هذا مقال عبارة رد بخصوص ماجاء به "نصير ثوري" حول النسيقية المحلية لمناهضة الغلاء بطنجة الذي اورده تعليقا على *مقال سابق للرفيق وديع السرغيني *تاكتيك النضال الديمقراطي، والنضال من أجل الحريات* موقع الحوار المتمدن على هذا الرابط :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231075 في المغرب، يوجد على الأقل نوعان من الثوريين، ثوريون أجهدوا، وما زالوا يجهدون النفس من أجل شق طريق الثورة استنادا على المرجعية الماركسية اللينينية وتشبثا بخطها البروليتاري الاشتراكي، عبر الارتباط بالجماهير العمالية والشعبية الكادحة التي من مصلحتها الثورة والتغيير. وثوريون آخرون، انتسبوا لخط الثورة زمن النضال الطلابي من داخل الأسوار الجامعية، اعتمادا على شعارات وخطابات نصف فوضوية ونصف شعبوية، وبمجرد ما يغادرون الفضاء الجامعي، يصطدمون بتعقيدات الواقع، ثم ينزوون في الركن وفي أبراج المراقبة، والاكتفاء بجمع الأخبار عن المناضلين وعن حركتهم في الساحة، ليتداولوها في المقاهي قبل تصريفها بتجني وافتراء وتشويه، عبر شبكة الانترنيت. من داخل هذا النوع، أي النوع الثاني، توجد عينة خطيرة قمة في الخبث، إذ لا تستحي أحدا في لعبها أحط الأدوار، أي بما فيها التباهي بالحنكة الاستخباراتية المشبوهة. فقد لا يتوانى البعض عن بذل كل ما في جهده لفك لغز بعض المعادلات من نوع هل و. السرغيني هو ح. نارداح؟ وهل المهدي هو الخطابي؟ وهل زروال هو رحال؟..الخ بحيث، وخلال الأسبوع الفارط، وعلى إثر نشر مقال على صفحات "الحوار المتمدن"، يتناول النضال من أجل الحريات الديمقراطية، بقلم المناضل الرفيق و. السرغيني، انتهز أحد "الثوريين" المسمى "نصير"، الفرصة لتصفية الحساب مع شخصي في أمور وقضايا أخرى لا علاقة لها بالموضوع، مستعملا أحط الأشكال والأساليب، وأكثرها دناءة وكذب ونفاق، عنونها ب"تساؤلات إلى الرفيق حسن". وبغض النظر عن لغة الحقد والعدوانية التي استهل بها تساؤلاته، وجدت نفسي مضطرا للإجابة والتفنيد لادعاءاته ومغالطاته الكاذبة التي شحن بها تساؤلاته المغرضة. بداية أعترف كما يعترف المناضلين الثوريين المغاربة الصادقين والمبدئيين، خصوصا الماركسيين النقديين منهم، بأن هناك حقا فجوة بين أفكارنا وطموحاتنا من جهة، وبين ممارساتنا من جهة أخرى، وقد اعترفت بهذه الفجوة العميقة في أكثر من مقالة، والتي لا تزداد إلاٌ تعمقا، بالنظر للعديد من التعقيدات والمشاكل التي تعرفها الحركة الثورية المغربية، وأساسا الحركة الماركسية اللينينية المغربية الجديدة الحملم تعقيدات لن يعرف المرء عن حجمها شيئا إلاٌ إذا كانت له ارتباطات حقيقية بميادين النضال والصراعات الطبقية. لكن، وبالرغم من هذه الفجوة، هناك تيارات مناضلة لها باعها في النظرية والممارسة اليسارية الاشتراكية، ويشهد لها بذلك الأصدقاء والأعداء، عن استماتتها وكفاحيتها في الميدان. وبحكم ارتباطها ومواظبتها على النضال اليومي الميداني، لا بد وأن توجد فجوة في ما بين البينين، فجوة يمكنها أن تتسع أو تضيق، حسب التجربة، وحسب النضج، وحسب المراكمة، والاستفادة من الأخطاء.. العاهة الحقيقية، والورم السرطاني الخبث الذي ما زال ينخر جسم اليسار الجذري ببلادنا، هي