"الله يجعل آخرنا احسن من أولنا ". هذا الدعاء نرفعه دائما من أجل طلحة جبريل الذي خرج اخيرا في ملتقى "ثويزا " بطنجة ليصدح بكذبة جديدة تنضاف للمسلسل الطويل من اكاذيبه، التي حرصنا دائما في "كود " على فضحها ، بل ونفكر في جمعها في كتاب يوزع مجانا حتى نحمي صحافيي المستقبل من الحكايا " الفيك" التي يتحفنا بها " الداعي لنا بالخير " بين الفينة والاخرى . مفاد هذه الكذبة ،حتى لا اقول شيئا آخر ،ان الملك الحسن الثاني حينما ظهر الكاتب الطنجاوي محمد شكري في برنامج "ابوستروف "الثقافي الفرنسي لصاحبه برنارد بيفو ، سأله:"ما رأيك في ما قاله صاحبك في البرنامج ؟". ولا بأس ايها القارىء ان نتوقف عند كلمة " صاحبك "، لنرى كيف ان جبريل يحاول من خلالها الايحاء وكانه صديق للملك مثل احمد رضا كديرة واخرون من كبار القوم ،بل وجعل الناس يعتقدون جازمين ان الملك الحسن الثاني رحمه الله ، رغم المسؤوليات الجسام التي كانت على عاتقه ، لم يكن له شغل ولا مشغلة سوى معرفة من هم اصحاب وخلان "ملاك الصحافة"، الذي " أكل نفسه" . هي حالة مرضية نفسية فريدة من نوعها لم يعثر لها الاطباء النفسانيين بعد على توصيف ما دامت انها مرتبطة بعالم الصحافة . لقد قال "جبريل الصدق" كذبته بالتقسيط والتشويق ، مهد لها بذكر أن الصّدف شاءت أن يلتقي بالملك الراحل الحسن الثاني ، الذي "كان يعرف ان لدي علاقة جيدة وطيبة معه (اي مع شكري) ".ولكي يزيد جبريل من درجة التشويق الكذابي، زعم انه أخبر الملك الراحل حينها بانه استمع باصغاء واهتمام للحوار رغم انه ليس ملما بالفرنسية ، والحقيقة ان علاقة جبريل بالفرنسية ليست قضية المام ، بل إنها لا تتجاوز "بونجور/ بونسوار "، وان المرحومة جدتي وحدها كانت تنافسه في جهله للغة موليير . وحتى يعطي لكذبته مذاقا ونكهة ، فإنه أضاف لها بعض التوابل والبهارات ، وقال ان ما اثار انتباهه في البرنامج هو أن شكري قال إنه تعلم الفرنسية في الشّارع( يا له من اكتشاف؟!). ولكي يدرح جبريل كذبته اكثر ،ذكر أن الحسن الثاني قال له حرفيا: "بعض الناس اهتموا بالتفاصيل في ذلك البرنامج، لكن أعجبني أن يتحدث كاتب مغربي في برنامج ثقافي فرنسي رفيع". وارتفع جبريل بمخيلته الى عل ، وتوهم ان الحسن الثاني قال له "لا تنقل عني أيّ شيء لشكري، فقط أبلغ صاحبك أنّ مشاركته كانت مهمة وجيدة، إلخ"، وخلصت كذبة جبريل بما يلي : "هذا الاعتراف الملكيّ بشكري نقلته له، وألح عليّ أن أخبره بالتفاصيل، بيد أني لم أفعل ذلك". فحبذا لو يحكي لنا جبريل عن هذه التفاصيل ، ولعله الان يفكر في تأليف تصورات عنها وخلق استيهامات وتقديمها لجمهوره المتسامح الى حد ما مع الكذب . أحد الخبراء المتخصصين في طرائف جبريل واكاذيبه واراجيفه، كان حاضرا في ندوة "ثويزا" التي افترى فيها جبريل مجددا على الملك الراحل ، لم يخف استياءه مما قاله من مضحكات – مبكيات ، اذ بمجرد سماعه هذه الفرية الجديدة حتى صاح قائلا إن جبريل الذي يسبقه لسانه دائما "مادام اللسان ما فيه عظم "،لا يمكنه ان ينتظر كل هذه السنوات حتى يتقيأ هذا السر الذي اتحف به جمهور ندوة " ثويزة". كل هذا حدث ، ومسير الندوة ينصت فاغرا فمه ، وكانه ينصت الى قصص مغامرات سيف بن ذي اليزن . للمرة الالف نقول لجبريل كفاك كذبا على الملك الراحل الحسن الثاني ،، لقد اصبحت افتراءاتك الكثيرة عليه تدخل في صلب "النكت السمجة" التي تتوفر على منسوب مرتفع من " الخضورية "، وذاك لعمري امر يثير الغثيان . ان المغرب ، يا سي جبريل، ليس بلدا مستباحا ليعبث فيه العابثون ،ويفتحوا افواههم على هواهم ، ويكذبون في واضحة النهار على ملوكه ؛ وخاصة بالنسبة للاجانب ، فهم ضيوف عليهم ان يحترموا البيت وشروط الضيافة . لقد نسيت ياجبريل انه في عهد الملك الحسن الثاني جرى منع رواية " الخبر الحافي "،وبالتالي ما نسبته له من افك وبهتان يبقى خارج المنطق ومردودا عليه .فكفى مزايدة علينا نحن المغاربة من دون حشمة أو حياء . وتبعا لكل ما سبق ، لا ننسى النكتة الاخرى التي سمعتها في احدى فيديوهات جبريل المهرطقة التي قال فيها مخاطبا طلابه الابرياء في معاهد الصحافة المنتشرة في المدن والقرى والهضاب والسهول "ان الملك الحسن الثاني اوصاني بكم خيرا ". كنت اعتقد ان جبريل حينما سيقرأ مقالي السابق الفاضح لشطحاته ، سيكف عن تكرارها ، ويعود الى رشده ، لكنه بعد صمت طويل ها هو يعود مثل حليمة الى عاداته القديمة .نعم ، لقد عاد والعود " أحمق " ليثبت مرة اخرى أنه حينما يقرر ان يكذب فانه يفعل ذلك بضمير مرتاح ،، ومن دون أن يرمش له جفن، او تخيم على وجهه تعابير الخجل مما يقترفه من تصريحات .. وقولوا باز .