الَمْجُوعَفْ

جنحت إلى شيخي حتى أوقفني فأعدت سؤالي عن فحوى «الدنيا دوَّلٌ.» قال: «سبق أن أفدتك عن فحوى الدنيا دول وقلت أن ما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك.» ثم امتحنني ليعلم ما حُفِّظَ في صدري من معالم، وسألني عمن سأل فوق قدرتهِ، أجبت: «استحق الحرمانَ.» سألني عن سوء حملِ الغنى، قلت: «أن يكونَ عند الفرحِ مرحاً.» سَألني عن سوء حملِ الفاقةِ، قلت: «أن يكون عند الطلبِ شرهاً.» سألني عن عار الفقر، قلت: «أهون من عار الغنى.» سَألني عن الحاجة مع المحبةِ، قلت «خير من الغنى مع البغض.» سألني عن أحسن ذوي العقول عقلا في مقاربة الدنيا، قلت «من أحسن تقدير أمرِ معاشه ومعادهِ تقديراً لا يفسد عليه واحداً منهما نفاد الآخر.» قال: « فإن أعياه ذلك؟» قلت: «رفض الأدنى وآثر عليه الأعظم.» ثم سألني عن أَعَرِّ الناس، طُرّاً، في مقاربة الدنيا، قلت: «اللئيم المخادع.» قال: «وما علاماته؟» قلت «أن يكون حسن القولِ، سيء الفعلِ، بعيد الغضب، قريب الحسد، حمولاً للفحشِ، مجازياً بالحقد، متكلفاً للجود، متوسعاً فيما ليس له، ضيقاً فيما يملك.» استحسن ما حفظ في صدري ثم أمرني «أن أجعل الكلام مثلاً ليكون ذلك أوضح للمنطقِ وآنق للسمعِ وأوسع لشعوبِ الحديثِ. «ساعفت حينها المنول وأسعفني فحِكْتُ الَمْجُوعَفْ...
***
بَعْضَيْنْ هُمَ، دِيمَا هُمَ، احْلَى مَنْ الَعْسَلْ فِي كُلِّ حِينْ،
وْبَعْضَيْنْ هُمَ، دِيمَا هُمَ، اثْقَلْ مَنْ الَخْفِيفْ، حَارِّينْ، مَرِّينْ،
بَعْضَيْنْ هُمَ، دِيمَا هُمَ، خَيْرْهُمْ غَالَبْ تَى فَ الْبَكْمَه،
وْبَعْضَيْنْ هُمَ، دِيمَا هُمَ، مَا يَتْشَدُّو غِيرْ فَ الظَّلْمَه.
***
قِصَّةْ وَاحَدْ، وَلَّى غَنِيّْ، ادَارْ فْلِيسَاتْ عَلْ التّْوَالِي، نْقُولُُ غَنِيّْ بَالْمَازُوزِي،
قَالْ يَتْعَلَّى، ادَارْهَا مَلَّه، فِيهَا الْغَلَّه عْلَى مَا يَحْسَبْ،
سْكَنْ تَى هُوَّ فِينْ يْسَكْنُو، ادَارْ حْدِيدَاتْ لِهْ وَلْلَمْرَا، وَلَّى يَلْسَعْ كِيفْ الرّْزُوزِي،
وْبَاشْ يَتْعَلَّى، يْصِيبْ الْغَلَّه، بْدَا يَدَّخَّلْ فْ أكْثَرْ مَنْ بَابْ.
***
زَادْ الْمَسْبَحْ فِي قَلْبْ الدَّارْ وَالْحَدِيقَه، وْمَا عَنْدُه شِي مْعَ هَذْ الشِّي،
تْسَجَّلْ فَ الْگُولْفْ بَاشْ يَلْعَبْ فِيهْ غِيرْ الْكَارْطَه وَيْجَالَسْ مَّوالِينْ الشِّي،
وَسْكَنْ فِي رَحْبَةْ الضِّبَاعْ، تْطَبَّعْ تَى هُوْ بْذُوكْ الطِّبَاعْ، غِيرْ الشُّوفَه فِيهْ تْرَعَّفْ،
زَادْ خُلِيّْلَه مَنْ فُوقْ خْلُولْ، وَلَّى جَلْدَه مَنْ غِيرْ بْلُولْ، حَتَّى كَنَّاوْهْ الَمْجُوعَفْ.
تَعْطِيهْ اصْبُعْ يَاكُلْ لَكْ يَدّْ، تَعْطِيهْ دْرَاعْ يَاكْلَكْ كَامَلْ،
مَلْهُوطْ وْيَاكُلْ بْرَبْعَه، وَ يْزِيدْ يَلْحَسْ تَى الَگْوَامَلْ،
اِلاَ شَافْ شِي شِي يَهْرَفْ عْلِيهْ، مَا تَفْلَتْ لُه غَا الْمَدْفُونَه،
كَيْقُولْ «نَصِيبِي تَى اَنَا فِيهْ!» وَالْهَمْزَه عَنْدُه مَضْمُونَه،
شِعَارُه فَ الدَّنْيَا وَاحَدْ «نَبْغِيهَا گَاعْ، نَبْغِيهَا گَاعْ!»
وَلْهَذْ الشِّي دِيمَا وَاجَدْ، احْسَنْ تَعْطِيهْ نْهَارْ تِيسَاعْ.
