في وقت يستمر الحراك الشعبي بالحسيمة في تنفيذ برنامجه الاحتجاجي، الذي انطلق منذ قرابة ستة أشهر ليلة مقتل محسن فكري طحنا داخل آلية جمع النفايات أواخر أكتوبر الماضي، أثارت تصريحات مثيرة لأحد نشطاء الحراك البارزين، تلمح إلى تحويل الحسيمة إلى ساحة حرب عسكرية، سخط نشطاء آخرين. التصريح المثير نقله الناشط ناصر الزفزافي، أحد الوجوه البارزة في احتجاجات الحسيمة، عبر مقطع "فيديو" نشر في مواقع التواصل الاجتماعي، متحدثا عن تعرضه لمحاولات اغتيال، سرعان ما نفاها المتهمون بذلك في أشرطة مماثلة، إذ قال: "أقول للملك أنت من تتحمل مسؤولية اعتقالي أو اختطافي أو اغتيالي.. أقولها وأتحمل مسؤوليتها.. وفين مابغا يوصلها نوصل معاه". إلا أن العبارات التي أثارت أكثر مزيدا من السخط والرفض هي قول الناشط ذاته: "المهم نسعر يماها هاد الدولة ونعاود نسعرها"، مضيفا: "اليوم جاؤوا بالبوليس السري وغدا سأدفعهم إلى إنزال الأباتشي والدبابات.. لأن الملك ما بغاش يفهم راسو..المهم نسعر يماها هاد الدولة"، وفق العبارات التي نطق بها الناشط ذاته باللغة الريفية؛ وحاولت هسبريس الاتصال به لأخذ توضيح في الموضوع إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية. ورغم أن عددا من النشطاء في الإقليم اعتبروا أن تصريحات الناشط الريفي تأتي في سياق تعرضه لتهديدات بالاعتقال والمضايقات، إلا أن الحديث يمضي في استنكار تلك العبارات.. "الحراك خرج ليطالب بمطالب اجتماعية واقتصادية وليس للانتصار لشخص والزج بالإقليم وساكنته في مطبات العنف والتدخلات الأمنية المجانية"، يقول أحد المعلقين على "الفيديو". الناشط الريفي المرتضى أعمراشا قال، في تصريح لهسبريس: "عندما كنت سلفيا قبيل حرب العراق كنت أسأل السلفيين الجهاديين ماذا استفدنا من التفجيرات التي تقومون بها؟ فكانوا يردون لقد قمنا باستدراج أمريكا لمستنقع أفغانستانوالعراق، حيث سندمرها هناك، وكانوا يعتقدون بغباوتهم وبعض الروايات في التراث أنهم قادرون على هزيمة أمريكا وحلف الناتو". ويتابع المتحدث بالقول: "اليوم العقلية المتطرفة والساذجة نفسها يفكر بها ناصر الزفزافي؛ فرغم أننا مسالمون ولسنا في مواجهة مع النظام المغربي رغم مآخذنا عليه، إلا أنه يخرج بتصريحات يعتقد سامعها أننا في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات مع المخزن"، مضيفا: "لا يعقل أن تقول إننا نطالب بجامعة ومستشفى ثم تصرخ في لحظات النشوة النضالية بأنك ستستفز الدولة حتى تهاجمنا بالدبابات والأباتشي". ويرى المرتضى أن الخطاب الذي بات يروج في الآونة الأخيرة وسط الحراك الريفي "أصبح مستهلكا ومثيرا للسخرية والتندر بين أبناء الريف في المقاهي"، وزاد: "أرجو من المغاربة أن يتفهموا هذه الحالة النفسية لمن لا يحترم قرارات الجموعات العامة للحراك الشعبي ويخرج بتصريحات ضد اجتماعات النشطاء التي يحضرها ويشبهها باجتماعات الجامعة العربية". الناشط الريفي أضاف: "إننا أمام ظاهرة تم النفخ فيها حتى وصلت إلى درجة الانفجار"، وتابع: "مطالبنا عادلة ومشروعة لكن خطاب الزفزافي لا يمثلها، إنما يمثل نوازعه الشخصية للحفاظ على موقعه في الصدارة".