توّجت "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية" الناقد المغربي حميد لحمداني بجائزة الدراسات الأدبية والنقد، والشاعر العراقي حميد سعيد بجائزة الشعر، والروائية العراقية إنعام كجه جي بجائزة القصة والرواية والمسرحية، والمفكر التونسي عبد الجليل التميمي بجائزة الدراسات الإنسانية المستقبلية. وقالت الجائزة، في تصريحها، على لسان عبد الحميد أحمد، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، إن "لجنة تحكيم الجائزة قررت فوز هذه المجموعة من الأدباء والمفكرين العرب؛ وذلك لتميزهم كل في مجاله، ولأعمالهم التي أسهمت في تطور الأدب والثقافة في العالم العربي". وتابع عبد الحميد أحمد: "في حقل الدراسات الأدبية والنقد قرّرت اللّجنة منح الجائزة للنّاقد حميد لحمداني؛ لما يتمتع به منجزه النّقدي من أصالة منهجيّة، وتراكم معرفي، واستمراريّة نقديّة لمشروع ضخم ومتراكم، بدأ تقريبًا في سبعينيّات القرن العشرين، ولا يزال مستمرًّا في تحقيق التّثاقف المعرفي بين النقد العربي والغربي، حيث تنفتح تجربته على المنجز الغربي بوعي يتمثّل معطياته، ويعيد إنتاجه في سياق معرفي جديد، من خلال تقديم المنهج ومراجعته ونقده، والاشتغال على النقد التطبيقي". كما قررت لجنة الجائزة "منح جائزة الشعر للشاعر حميد سعيد لما تتمتع به تجربته الشعرية من تماسك واطلاع واسع على التراث العربي والإنساني من جهة، ووعي عميق بحداثة القصيدة العربية في مراحلها الفنية والتاريخية المترابطة من جهة أخرى؛ فقصيدته تغترف مادتها وجمالياتها من حياة محتشدة بالألم والأمل والوعي بتحديات العصر، وصولاً إلى قصيدة مؤثرة ومقلقة تتماهى مع تطلعات الأمة إلى حياة أكثر جمالاً وعدلاً". ومُنحت جائزة القصة والرواية والمسرحية "للروائية إنعام كجه جي، لما تميزت به كتابتها الأدبية من قدرة على المزج بين الجانبين التوثيقي والأدبي؛ فقد برزت في أعمالها موضوعات الهوية والمنفى والاغتراب والتشظي النفسي، والحنين الذي يعيد اكتشاف الماضي ويطرحه برؤية نقدية جديدة، وهو ما عبّرت عنه شخصيات عاشت على أطراف التاريخ ولم تجد من يروي حكاياتها، ومنها نساء واقعات في قلب الحياة، يحضرن في منجزها الأدبي بقوتهن، وضعفهن، ونجاحاتهن، وانكساراتهن، وبكل ما يلقين من تناقضات وتحديات". وبعد تتويج الأكاديمي والمفكر المغربي عبد السلام بنعبد العالي في الدورة السابقة، قررت اللجنة "منح جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية للباحث عبد الجليل التميمي، وهو أحد أبرز المؤرخين العرب المعاصرين. وتمثل أعماله البحث التاريخي كما جرى تطويره في الفكر المعاصر، إضافة إلى تنوع مجال اهتمامه التاريخي، حيث انصبت أعماله على دراسة تاريخ الموريسكيين في الأندلس، وتاريخ الولايات العربية في العهد العثماني، وتاريخ تونس المعاصر. وتعد أعماله نموذجًا للتوثيق التاريخي المستند إلى القواعد الجديدة في الكتابة التاريخية". وتحتفل "مؤسسة سلطان بن علي العويس، هذه السنة، بمرور 100 عام على ولادة الشاعر سلطان العويس (1925 2025)، حيث أقرت منظمة "اليونسكو" عام 2025 عاماً للاحتفال بمئويته"، وفق إعلان الجائزة المتوِّجة للمنجز الفكري والأدبي والنقدي باللغة العربية.