شهدت مدينة دبي، مساء الثلاثاء، احتفالا وطنيا نظمته مجموعة مغاربة في الإمارات للسنة الثالثة عشرة على التوالي، في مناسبة وُصفت بالاستثنائية جمعت ثلاث محطات وطنية كبرى هي: الذكرى السبعون لعيد الاستقلال المجيد، والذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء، والقرار الأممي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي يعزز موقف المملكة ويدعم جهودها لإيجاد حل واقعي للنزاع الإقليمي. حضر هذا الحفل الوطني أحمد التازي، سفير المغرب لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعد بندورو، القنصل العام للمملكة المغربية بدبي، إلى جانب عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات. أقيم الحفل في فندق الخالدية بالاس–دبي، برعاية من البنك الشعبي وبدعم من سعيد بن ربيع العوضي، صديق الجالية عضو برلمان الطفل، فيما أشرف على تقديم فقرات الحفل الإعلامي عادل بلحجام، الذي قاد الأمسية بأسلوب مهني راقٍ. انطلقت الفعاليات بتلاوة آيات بينات من الذِّكر الحكيم بصوت المقرئ المغربي عبد السلام أحداد، أعقبها أداء النشيد الوطني المغربي والنشيد الوطني الإماراتي في لوحة تعكس "عمق العلاقات الأخوية بين البلدين". استُقبل المدعوون على الطريقة المغربية الأصيلة، عبر تقديم الشاي المغربي من مطعم البوغاز المغربي ومجموعة منتقاة من الحلويات المغربية التقليدية من مطعم أهل فاس، كما استمتع الحاضرون بأطباق وطواجين من الطبخ المغربي العريق، مِمَّا منح الحفل "لمسة تراثية زكية". وأضفى الأطفال الصغار بأزيائهم التقليدية وابتساماتهم أجواء من البهجة والسرور، وهو ما أسهم في "خلق لحظات عائلية دافئة تفاعل معها الجميع، جَسَّدت الأمل في جيل مرتبط بهويته ومتشبّث بقيمه الوطنية الأصيلة". وعرف الحفل تكريم السفارة المغربية بأبوظبي، ممثلة في أحمد التازي، سفير المغرب بالإمارات، وسائر الدّاعمين لهذه المناسبة من قبل المنظمين (مجموعة مغاربة في الامارات). وعبّر السفير أحمد التازي، في كلمةٍ ألقاها خلال الحفل، عن "اعتزازه بمبادرات الجالية المغربية في الإمارات وحرصها المستمر على تخليد المناسبات الوطنية وتعزيز الروابط مع الوطن الأم"، مؤكدا أهمية "التلاحم بين مغاربة العالم والدفاع عن القضايا الوطنية العادلة". ونَوَّه التازي ب"الظروف الجيدة التي توفرها السلطات الإماراتية لأبناء الجالية المغربية المقيمين فوق التراب الإماراتي، مِمَّا يتيح لهم العيش الكريم ويشجعهم على المساهمة في النهضة الكبيرة التي تعيشها دولة لإمارات تحت القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة". وأبى السفير إلاَّ أن يجعل من كلمته أمام الحضور "عرضا مستفيضا حول تاريخ المقاومة المغربية والحركة الوطنية بقيادة الملك محمد الخامس ورفيقِ دربه في الكفاح الملك الحسن الثاني"، مبرزا في الوقت ذاته "نهج الرّاهنية التاريخية والتدرج والفعل الميداني الذي اعتمدهُ المغرب في رفع نظام الحماية واستكمال الوحدة الترابية، مع الانتقال إلى مسيرة النّماء وبناء المستقبل تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس". من جهته، أوضح أحمد الملولي، المنسق العام لتنظيم الحفل، أنّ "لقاء يوم 18 نونبر بدبي ليس مجرد احتفال، بل هو ترجمة صادقة لروح الوطنية التي تسكن قلوب كل المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، كما يعكس قوة الروابط التي تجمع أفراد الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات بوطنهم الأم، وحرصهم الدائم على الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة بقيادة الملك محم السادس". وتقدّم الملولي كذلك بخالص عبارات الشكر والعرفان ل"السفارة المغربية بأبوظبي، والبنك الشعبي، وصديق الجالية سعيد بن ربيع العوضي، على رعايتهم للحدث وعلى دعمهم اللامشروط للمبادرات الوطنية الاجتماعية والثقافية التي تضطلع بها الجالية المغربية المقيمة بالإمارات". وشهد الحفل مشاركة نخبة من الفنانين المغاربة بدولة الإمارات، الذين قدموا وصلات موسيقية وفنية متنوعة، من بينهم الفنانان إسماعيل المراكشي وهشام اشتوكو أصايل، إضافة إلى المطربة فاطمة الزهراء قرطبي وفرقة عبده العيساوي والعازف سيمو، إلى جانب مشاركة كل من التقني يونس السلمي وديجي أم سالم وسفيان اللذين أضفيا طاقة خاصة على الأمسية". يشار إلى أن الحفل تخلله "تقديم هدايا رمزية من سيدات أعمال مغربيات مقيمات في الإمارات، في مبادرة تجسد روح التضامن والدعم المتواصل لنجاح الفعاليات الوطنية".