المجموعات والأصوات من نوع "نصير"، والتي لا تمتلك من النظرية ومن الممارسة شيئا، تقتات فقط على ما قاله الآخرون، وعلى ما يفعله الآخرون. فالتعليق البسيط، والمبتذل، الذي أمامنا يجسد قمة الضعف والجبن والكسل السياسي داخل جسم اليسار، إذ يتبين للقارئين، الثوريين منهم والإصلاحيين كذلك، أن المسمى "نصير" لا يعدو أن يكون سوى أحد هواة الصيد في الماء العكر، فحين عجز عن تقديم رأيه، لأنه ببساطة لا يملكه، في الموضوعات "التي طرحها الرفيق وديع، سواء عبر الرد النقدي أو من خلال تقديم بدائله، التجأ الجبان لأسلوب "سقطت الطائرة" المعروف، لينفث سمومه التي لم تعد تقتل باعوضة، مستهلا تساؤلاته أو بالأحرى تأكيداته للذين يهمهم أمر المناضلين الصامدين والثابتين ميدانيا، رغم القمع، ورغم حملات التشويه والتضليل التي تلاحقهم باستمرار. فليعلم من يهمه أمر ما يكتبه وما يقوله المناضلون، أن حسن هو وديع، وأن السرغيني هو نارداح، فهلاٌ تباشروا باعتقاله وإخراس صوته؟ هذا ما يتمناه وينشده البعض من أشباه "نصير"، لكي تنقص "العاهات"، وتختفي حتى، من جسم الحركة الثورية الذي يبدو غاليا جدا على "نصير"! الذي أعفانا، بالمناسبة، بعدم ادعائه الانتماء للحملم كما يفعل البعض ممن ما زالوا يقدمون أسوء النماذج الماركسية في العالم. فالمعطيات الحقيقية التي سأقدمها، أرفقها بداية بمناشدة لجميع الحاضرين للملتقى الذي طالته سياط "نصير" الكذب والبهتان بأن يكذبوها أو يصححوها إذا كانت الحاجة والضرورة لذلك. فبتاريخ 6 أكتوبر، تقدمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع طنجة والتي ينتمي لها المسمى "نصير"، بل له من أنصاره عضو في المكتب المحلي، بدعوة للإطار الذي أمثله بصفتي منسق محلي وعضو لجنته الإدارية، جمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية، لحضور لقاء يضم جميع الإطارات التقدمية بالمدينة، أحزاب ونقابات وجمعيات، إحياء التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء، وللبث في شكل إحياء اليوم العالمي لمناهضة الفقر. وحسب اجتهاد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تمت الدعوة لعضوين عن كل إطار بشكل ساوى بين الاتحادات النقابية المحلية وبين الجمعيات الثقافية، وبين مشاريع الجمعيات حتى..! فماذا يقول المسمى "نصير" في ما يخص هذا المعطى؟ يقول "إن المثير للسخرية في هذا الاجتماع، أنه تم اعتماد الكوطا في التمثيلية"، وهذه كذبة مردودة على أصحابها، فإذا كانت هناك من كوطا لم نعلم بها، ف"نصير وأنصاره" قد قبلوا بها، وإلاٌ بماذا يفسر حضورهم الاجتماع إلى آخر أشواطه، دون أن يسجلوا أي اعتراض على هذا الأسلوب الممقوت الذي نسميه بالكوطا. من المعروف أن الجمعية التي بادرت وأشرفت على هذا اللقاء، معروفة بثقافة الكوطا التي رسٌختها طيلة سنوات، من خلال مؤتمراتها المحلية والوطنية، دون أن تستحي في ذلك أحدا، بل رسٌمتها وقنٌنتها عبر ما تسميه بلجن الترشيحات. المعطى الذي يريد أن يخفيه المسمى "نصير" تمسٌحا بجذريته الانتهازية والمنافقة، هو أن جميع الحاضرين، عدا كاتب هذا الرد واثنين أو ثلاثة من الحاضرين، ينتمون لهذه الجمعية "التوافقية"، أي بمن فيهم "نصير