هنئ ملك الفقراء

يا حمامات الروض غردي جودي بما تشائي

رددي شدوك فإني أطرب لشدوك وغنائي

ذكريني أياما خلت بين أهالي وأحبائي

إن بعدنا عنكم فقلوبنا معكم صباح مساء

أبكي على فراقكم أبغضه وما نفع بكائي

أين لي بساعة معكم وقد أرهقني شوق اللقاء

ردني إلى وطني العزيز أعشني بخبز وماء

ذاك المغرب بلد الكرام والخير والعطاء

فما نفعت ذكريات الهوى ولا عيش الصباء

إلى وطني العزيز أحن إلى سادات عقلاء

إلى الأحرار الغيارى المساهمين في البناء

إلى كل من إذا نودي أتى ملبيا للنداء

إلى المهموم بكل شبر من طنجة إلى الصحراء

دعني من المستهترين المتشددين البلداء

واقطعي الأجواء حلقي يا حمامات في السماء

بلغي عاهلنا تهانينا مصحوبة بالحب والوفاء

بلغيه أننا خدامه عن رضوان ورضاء

وأننا فداه عند القضاء بأرواحنا والدماء

حل عيد عرش الهمام المكنى ملك الفقراء

الشاب الميمون المحنك الفائق الذكاء

اللطيف العفيف العطوف الجواد بلا رياء

الودود المحمود المشهود له دوما بالسخاء

المتواضع التقي النقي المحلى بالحياء

كأنما اصطفاه خالقه فزاده بسطة في النقاء

طبعه الكرم وشيمته من شيم الفضلاء

فهو خير خلف لخير سلف وبلا ازدراء

يا من طلعت شمسه علينا وأنارت بأضواء

وطالت سمعته الشعوب فتوجت بإخاء

آتيتنا فواسيت الجراح فيا له من شفاء

طلعت علينا كالبدر المجلل الناصع الضياء

فانشرحت القلوب وتحولت خيبتنا إلى رجاء

وسادت بشرى الإسعاد واليسر فينا والرخاء

أما رأيته يصافح العجزة كلهم بلا كبرياء؟

يعانق المعاقين يبعث فيهم روح الحياء

تلك عادات الملهمين المختارين الأتقياء

الخائفين الله العارفينه في السراء والضراء

مددتم يد الإخاء الشعوب وناديتم بصفاء

وصنتم جورة وإن تمادى جيران في عداء

وناديتم العون لشعوب تقضي في شقاء

وألفتم الأنظار فإذا لمحتكم لمحة الحكماء

مولاي مكاركم معجزة يراها كل الشعراء

نجود لسواكم بأشعارنا ولكم نجود بالدماء

فتقوا في ولائنا وإجلالنا لكم والوفاء .

نحن جنودكم على السمع والطاعة نلبي النداء

كل من عاداكم عدونا يا غافر العداء

حاشى أن تعادي ولا مخافة لبحر من هوجاء

مولاي إن عيدكم خير الأعياد في بهاء

عيد تجلت مزاياه وليست الأعياد بسواء

ما أخطأت من سحرهن سر حسنكم والبهاء

لو عرفن ما في باطنكم من عفة ونزاهة وكبرياء

لتيقن أن لا أمل في ودكم لا صيلة ولا رجاء

إن الشريف الطاهر يبقى مترفعا عن كل ادعاء

هو الحب لا يجدي معه خمار لا حجاب ولا غطاء

هكذا فعلن مع يوسف فوقاه الله شر الأخطاء

كفاك ما أعطاك ربك زوجا من خيرة النساء

جمعت بين وصول وعلم وحنان وذكاء

كفاها فخرا تواضع والتفاتة لمحاربة أخبث داء

تسعى بعزم وثقتها في خالقها موهب الشفاء

يا صانعة الجميل وفقك الله وأعطاك ما تشائي

وأقر عينك ببنيك وعاشوا مشرفين أعزاء

يغدوان والله حافظهما حفظ الطير في السماء

ويروحان فيملأن بيتكما بالسعادة والهناء

مولاي إن شعبكم يهنئكم شيوخا أطفالا ونساء

يدعون يا رب أنصر ملكنا حقق له كل رجاء

إن لكم عندنا معزة لها في القلب أكبر فناء

لا يعلمها إلا الخالق عالم السر والخفاء

سلامي عليكم كلما غردت ورقاء في الفضاء

ومتى أشرقت شمس ولاح نجم في السماء

وشد أزركم بأخيكم الرشيد ذو العلاء

وأحاطكم برعايته ووقاكم من كل داء

*عسكري متقاعد من القوات الجوية الملكية ''محارب قديم''