[email protected] كشف فاعلون حقوقيون من الأقاليم الجنوبية للمملكة، بجنيف، تمادي جبهة البوليساريو في حصار الساكنة وتطويقها سواء من خلال تقييد تحركاتها أو الالتفاف على حقها في الحرية والعيش الكريم باستعمال القوة، مستحضرين حالات تعرضت للتعذيب والقصاص والاختطاف والسجن خارج إطار القانون بسبب مواقفها المعارضة أو آرائها الداعية للحرية والعيش الكريم ووقف الفساد والمتاجرة بمعاناة الساكنة. جاء ذلك، في ندوة دولية نظمها فاعلون حقوقيون من الأقاليم الجنوبية للمملكة ودوليون، اليوم الثلاثاء، على هامش الدورة 54 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، حضرها ناشطون من منظمات حكومية دولية من القارة الإفريقية والأوروبية والأمريكية والأمريكية اللاتينية، سلطوا فيها الضوء على وضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف. وقدم الناشطون الحقوقيون خلال هاد الندوة المنعقدة تحت عنوان: "معاهدات حقوق الإنسان: مخيمات تندوف كحالة للانتهاك"، صورة عن حالة حقوق الإنسان في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية والتي تديرها جبهة البوليساريو، حيث بسطوا حقيقتها والفظاعات الإنسانية الممنهجة المرتكبة فيها بعيدا عن أعين العالم وبتستر جزائري منح البوليساريو كامل الحرية في معاقبة ساكنة المخيمات والأصوات المعارضة. وأشار النشطاء في مداخلاتهم لاستعمال البوليساريو بتفويض جزائري للقوة في التعاطي مع الأصوات الداعية لفضح فساد قيادة جبهة البوليساريو الساعية لإطالة أمد النزاع وسجنها في محاولة لإخراسها، مقدمين نبذة عن واقع الحال اللاإنساني الممتد منذ نحو خمس عقود، وشهادات لصحراويين تعرضوا للاختطاف القسري والتعذيب والقتل خارج إطار القانون منذ الثمانينات من طرف قيادات معروفة بالاسم والصفة في جبهة البوليساريو. وأماط الفاعلون الحقوقيون من أبناء الأقاليم الجنوبية اللثام عن اتجار قيادة البوليساريو في المساعدات الإنسانية وتمطيطها للنزاع في سبيل الاغتناء به، واستغلال الأطفال وتجنيدهم، وكذا رعايتها للعبودية واعتمادها للتمييز على أساس اللون، مبرزين تورط الجزائر وجيشها في قتل المدنيين الصحراويين بدم بارد والتمثيل بجثتهم في حالات تم رصدها لمنقبين عن الذهب. ودعا النشطاء الحقوقيون المنظمات الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمقررين الأمميين لوجوب التدخل العاجل لحماية ساكنة المخيمات من بطش قيادة جبهة البوليساريو، مشددين على ضرورة إيقاف ما تتعرض له ساكنة المخيمات من انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان، ومحاسبة المتورطين، وحث الجزائر على أنهاء معاناة الصحراويين.