طنجة : تفكيك خلية إرهابية كانت بصدد التحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية    بعد الهزيمة..سانشيز يدعو لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها    نشرة إنذارية: زخات مطرية رعدية قوية مرتقبة اليوم الإثنين بعدد من مناطق المملكة    مصادر إعلامية إفريقية: رفض القضاء البريطاني لتحرك موالي للبوليساريو يشكل انتكاسة جديدة للانفصاليين    مصطفى اهدار كاتبا إقليميا للشبيبة الاتحادية بإقليم تارودانت : نخب شبابية جديدة قادرة على تحمل المسؤولية    مطالب بحسم ملفات الفساد المعروضة أمام القضاء المغربي    المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين و الاشتراكيين الديمقراطيين يفتتح أشغاله بمراكش : انبعاث المشروع الاشتراكي الديمقراطي أمر حتمي    مستوردو الماشية: لاوجود لأغنام ب700 درهم والإقبال عليها من طرف الدول العربية كبير    صديقي يفتتح الدورة الأولى للمؤتمر الدولي حول الواحات ونخيل التمر بورزازات    عزيز أخنوش يمثل جلالة الملك في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لنيجيريا    معارك في السودان قبل ساعات من انقضاء مهلة وقف إطلاق النار    وزير الخارجية الروسي يصل كينيا عقب رحلة نظيره الأوكراني إلى إفريقيا بدأت من المغرب    اختيار أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية للدوري الفرنسي    أربعة حكام مغاربة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة    20 مليون منحة لكل لاعب في حال تتويج الوداد بلقب دوري أبطال إفريقيا    تشيلسي يتعاقد مع بوكيتينو مدرب توتنهام السابق    في حملة لمكافحة العنصرية.. فينيسيوس يقود البرازيل أمام غينيا و السنغال    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    الأميرة للا حسناء تترأس ببوقنادل حفل تسليم جوائز «للا حسناء للساحل المستدام 2022»    أصحاب البنايات غير القانونية مدعوون إلى تسوية وضعيتها في ظرف عامين    مصرع استاذة شابة بعد تعرضها للدهس من سيارة مسرعة بكورنيش طنجة    مسؤول فندقي يُنهي حياته في ظروف غامضة بمرتيل    استمرار عروض الأفلام التلفزيونية بمهرجان مكناس    مخرجة فرنسية تكرس الهيمنة النسوية على السعفة الذهبية لمهرجان كان    وزيرة المواصلات الإسرائيلية تصل المغرب لتوقيع اتفاقيات تعاون    إليكم أسعار صرف أهم العملات الأجنبية    موجة سخرية عربية تساند "أردوغان" بمقاطع فيديو مركبة.. "باي باي كمال"    منذر الكبير يغيب عن تداريب الرجاء بسبب فترة النقاهة ويعوضه خالد المولهي    بعد نهاية الفرز .. 15 حزبا سياسيا تتقاسم مقاعد البرلمان الموريتاني الجديد    ارتياح في صفوف المهنيين بعد استئناف تصدير الخضر والفواكه، والحكومة تضع استراتيجية جديدة لتفادي الإشكالات المستقبلية    حوالي 57 مليار دولار إيرادات السياحة في السعودية في عام    صلاح الدين بنموسى.. : تجربة فنية عمرها ستون سنة    «قانون الفنان وحقوق المؤلف» محور ندوة فكرية بمهرجان مكناس للدراما التلفزية    أسماء المدير وكمال لزرق يتوجان بمهرجان «كان» السينمائي    أكادير : أكاديمية سوس تكشف بالأرقام عن الامتحان الجهوي الخاص بالمترشحين الأحرار والرسميين لنيل شهادة البكالوريا.    مرشد إيران يرحب بتحسين العلاقات مع مصر    سفيان البقالي يهدي فوزه وإحرازه للرقم القياسي الجديد لصاحب الجلالة محمد السادس    عودة هاري للحلبة بعد قرار إعتزاله    اتحاد النقابات الوطنية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل يعزز صفوفه بالجهة الشرقية    طاطا.. حكم قضائي بحبس مغتصبي طفلة سنة فقط يشعل عاصفة غضب جديدة في المغرب    عبد الله البقالي يكتب: حديث الأسبوع.. ومع ذلك تظل الأسئلة الحارقة عالقة في انتظار أجوبة مقنعة    دراسة تدارت ففرنسا: 10 فالمية من الناس اللي تصابو ب"كورونا" كيبقى فيهم الفيروس طويل الأمد.. خبير مغربي فالصحة العمومية ل"كود": اللي بانت عليه هاد الأعراض خاصوم يشمي للطبيب    اليمين واليمين المتطرف الرابح الاكبر فالانتخابات البلدية الصبليونية. سبتة ومليلية شدوها واليسار الراديكالي كلى لعصا    أسعار النفط ترتفع    تاونات، من مدينة عبور إلى ملتقى الإبداع والثقافة والشعر    صدور المجموعة القصصية "الواو" للكاتب المغربي محمد اشويكة    التراب: فقط 2% من احتياطي الفوسفاط بالمغرب توجد في الصحراء    الناظور: غرفة التجارة والصناعة تنظم دورة تكوينية حول " اعداد دراسة الجدوى " يو م الخميس القادم    هذه حقيقة دعوة ندى حاسي لمهرجان مكناس للدراما التلفزية    "واتساب" تكشف عن تحديث جديد سيثير إعجاب المستخدمين.    دراسة جديدة تحذر من خطورة الإفراط في تناول السكر    شاهد ظاهرة نادرة بمكة المكرمة.. "تعامد الشمس على الكعبة" (صورة)    سماء مكة المكرمة تشهد تعامد الشمس على الكعبة المشرفة    "الإجهاد الرقمي" .. ظاهرة خطيرة تتمدد في أماكن العمل    4 أطعمة ينصح بالابتعاد عنها أثناء الامتحانات    تفاعل مع صورة "الثالوث المثير" على فيسبوك    أختي التي تجد في نفسها شبهاتٍ متعلّقةً بالمرأة وأحكامها    وزير الأوقاف يبرز التدابير التنظيمية المتعلقة بتأطير ومواكبة الحجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوجئنا ولم نفهم
نشر في فبراير يوم 03 - 06 - 2013