وأنصاره" الذين لم يعارضوا انتسابهم للمكتب المحلي الجديد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبر عملية الكوطا، ونفس الشيء يسري على لجنتها الإدارية سابقا ومكتبها المركزي حاليا الذي احتل أحد مقاعده، نصير من الأنصار، عبر التعيين والتنصيب دون امتلاك القاعدة الانتخابية اللازمة لذلك!! ف"نصير" الغوغائية الجوفاء، يتمادى في تجنياته ليتهمني بالتواطئ "لإقصاء الجماهير الشعبية من التقرير في الأشكال النضالية" هراء، وهراء فهراء.. لأن التنسيقية في شكلها الحالي، هي ببساطة تنسيقية تجمع وتوحد مناضلي المدينة حول مهمة محددة، التي هي تأطير وتنظيم النضال ضد الغلاء، وخلال عملية الإحياء هذه بادرت الجمعية المغربية إلى الدعوة والإشراف على هذا اللقاء الذي ضم، بالمناسبة، أشخاصا لا يمثلون سوى أنفسهم، وبالأحرى الإدعاء أو الكلام باسم الجماهير الشعبية.! فلو كان أحدهم يدٌعي غير هذا، فما الحاجة إذن إلى تشكيل التنسيقية لتوحيد جهود إطارات هي أصلا عاجزة وضعيفة ومحدودة التأثير في الجماهير الشعبية المحرومة والمتضررة، مع احتراماتي لكل الإطارات التقدمية اليسارية. كل ما في الأمر، وعكس ما يخبطون خبط عشواء، أننا على الأقل نمتلك هوية، وخط كفاحي ميٌزنا ويميٌزنا داخل الحركة اليسارية الاشتراكية والحركة الماركسية اللينينية المغربية، بوصلتنا ومرجعيتنا هي الماركسية اللينينية، والتي تقول بشكل موجٌِه وحاسم: "إن من واجبنا الاستفادة من جميع مظاهر الاستياء على اختلافها، وأن نتابع وندرس جميع بذور الاحتجاج ولو كان في حالة جنينية" وعدا هذا الإدراك لن نكون بساسة، ولا يساريين، ولا ثوريين، ولا ماركسيين لينينيين. ففي مثل هذه الأوضاع، التي تحتاج من المناضل أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، وأن يبادر لنشر الوعي وللرفع من مستوياته، في السياسة والتنظيم، يكون في الغالب أمام اختيارين، إما المبادرة والفعل الإيجابي عبر تحفيز الجماهير للانخراط في الصراع الطبقي بكل وعي، وإمٌا انتظار عفويتها وتأمل مؤخرتها، ليتدخل بعدها بالنصح والموعظة والتوجيه، كما فعل يومها أحد الزعماء الثوريين الروس بليخانوف حين صاح في وجه الجماهير العمالية والشعبية المنتفضة "ما كان ينبغي حمل السلاح"! فالاختيار الثاني هو ما نعتبره في ثقافتنا ومرجعيتنا الماركسية اللينينية بخط العفوية الانتهازي، وأنصاره ليسوا في نظر لينين سوى "ضيقي الأفق، ضعفاء ومترددين في القضايا النظرية، يأخذون من عفوية الجماهير مسوغا لرخاوتهم.. غير أهل لعرض برنامج جريء ينتزع احترام الخصوم أنفسهم، إنهم قليلو الخبرة وأغبياء.." فهل هذا النموذج يسمى ثوريا من فظلكم؟!! لقد قررت التنسيقية بعد التئامها، تنظيم وقفة احتجاجية ودعت الجماهير الشعبية لحضورها، وهو قرار نضالي حكيم، أصدره "الحكماء" الذين كنتَ ضمنهم قبل أن تمارس نفاقك، وحربائيتك اللامبدئية، والتشهيرية المشبوهة، فماذا تطلب منا، يا ترى حتى نصبح من "أنصارك الثوريين"؟ أن ندعو الجماهير مثلا للصمت والارتكان حتى يأتيها الفرج القدري، أم ماذا؟ ولاحظوا النفاق مرة أخرى، ف"نصير" يعارض الصيغة التي تمنح حق التقرير ل"جمعية صغيرة ونخبوية" والحال أنه حضر هو وأنصاره باسم جمعيات وهمية لا تحمل سوى الاسم، وبعضها قضى شهورا في حالة اللجن التحضيرية. ويضيف بأنه لا يتعدى مجال اشتغالها تنظيم ندوة ما! والحقيقة أن هذا يسري على إحدى الجمعيات القريبة منه، والتي نظمت ندوة نخبوية حول موضوع لا يهم سوى نخبة النخبة، ومن داخل مقر خاص بالنخبة، مؤدى عنه في قرابة 1500 درهم!! لنصل لإحدى النقط المهمة، حيث أثار الجبان "نصير" "الشراكة مع مصاصي الدماء، وليكن الاتحاد الأوربي أو أحد المؤسسات المرتبطة به وما أكثرها مثل هذه الجمعيات.." هذا ما ادعاه نصير الكذب والبهتان، وهو الموضوع الذي كنا السباقين لطرحه وانتقاده، في إطار الصراع والفضح لتجربة الجمعيات التنموية أو جمعيات المتخصصة في التهجير و"الحريك" باسم النضال والمشاركة في الاحتجاجات والملتقيات العالمية، وهو الشيء الذي ما زلنا نمارسه من داخل جمعيتنا أطاك فرع طنجة باستقلال وتميز هذه الاتجاهات في المنتدى الاجتماعي المحلي وفي المنتدى الاجتماعي الوطني والعالمي، الذي حضرنا بعض دوراته، ومن داخل جمعية أطاك قبل انشقاقها لجمعيتين. المثير في الموضوع، هو أن "نصير وأنصاره وزعماءه" ينتسبون بمكر وتخفي عن قواعدهم الطلابية، لجمعية اسمها "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" أو "حقوق الأسنان" كما يسميها قواعدهم بالجامعة وهي جمعية لها مصادرها التمويلية المعروفة والمفضوحة، وإذا كانت بعض الجهات متمادية في إخفاءها، فهناك "شاهد من أهلها" ممن فضحوا التمويل، ومصادر التمويل، والبرامج المملاة تماشيا مع التمويل راجع مقال السلامي وهو عضو بالجمعية فلا ترمي البيوت بحجرك، والحال أن بيتك من زجاج، وأي زجاج!!؟ فوجودك من عدمه، لن يضيف للتنسيقية شيئا، والنخبة التي تنبأت لها بأنها "لن تخطو قيد أنملة"، خطت الخطوة الجبارة بتحقيقها لوقفتين جماهيريتين، حيث نالت "النخبة الحكيمة" ما لذٌ وطاب من هراوات القمع، ليس بعيدا عن الجماهير الشعبية، بل ارتباطا بها. فلا مجال "للبصٌاصين" داخل الحركة الاحتجاجية المناضلة، فالكلام ومحترفي الكلام الكلمنجية، مكانه القاعات المغلقة وفقط، وحتى داخل هذه القاعات، هناك من لا يتجرء عن الإفصاح عمٌا بداخله من أحقاد ومكر ونفاق إلاٌ عبر الانترنيت. وللتوضيح مرة أخرى، فمن حيث المبدأ، لم نكن يوما ضد الاتفاقات والتحالفات المؤقتة، فمرجعيتنا الماركسية اللينينية واضحة في هذا المجال، وتجيز هذا في العمل السياسي اليومي والميداني، ما دامت هذه الاتفاقات محتمة يفرضها الميدان والممارسة، فقط، تشترط مرجعيتنا، الحفاظ والإخلاص لمبادئنا، ولطبقتنا العاملة، ولمهامنا الثورية بما تفرضه من واجبات إعداد الثورة وتربية جماهير الشعب بتنظيمها ورفع وعيها السياسي لكي تحرر نفسها بنفسها. وللصراع بقية، وأتمناه ألاٌ يكون في هذا المجال وضد هذه الأشكال، بل في المجالات الفكرية والسياسية التي تمكن الجميع من الحكم على مدى التزامنا وعدم التناقض بين النظرية والممارسة، بالرغم من مثالية هذا الشعار. فمن مميزات الثوريين الحقيقيين، المبادرة لتقديم التصورات والشعارات والبرامج.. في أية مناسبة نضالية، وليس بناء المواقف والمداخلات على ما قاله الآخرون، وما يستعد لممارسته الخصوم والمخالفون. ح. نارداح