يعود كريستوفر روس، المبعوث الشخصي سابقا في قضية الصحراء، من 2009 إلى عام 2017، من الماضي، لكي يعيد علينا في الوقت نفسه انحيازه إلى الاطروحة الجزائرية والانفصالية. لقد عاد ليقول إن « فشل الجهود الرامية لإضافة عنصر مراقبة حقوق الانسان الى بعثة الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء (المينورسو) راجع إلى عرقلة المغرب لهذا المسعى.. »! مع هذه الخرجة الحديثة أول أمس تعود الى الذاكرة المغربية قولة عمر هلال عنه، والتي صاغها ببلاغة راقية وتوصيف جميل «لقد كان كريستوفر روس أفضل دبلوماسي عرفته الجزائر خلال الأربعين سنة الماضية»! وهو في ذلك يقول لنا بأن هذا الديبلوماسي الامريكي رجل من الماضي، يُحسب على الديبلوماسية الجزائرية وليس الديبلوماسية الأممية. وفي عودته اليوم دليل محاولة لإحياء ماضي مضى، يريد أن يلعب فيه دورا ما. ففي المدونة الطويلة لكريستوفر روس، والتي احتفت بها منابر وأبواق الخصوم ميل واضح إلى جعل قضية حقوق الإنسان ك«جبهة معركة بديلة».! ومن بؤس النهاية ، أن روس، لا يفعل سوى أنه يكرر ما قاله في نفس اليوم محمد عبد العزيز ابن بطوش المهرَّبُ سرا الى اسبانيا. فهو أيضا دعا في رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى «توسيع ولاية «المينورسو» لتشمل مكونا لحقوق الإنسان تكون مهمته رصد حالة حقوق الإنسان»! من المؤسف أن يكون غالي الخاضع للعسكر هو قدوة روس الخاضع للبوليزاريو و يردد هو الديبلوماسي الجهبيذ ما يقول رجل يتنكر في اسم آخر ليدخل إسبانيا للتداوي...؟ ففي المدونة الطويلة لكريستوفر روس، والتي احتفت بها منابر وأبواق الخصوم ميل واضح إلى جعل قضية حقوق الإنسان ك«جبهة معركة بديلة».! وهنا نسأل ماذا يعني ب«معركة بديلة»؟ بديلة عن فشلهم في فرض استفتاء صار من الماضي في أدبيات الاممالمتحدة وبقوة قرارات مجلس الأمن؟ بديلة عن الحرب التي أرادوها فلم تتجاوز سيارات الدفع الرباعي بالقرب من عزلتهم الرهيبة؟ في الواقع، بالرغم من كل عيوبها، فإن مدونة كريستوفر روس وعودته من جديد، تكشف لنا بأن تحركه الجديد، هو من يواليه ، جاء بديلا عن فشلهم في فرض تراجع إدارة بايدن عن الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على صحرائه...! فقد سبق أن قاد كريستوفر روس وجيمس بيكر وجون بولتون ، كلهم كانوا معنيين بالملف المغربي معارك من أجل دفع بايدن إلى التراجع عن هذا الاعتراف. والواضح أن الرد الامريكي الرسمي لم يسايرهم في خطواتهم، مما يعني أنهم فشلوا فيها. ونصحتهم قريحتهم المريضة بالعودة إلى ملف حقوق الإنسان! لقد سبق الحديث عن المينورسو وتوسيع صلاحياتها لتشمل حقوق الانسان ، في مرحلةسابقة،كان أكثرها قوة هو دفع ممثلة الولاياتالمتحدة بمجلس الأمن، ايام باراك أوباما بادراج هذا الأفق ضمن مهام البعثة الاممية،وقد جاء الرد المغربي قويا ، من لدن ملك البلاد، الشيء الدي دفع الى التراجع عن الخطوة. والاصرار مجددا عليها، هو في الواقع لعب على وتر الديموقراطيين الحساس، من قضية حقوق الانسان عبر خلط الأوراق،بين مهمة أميية محددة وجلية وبين مساعي التشهير التي لاترتبط بها. المخزي في قضية روس وأمثاله أنهم يريدون بواسطة «اللوبييينغ» المدفوع الاجر ان يعوضوا عم فاتهم عندما كانوا في موقع القرار والمساهمة بقبعة أممية يستظلون بها... بيد أن هذا الخروج الجديد يكشف لنا، بعيدا من المينورسو قريبا من حقوق الانسان، ان ال«بروفات» الحقوقية، التي توزعت ادوارها الشخصيات والجمعيات المحسوبة علي الانفصليين تلتقي مع البروفات الحقوقية، التي توزعت ادوارها مجموعات داخلية و شخصيات معارضة ، وتلتقي مع تحركات «دولتية» في بعض العواصم الاوروبية ضمن الأفق الذي يتحدث عنه المبعوث السابق كريستوفر روس.. لعل من حسنة تدوينة روس، هو، أولا الكشف عن فشلهم في فرض التراجع الامريكي عن سيادة المغربعلي الصحراء ، والبحث عن قضية جديدة قديمة، وإعطاء صورة مكبرة ، ثانيا عن تحركات متباينة كانت تبدو متفرقة لكنها في العمق تنويع أوركسترالي لمعزوفة واحدة...!