هذه الكلمات الثلاث تلخص موقفنا من مشروع سد النهضة، الذى استيقظنا ذات صباح على دوى الخبر الرسمى الذى تحدث عن إنشاء السد وتناقلته وسائل الإعلام.

وخلال ساعات تحول إلى قنبلة لاتزال أصداؤها تتردد قوية فى الفضاء المصرى منذ يوم الثلاثاء الماضى، ولست متأكدا مما إذا كانت الدولة قد فوجئت مثلنا بالخبر أم لا، لكنى أستطيع القول بأنها إذا لم تكن تعرف فتلك مصيبة لا ريب، أما إذا كانت تعرف وسكتت فالمصيبة فى هذه الحالة لا بد أن تكون أكبر وأعظم.

لقد قال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية شيملز كمال إن عملية تحويل مجرى النهر الأزرق ستبدأ من مكان قريب من موقع بناء السد، من خلال قناة جانبية اكتمل إنشاؤها بالفعل، وهو ما يعنى أن عملية الإعداد لبناء السد بدأت منذ عدة أشهر، ولا أظن أن أمرا بهذه الأهمية والحساسية يمكن أن يغيب عن أعين السفارة المصرية فى أديس أبابا.

ثم إننا علمنا بأن لجنة ثلاثية اشتركت فيها الدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا) كلفت ببحث مشروع السد من جميع جوانبه، خصوصا تأثيره على حصة مصر والسودان من المياه، فضلا عن الجدوى الاقتصادية التى تتوخاها إثيوبيا من إنشائه. وتلك خلفية ترجح أن السلطات المصرية كانت على علم بالخبر، فى حين أن المفاجأة كانت من نصيب الرأى العام، الذى حجبت عنه معلومات الموضوع لسبب أو آخر.

