«الأدب والفلسفة» عنوان ندوة نظمتها الثانوية التاهيلية بدر بمديرية الحي الحسني بالدار البيضاء، مستضيفة الأديب والروائي المغربي مصطفى لغتيري، وقد استهلت الندوة بكلمة ترحيبية ألقتها المديرة فتيحة الرغيوي رحبت فيها بالضيف ونوهت بمجهودات النادي الفلسفي بالمؤسسة، وتمنت أن يكون اللقاء محفزا للتلاميذ على القراءة، تلتها كلمة لكل من الأستاذ نور الدين أزلماط والأستاذ عبد اللطيف خربوش، هذا الأخير الذي انطلق في كلمته بطرح مجموعة من التساؤلات كتوطئة للموضوع أهمها: ما الخيط الناظم بين حقل الأدب والفلسفة؟ معطيا أمثلة لبعض المناهج النقدية كالنقد الاجتماعي والنفسي والبنيوي والثقافي، التي انطلقت من مجال الفلسفة، لتبرز أهمية الأدب والهدف منه ومن كتابته. وقد توقف خربوش بعد ذلك لتقديم نبذة عن حياة وأهم إصدارات وإنتاجات الكاتب والناقد مصطفى لغتيري، قبل أن يعطيه الكلمة لإبداء وجهة نظره في الموضوع، فربط كاتبنا- في مداخلته- علاقة الأدب بالفلسفة بأساطير البابليين، باعتبار أنها النواة الأساسية للأدب والفلسفة معا، فقد اعتمدت على الفكرة العميقة والصوغ الأدبي الجميل، مستشهدا في ذلك بأسطورة جلجامش، مشيرا بعد ذلك إلى نقط الالتقاء والاختلاف بين الفلسفة والأدب، فالأدب مثلا يختلف عن الفلسفة باعتماده على المجاز في لغته، في حين تقدم الفلسفة الإشكالات بلغة واضحة ومباشرة. ولكنهما يتفقان حسب لغتيري في البحث عن عمق الإنسان، وأن كل أديب هو فيلسوف بالقوة، وبالتالي الاستفادة بين الأدب والفلسفة متبادلة، مستحضرا أمثلة لفلاسفة كبار وبعض الأدباء، كالبير كامو وجون بول سارتر وابي العلاء المعري وأبي حيان التوحيدي، مركزا بذلك على ضرورة التسلح بالفلسفة للتعاطي مع الأدب. وليؤكد لغتيري وجهة نظره قدم بعض النماذج من إنتاجاته الشخصية ذات الصبغة الفلسفية، ففي القصة قدم «نكاية» و»عقبان» وفي الشعر قدم قصيدة «حيرة». لتتباين بعد ذلك مداخلات وأسئلة الحضور التي تمحورت حول خصوصيات كل من الأدب والفلسفة والعلاقة بينهما في بناء شخصية الإنسان؟ كيفية إيصال الفلسفة للآخر. وفي الأخير انتهت الندوة بتوقيع بعض الإصدارات الحديثة للروائي مصطفى لغتيري من أبرزها: «عائشة القديسة»، و»امرأة تخشى الحب».