لم تخف الجزائر، منذ الإعلان عن بدء إسبانيا إرسال الغاز الطبيعي إلى المغرب عبر خط أنابيب "المغرب العربي-أوروبا" الذي كان إلى حدود نهاية أكتوبر 2021 يستخدم في توريد إسبانيا بالغاز الجزائري، شكوكها من مصدره. وبدأت إسبانيا لأول مرة، الثلاثاء الماضي، بنقل الغاز إلى المغرب، مؤكدة أنه ليس غازا جزائريا، حيث قالت مصادر في وزارة التحول البيئي الإسبانية لوكالة فرانس برس إن الشحنة الأولى من الغاز المسال التي تم إرسالها "اشتراها المغرب من الأسواق الدولية ووصلت إلى محطة إسبانية لإعادة تحويلها إلى غاز طبيعي" دون أن تحدّد دولة بعينها؛ الأمر الذي زاد من الشكوك الجزائرية. وكشفت صحيفة "لابنغوارديا" الإسبانية إن مصدر هذه الشحنة هو الولاياتالمتحدة، حيث تم تفريغها في محطة إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز في بلباو الإسبانية، لإعادة إرسالها لاحقا في خط أنابيب الغاز المغاربي، حيث عبرت مضيق جبل طارق بعد ظهر الثلاثاء. وأكد المصدر ذاته أن هذا الخط ظل جامدا منذ نونبر الماضي، عندما قررت الجزائر اعتبار عقد استغلال أنبوب الغاز مستنفدا، لترك المغرب بدون غاز؛ فيما أرسلت تحذيرا إلى إسبانيا، التي تستقبل الغاز الجزائري عبر خط بحري واحد "ميدغاز"، بشأن إعادة بيعه إلى المغرب. وأبرز أن الجزائر شدّدت على رفضها توريد المغرب بالغاز التابع لها، بالرغم من أنه لم يطلب من إسبانيا ذلك، واستمر في البحث عن مورد في السوق الدولية منذ أسابيع، حيث لم يكن من السّهل العثور على أحدهم، بالنظر إلى المنافسة الشديدة بين الدول الآسيوية والأوربية التي تسعى بدورها إلى موردين جدد لتقليل اعتمادها على روسيا قبل حلول الشتاء المقبل. وأكدت الصحيفة الإيبيرية أن بدء شحن الغاز من إسبانيا نحو المغرب يوم الثلاثاء الماضي كان تحت مظلة الجمعية العامة لحلف شمال الأطلسي، معتبرة أن ذلك كان بمثابة رسالة من إسبانيا إلى الدول المشاركة في قمة "الناتو" بأن المغرب يمثّل "عامل استقرار في كتلة الحلف"، رغم تزامن ذلك مع الأحداث التي شهدها محيط مليلية. وفي السياق ذاته، أبرزت الصحيفة أن بيدرو سانشيز شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن على الاستعداد الجيد للولايات المتحدة لبيع الغاز المسال لإسبانيا، مع ما يترتب على ذلك من تقليص الاعتماد على الجزائر كمصدر للطاقة. وكانت الجزائر هدّدت، في أبريل الماضي، بفسخ عقد نقل الغاز إلى إسبانيا إذا قامت مدريد بنقل الغاز الجزائري "إلى وجهة ثالثة" في إشارة ضمنية إلى المغرب. وقالت مصادر في وزارة التحول البيئي، لفرانس بريس، إن مهمة شركة إنغاز Enagás التي تدير شبكة الغاز الإسبانية هي "التحقق من مصدر الغاز الطبيعي المسال" الذي يشتريه المغرب وبعد تفريغ الشحنة إصدار شهادة مع "البيانات ذات الصلة" وبالتالي "تجنب تصدير غاز لم يتم تفريغه لهذا الغرض".