***
زَادْ فْ طَبْعُه طَبْعْ الْجَبَانْ، دِيمَا يْبَرِّي عْلَى حِمَايَه،
يَظْهَرْ شِي حِزْبْ وَلَوْ عِيَّانْ يَنْخَرَطْ فِيهْ، فِيهَا غَايَه،
أيُّ غَايَه تْكُونْ مَقْضِيَّه، يَمْكَنْ يَطْلَعْ مَنُّه وَزِيرْ،
يَعْطِيهْ، يَطْلِيهْ بْلَگْرَايَمْ، يَعْيَى الْوَزِيرْ وَمْعَهْ يْحِيرْ،
اَوْ لاَ هُوَّ نِيتْ يْعُودْ وَزِيرْ وْهَذِه عَنْدُه، أسْمَى غَايَه،
يَسْنِي لْرَاسُه! فَاشْ غَدِ يْحِيرْ؟! قَارِي التّْخَاوِي فِي الَقْرَايَه،
اَوْ لاَ عَلْ الأقَلّْ يْعُودْ مُسْتَشَارْ، فِي شِي مَجْلِسْ مَا فِيهْ شْوَارْ،
كُلَّ شِي فِيهْ بِيدْ الرَّئِيسْ، هُوَّ يْشَرَّعْ، هُوَّ يْگَرَّعْ، هُوَّ يَتْبَرَّعْ وْيَخْتَارْ،
اِلاَ جَابْ اللهْ ادَارُو انْقِلابْ عْلَى الرَّئِيسْ، عَنْدُه حُظُوظْ، يَقْدَرْ يَطْلَعْ،
وَيْزِيدْ رَئِيسْ عْلَى التّْقَوْنِيصْ! يَاخُذْ كُلّْ شِي! لاَشْ يْگَرَّعْ؟!
***
وَبْدَا كَيْبَانْ لُه الْمُخَطَّطْ، وَيْزِيدْ الْمَالْ عَلََى الأمْوَالْ،
وْحِيثْ قَارِي فَ الْمُخَلَّطْ، قَالْ يْوَنِّي لْحُسْنْ الْمَآلْ،
خَافْ يَتْوَرَّطْ فِي قَضِيَّه وْيَحْصِيوْ لُه كَذَا مَا كَذَا،
وَيْقُولُو لُه بَالْعَرْبِيَّه «مِنْ أيْنَ لَكْ كُلَّ هَذَا؟!»
جْمَعْ الَمْلاكَاتْ وْمَا يَكْسَبْ، ادَارْهُمْ فَ سْمِيَّةْ شَرِكَه،
جْمَعْ فِيهَا تَى الَعْرَاصِي، وَجْمَعْ فِيهَا تَى الْبَاطُوَّاتْ،
كْتَبْ الشَّرِكَه لامْرَاتُه، اعْتَبَرْهَا أحْسَنْ طَرِيقَه،
وْيَبْقَى هُوَّ غِيرْ مَّيْدِيرْ! يَبْقَى يْشَفَّرْ مَنْ غِيرْ غْوَاتْ!
***
لَكِنْ الَغْوَاتْ الِّي حَاسَبْ لِهْ، مَا جَاهْ شِي مَنْ عْلَى بَرَّ،
نَاضْ لُه لَغْوَاتْ مَنْ قَلْبْ الدَّارْ، مَا ادَارْتُه لُه إلاَّ الَمْرَا،
مْشَتْ دْعَتُه عَنْدْ الْقَاضِي وْادَارَتْ مُحَامِي لْهَذْ الشِّي،
بْغَتْ طْلاقْهَا دَابَا مَنُّه! «يَخْوِي الْبِيرُو! يَمْشِي يْمَشِّي!...»
«... رَجَلْ مَا يَكْسَبْ مَا يَعْلَمْ، لاَصَقْ فْ ظَهْرِي كِيفْ الُقْرَابْ!...»
«... لُو كَانْ مَا كُنْتْ شَيْ بْخَيْرِي، كُونْ ارَانِي عَايْشَه فَ الْعَذَابْ!»
***
الأمْرْ وَاضَحْ، مَا فِيهْ غْنَانْ، كُلَّ شِي مْحَفَّضْ وَمْسَجَّلْ،
فَازَتْ الَمْرَا بَالْقَضِيَّه، الْقَانُونْ عَاطِيهَا الَمْظَلّْ،
وَتَّلاَّتْ بْصَاحِبُنَا! لاَ امْرَا، لاَ خَدْمَه، لاَ امْلاكَاتْ!
بْغَى يْجَمَّلْ عْلَى الدَّنْيَا، مَا بْقَى يَلْقَى تَى فِينْ يْبَاتْ!
***
كُلَّ مَلْهُوطْ، كُلَّ لَمَّاقْ، كُلَّ طَمَّاعْ أوْ مُرْتَشِي،
بَانِي حَيْطُه بَالطُّوبِيَّه، وَخَّى عَلاَّهْ، اسَاسُه رَاشِي!
قَدّْ مَا عَلَّى وْاعَجْبُه الَبْنِي، بَانْ مْعَلِّي،
عَنْدْ الْفُورَه وْفُورَه هِيَّ! يْعُودْ مْدَلِّي!