تعكس الزيارة التي يقوم بها حاليا للمغرب الرئيس التونسي، محمد المنصف المرزوقي الإرادة القوية التي تحدو تونس والمغرب في مزيد من النهوض بعلاقات التعاون والشراكة٬ لاسيما من خلال تفعيل الاتفاقيات القائمة وإعداد اتفاقيات جديدة تشمل جميع المجالات. وأبرز استقبال جلالة الملك محمد السادس للرئيس التونسي والمحادثات التي جرت بينهما٬ متانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين٬ ومدى الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز التعاون الثنائي٬ وتفعيل آليات الشراكة قصد الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين. كما كان الاستقبال أيضا فرصة لمس فيها الرئيس التونسي تقدير ملك المغرب «للخيارات الإصلاحية التي أقرتها تونس (..) على درب إرساء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية٬ وتكريس حقوق الإنسان والحريات في كنف الوفاق». وقد أكد منصف المرزوقي أنه لمس لدى جلالة الملك محمد السادس إرادة واضحة لتحيين الاتحاد المغاربي وإعادة بنائه على أسس جديدة. وقال الرئيس التونسي٬ في كلمة أمام نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والحقوقية والجمعوية المغربية٬ «نحن أمام مستقبل واعد. لقد انخرطنا في الطريق الصحيح لبناء الاتحاد المغاربي ٬ معربا عن أمله في تفعيل اتفاقيات العمل المغاربي المشترك التي تضمن الحريات الخمس والمتمثلة في حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار والتملك وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية. وشدد المرزوقي٬ على أنه آن الأوان « لضخ الحياة في الجسد المغاربي الميت»، مضيفا أن الشعوب المغاربية دفعت ما يكفي «كلفة اللامغرب» على جميع الأصعدة٬ حيث تم إهدار ما يعادل 2 في المائة من الدخل القومي الخام جراء تعطل عجلة الاندماج البيني٬ وتجرعت الشعوب سنوات طويلة من التخلف والعجز والفقر.