حين فوجئ المجتمع بالحدث فإن التصريحات الرسمية ضاعفت من حيرة الناس وبلبلتهم. فقد تحدثت تصريحات عن أن السد لن يمس حصة مصر من المياه بشكل مباشر. وشددت تصريحات أخرى على أن مصر لن تفرط فى أى نقطة مياه واحدة من الكمية التى تصل إليها من أعالى النيل، وأن هناك سيناريوهات للتعامل مع جميع النتائج المتوقعة، ثم فوجئنا بأن اللجنة الوطنية المصرية التى شكلت فى جامعة القاهرة وضمت عددا من خبراء الرى والفنيين ذكرت أن السد الأثيوبى سيؤدى إلى انخفاض كهرباء السد العالى بنسبة 40٪ وحصة مصر من المياه بنسبة 20٪.

بالتوازى مع ذلك ترددت إشارات حول احتمالات التدخل العسكرى من جانب مصر لإيقاف المشروع. وذكرت بعض الصحف أن المخابرات الحربية طلبت إدارة معركة المياه. وألمحت مجلة ديلى أثيوبيا إلى أن مصر تشاورت مع السودان فى شأن الخيار العسكرى وإمكانية استخدام طائرات إف 16 المصرية لأجوائه فى عملية ضرب سد النهضة. لكن كل تلك التلويحات توقفت فى لحظة وبدأ الحديث الصريح عن استبعاد الخيار العسكرى، وتفضيل القوة الناعمة والتعويل على التفاهم والحلول الوسط التى تخدم مصالح كل الأطراف.

وهذه البلبلة تلقيناها أيضا فيما خص الطرف السودانى، حيث طالعنا فى البداية تصريحات تحدثت عن الصدمة والمفاجأة وغضب سلطات الخرطوم، ثم قرأنا فى وقت لاحق (الجمعة 31/5) تصريحات للدكتور أحمد بلال وزير الثقافة والناطق الرسمى باسم الحكومة السودانية قال فيها إن بلاده ليست ضد إقامة السد الإثيوبى وأن المشروع يمكن أن يكون مفيدا للسودان، وأن إنجاز المشروع لن يؤثر على حصة كل من السودان ومصر من المياه.

لا يفوتنا هنا تسجيل الموقف العبثى الذى تبنته بعض وسائل الإعلام المصرية التى لم تكترث بالمشروع الإثيوبى أو تداعياته، ولم تر فيه سوى أنه ضربة موجهة إلى الرئيس مرسى و«سد» جديد فى وجهه. ومن ثم قدمت نموذجا للمعارضة التى أعمتها حساباتها ومراراتها الخاصة عن رؤية المصالح العليا للوطن، وباتت مستعدة لهدم أى شىء وتقويضه مادامت النتائج تصب فى وعاء تلك الحسابات.

مستغربا غياب الشفافية عن التعامل مع الموضوع كله، إزاء البلبلة الحاصلة التى تسهم فى الحيرة ولا تساعد على فهم شىء مما يحدث، فإننى حاولت تحرى الأمر من جانبى، ورجعت فى ذلك إلى بعض المصادر الخاصة التى أثق فى صلاتها وخبراتها، فقيل لى إن مصر حريصة على عدم التصعيد مع إثيوبيا، وأنها تعلق أملها فى الوقت الراهن على التفاهم بين البلدين والتوفيق بين مصالحهما.

ذلك أن إثيوبيا تريد من السد الطاقة الكهربائية وليس المياه، فى حين أن مصر تعنيها من سد النهضة المياه وليس الكهرباء. وهذه المعادلة تفتح الباب لإمكانية تفاهم البلدين دون أن تتعارض مصالحهما بالضرورة. وكان ذلك وراء الحرص على سفر رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل إلى طوكيو يوم الخميس الماضى لتمثيل مصر فى مؤتمر منظمة «تيكاد» للتعاون بين اليابان والدول الأفريقية، خصوصا أن رئاسة دورة المؤتمر الحالية سيتولاها رئيس وزراء إثيوبيا إلى جانب رئيس الحكومة اليابانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.