما كنا.. بغير باب.. بغير سقف.. هل نقتسم تينة معسلة.. ام أقشر لنا رمانة،. قرب مني أكثر،ننزع حبة حبة حتى لا تسقط منها حبة واحدة من حبنا..