في مبادرة تعيد الأذهان إلى تجربة التعاطي مركزيا مع حراك "20 فبراير"، عقب تأسيس "المجلس الوطني لدعم الحركة"، أعلنت فعاليات "يسارية وحداثية" تأسيس "اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة"، بعد مرور قرابة ستة أشهر على انطلاق الاحتجاجات، المستمرة إلى حدود اليوم، وسط إقليمالحسيمة، إثر مقتل السمّاك محسن فكري ليل 28 أكتوبر طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات. وتضم اللجنة، التي تأسست في العاصمة الرباط، نشطاء وفعاليات سياسية وحقوقية ونقابية تنتمي إلى الصف الحداثي اليساري الديمقراطي، دون الحساسيات الإسلامية، بهدف "بحث سبل دعم حراك المواطنات والمواطنين بأقاليم الريف من أجل تحقيق المطالب الاجتماعية العادلة والمشروعة للمنطقة وساكنتها"، يقول البلاغ التأسيسي للجنة توصلت به هسبريس. وفيما أعلنت سكرتارية اللجنة الوطنية أن الهيئة الجديدة "تبقى مفتوحة في وجه عموم الهيئات والفعاليات اليسارية الديمقراطية"، كشفت الهيئات ذاتها أن اللقاء التأسيسي تمخض عنه "تسطير برنامج نضالي يتضمن سلسلة من الأشكال النضالية السلمية" و"تنظيم قافلة تضامنية وطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة"، والتي ستنطلق من جميع جهات المملكة نحو الحسيمة يومي 13 و14 ماي المقبل. "كفاح جماهير أقاليم الريف لا ينفصل عن كفاح الشعب المغربي في كامل ربوع الوطن من أجل الديمقراطية والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وضد التهميش والفساد والاستبداد"، يقول بلاغ اللجنة الوطنية، والذي أضاف: "حيّت الهيئات والفعاليات المشاركة صمود بنات وأبناء الريف، المتشبثين بانتمائهم الوطني، في نضالهم السلمي المستقل عن كل توجيه رسمي أو حزبي أو خارجي رغم كل أشكال القمع والاستفزازات والمناورات". شكيب السبايبي، عضو "اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة "، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن الفكرة "تبادرت منذ مدة حول الصيغ الممكنة للدفاع ودعم الحراك الريفي، فمنذ استشهاد محسن فكري خرجت عدة مدن للاحتجاج مطالبة بلجنة للتقصي حول الفاجعة، فمنذ ذلك الحين عرف الحراك صبغة وطنية"، مضيفا: "بعد أكثر من 6 أشهر على الحراك المستمر، لاحظنا أنه بقي مقتصرا على الريف وأخذ صبغة محلية". ويتوخى نشطاء اللجنة الوطنية، حسب الكاتب المحلي لحزب الاشتراكي الموحد بمدينة وجدة، "دعم المطالب العادلة والمشروعة للحراك الريفي السلمي والبطولي، الذي ما زال صامدا رغم المناورات والاعتقالات" و"رفع الحصار الأمني على الإقليم وأن نبين بأن أقاليم الريف هي أقاليم كل المغاربة"، مشيرا إلى أن المراحل المقبلة ستعرف تأسيس لجان جهوية ومحلية في عديد من المناطق المغربية "في أفق تنظيم قافلة وطنية وتحديد البرنامج التفصيلي". واستبعد المنسق الجهوي للجنة الوطنية لدعم الحراك في الريف أن تكون المبادرة مماثلة لتجربة "المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير" وما أثير وقتها من تسببها في تشتيت الحراك العشريني منذ ست سنوات، موضحا: "لسنا كذلك، بل أهدافنا واضحة في دعم الحراك في الريف وإعطائه صبغة وطنية، خاصة أن عدة اتهامات بدأت تلاحق الحراك بكونه انفصاليا؛ فنريد أن نبين بأنه جزء من حراك الشعب المغربي". وحول تحرك الدولة صوب إقليمالحسيمة، في محاولة لامتصاص الاحتقان الاجتماعي عبر زيارات متكررة لوزير الداخلية وإعفاء مسؤولين والإعلان عن مشاريع تنموية، قال شكيب السبايبي إن موقف اللجة الوطنية من تلك المبادرات يبقى واضحا: "هذا التحرك الرسمي يظهر بأن الحراك في الريف ماض في وجهته الصحيحة؛ لكن أي مبادرة رسمية تأتي دون إشراك الحراك والساكنة في بلورة السياسات التنموية ستكون، لا محالة، فاشلة"، وفق تعبيره.