خلصت دراسة مغربية حول التغيرات المناخية في القارة الإفريقية من وجهة نظر سكان القارة السمراء إلى أن أزيد من 86 في المائة لمسوا بشكل مباشر الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، إما عن طريق معايشتهم لأمطار فجائية أو التصحر، في الوقت ذاته الذي عبّروا فيه عن عدم رضاهم على الطريقة التي تتعامل معها حكومات بلدانهم مع قضايا البيئة. وقال إدريس اليزمي، رئيس قطب "المجتمع المدني" بلجنة الإشراف على المؤتمر ال22 للأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، إن 53 في المائة من سكان 19 دولة إفريقية شملتها الدراسة، التي أنجزها المغرب في إطار الملتقى الذي نظم بمراكش، أكدوا اعتقادهم بأن حكوماتهم لا تبذل مجهودات كافية لمحاربة تغير المناخ. وأشار إدريس اليزمي، الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحافي الذي نظم بالدار البيضاء لتقديم حصيلة عمل المجتمع المدني المغربي والأجنبي خلال انعقاد مؤتمر الأطراف حول البيئة بمراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 7 و22 نونبر الماضي، إلى أن الدراسة أبانت بشكل جلي وجود وعي كبير بإشكالات البيئة داخل أوساط الشباب الإفريقي. وأوضح المسؤول المغربي أن الشريحة الشبابية المستجوبة في هذا البحث الإقليمي عبرت عن اعتقادها بأن المسؤولين في القارة السمراء يجب أن يبذلوا المزيد من الجهود على مستوى المبادرات الهادفة إلى مواجهة التغيرات المناخية، حيث أكد 76 في المائة منهم أن الحكومات المحلية يتوجب عليها العمل من أجل وضع مبادرات في هذا الإطار لتقليص التأثير السلبي للعوامل المتسببة في هذا التقهقر البيئي. وعبر 75 في المائة من الشباب الإفريقي المشارك في الدراسة، يورد الأزمي، عن اعتقاده بأن الاتحاد الإفريقي هو المسؤول عن قيادة مثل هذه المبادرات للتقليص من الآثار السلبية لتدخل الإنسان في المجال البيئي؛ فيما قال 73 في المائة من المشاركين إن المؤسسات الدولية من قبيل مؤسسة النقد الدولي والبنك العالمي هي من يتوجب عليها التدخل من أجل القيام بمثل هذه المبادرات. وأشار 69 في المائة من شباب 19 بلدا إفريقيا إلى أن الطريقة الوحيدة التي من شأنها تمكين القارة الإفريقية من مواجهة التغيرات المناخية تمر عبر فرز النفايات وفصل كل نوع على حدة قبل معالجته؛ فيما عبر 65 في المائة من المستجوبين عن أنه يتوجب على الدول الإفريقية التركيز بشكل متزايد على معالجة النفايات من أجل بلوغ هذا الهدف. في حين أكد 64 في المائة أنه لا يمكن للدول الإفريقية أن تواجه التغيرات المناخية من دون التخلي بشكل تدريجي عن استعمال البلاستيك في تغليف المنتجات. وأكد رئيس قطب "المجتمع المدني" بلجنة الإشراف على المؤتمر ال22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ أن التغيرات المناخية ستشكل أحد الأوراش التي سيواصل المغرب الانكباب عليها بعد انتهاء ملتقى مراكش، مشيرا إلى أن المملكة ستنظم نهاية شهر يناير المقبل لقاء مع ممثلي المجتمع المدني من مختلف الدول الأخرى، للوقوف على النتائج التي خرج بها هذا اللقاء الأممي الذي نظم بالمغرب. وأثنى إدريس اليزمي على عمل ممثلي المجتمع المدني المشاركين في الملتقى الأممي بمراكش، معبرا عن التزامه بالعمل على مواكبة الجمعيات التي تعنى بالشأن البيئي في المغرب لتعزيز قدراتها. وقال المتحدث إن "من الأمور اللافتة التي سجلناها على هامش لقاء كوب22 هو اكتشافنا لمجموعة من الجامعات المغربية التي تعمل في صمت في مجال البحث البيئي منذ سنوات مضت". وأشار المسؤول المغربي إلى "أننا سنواصل عملنا مع ممثلي المجتمع المدني المغربي والإفريقي والجامعات المغربية ونظيرتها في باقي دول القارة، من أجل وضع أجندة إفريقية للبحث في المجال البيئي، وسنعمل من أجل التوصل بحلول إفريقية خالصة في مجال مكافحة التغيرات المناخية".