غداة الفاجعة الأليمة التي ألمت، الخميس الماضي، بأسرة التربية الوطنية بالجديدة، جراء الموت الذي خطف تلميذة في عمر الزهور، انتقل فريق تربوي، على رأسه المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، أمس الجمعة، إلى المجموعة المدرسية "الوفاق"، حيث كانت الفقيدة، المشمولة برحمة الله تعالى، تتابع قيد حياتها دراستها الابتدائية. وخلال هذه الزيارة ذات الطابع الخاص، والتي تأتي في ظرفية حزينة، قدم الوفد التربوي التعازي والمواساة إلى مدير المؤسسة التربوية، وإلى الطاقم التربوي، ممثلا في الأساتذة لدى المجموعة المدرسية، والذين تأثروا بالغ التأثير على إثر فقدان أحد بناتهم أمام أعينهم، داخل فضاء المدرسة، في مشهد رهيب يشد الأنفاس، ويوقف دقات القلب. وبالرجوع إلى الفاجعة الأليمة، فقد كانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي العاشرة و30 دقيقة من صباح الخميس الماضي. التلاميذ كانوا يتأهبون وقتها للالتحاق بفصولهم، بعد حصة استراحة مخصصة لهم في الفترة الصباحية.. وفجأة، تجمهر التلاميذ حول زميلة لهم، سقطت لتوها على الأرض جسدا هامدا بلا حركة ولا روح، مباشرة عند مدخل القسم الذي لم يشأ القدر أن تتخطى عتبته. التلميذة لفظت أنفاسها الأخيرة. هذا، وفور وقوع الوفاة، قاطع المسؤول الأول للتربية الوطنية بالجديدة، أشغال اجتماع له بمقر المديرية، وتابع الوضع عن كثب، مجريا الاتصالات مع الجهات المعنية، قصد اتخاذ مباشرة ما يحتمه الوضع من إجراءات قانونية وتربوية وإدارية ومسطرية. وأوصى مدير المجموعة المدرسية "الوفاق"، والمربيات والمربين العاملين بها، بالاحتفاظ بباقي التلميذات والتلاميذ الذين كانوا وقتها تحت هول الصدمة، في حجراتهم، خلال حصص الدرس والتدريس المقررة، مع التركيز والاكتفاء أساسا بمدهم البدعم النفسي والسيكولوجي، لتخطي مرحلة الصدمة والتأثر لفقدان زميلتهم أمام أعينهم. وبالمناسبة، وبعيدا عن مزايدات بعض الجهات، والمغالطات التي تم الترويج لها (لسعة عقرب..)، فإن سبب الوفاة كان مرض، ظلت التلميذة المشمولة برحمة الله، تعاني منه قيد حياتها. وبالمناسبة، فإن الوكيل العام باستئنافية الجديدة تدخل في النازلة، وأصدر تعليماته للضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد، بإخضاع جثة الهالكة للتشريح الطبي بالدارالبيضاء، والذي من شأن نتائجه المتوقعة، أن تقطع الشك باليقين.