رصد محمد عبد الوهاب العلالي، الأستاذ في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أبرز الآليات والأدوات التي اعتمد عليها المغرب من أجل مواجهة خطاب التطرف والكراهية، ومن ذلك ما أفرزته جهوده في سبيل تطوير حرية الصحافة والإعلام في البلاد. وأشار العلالي، في مداخلة خلال ندوة علمية احتضنتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال الأسبوع الجاري، إلى خطة المغرب وجهوده منذ 2012 بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز، أو العداوة، أو العنف. وتوقف المحاضر عند مقتضيات دستور 2011 في مجال تعزيز حرية الصحافة، والممارسة الصحفية، والتعددية، والتنوع، وحرية التعبير لتيارات الفكر المختلفة، إضافة إلى تدابير أخرى تضمنها مشروع قانون الصحافة والنشر وقانون الصحفي المهني". واعتبر الباحث المغربي أن هذه التدابير والمقتضيات الدستورية "تعتبر تحولا على مستوى أخلاقيات المهنة وتدبيرها الذاتي، وعلى مستوى تطوير الممارسة المهنية القائمة على مكافحة الكراهية والتمييز". وذكر العلالي، نقلا عن وكالة المغرب الربي للأنباء، بمكانة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، والأدوار المتميزة التي تقوم بها كهيأة للتقنين والحماية في المجالات ذات الصلة بمكافحة الكراهية، وما تنص عليه دفاتر تحملات الإذاعات والقنوات التلفزية من نصوص في مجال مكافحة الكراهية.. وأكد على أهمية مكافحة خطاب الكراهية بوسائل الإعلام في إكساب الصحافة القدرات والكفاءات الضرورية للمساهمة بشكل فعال في حسن سير دولة القانون، وتطوير البناء الديمقراطي في المجتمعات العربية، فضلا عن تحديد قواعد ومعايير لممارسة العمل الصحفي. وأورد أن مكافحة الكراهية في وسائل الإعلام يتطلب معالجة ورؤية شمولية، خاصة أنه موضوع مطروح بحدة وبأشكال متعددة، من خلال الممارسات السلبية المؤدية إلى العنف الرمزي والمادي المترافق بتنامي معالم الكراهية ذات الطبيعة الطائفية والدينية والسياسية والحروب الإثنية وغيرها. واعتبر أن المقاربة القانونية وحدها لا تكفي، لأن التحديات الجديدة المرتبطة بامتداد خطاب الكراهية إلى وسائط التواصل الإجتماعي يفترض مقاربة شمولية، من عناصرها التربية على وسائل الإعلام ومكافحة الكراهية في المستويات التعليمية الأولية"، وفق تعبيره. ودعا إلى برامج واسعة للتكوين على مواجهة خطاب الكراهية، وإنشاء مرصد دولي حول الموضوع، وكذا إعداد كراسات إرشادية بخصوص سبل مكافحة الكراهية وتنظيم لقاءات بين الممارسين الإعلاميين والأكاديميين لدعم البرنامج الدولي للتربية الإعلامية وإدماج مكافحة الكراهية.