على بعد 45 كيلومترا عن مركز الجماعة الترابية اكنيون، بإقليم تنغير، وعبر مسالك وعرة غير معبدة تخترق جبال صاغرو، يقع دوار تولوالت، الذي يقطنه ما يزيد عن ألف نسمة، حسب إحصائيات غير رسمية أدلى بها أحد المواطنين القاطنين بهذا الدوار الذي تعيش ساكنته في شبه عزلة تامة، خاصة في فصل الشتاء، بسبب الوضعية السيئة للمسالك الحالية التي تربطه والدواوير المجاورة بمركز اكنيون. تضطر ساكنة تولوالت إلى قطع مسافات طويلة عبر مسالك وعرة، يوميا، من أجل الوصول إلى مركز اكنيون، لقضاء أغراضها الإدارية أو التسوق أو الاستفادة من بعض الوصفات الطبية التي يقدمها المركز الصحي هناك. وتبدأ الساكنة رحلتها في اتجاه المركز في الصباح الباكر، من أجل الوصول إلى أغراضها وقضاء مصالحها في الوقت المحدد. تواجه ساكنة تولوالت، الواقعة بالنفوذ الترابي للجماعة الترابية اكنيون بإقليم تنغير، صعوبة كبيرة ومعاناة حقيقية مع المسلك الطرقي المؤدي إلى مركز الجماعة، خصوصا في فصل الشتاء، جراء هشاشته، وهو ما يزيد من تعميق جراح التهميش والإقصاء اللذين ترزح تحت نيرهما المنطقة منذ عقود، وفق تصريحات الساكنة. وأوضح حمو ايت با، رئيس جمعية أنوار للتنمية بدوار تولوالت، أن المسلك الطرقي الرابط بين الدوار ومركز الجماعة القروية اكنيون، مرورا بعدد من الدواوير الأخرى، هو "المسلك الوحيد الذي تسلكه الساكنة يوميا"، مشيرا إلى أنه "يتعرض لكل أنواع التعرية كلما تهاطلت الأمطار، بسبب السيول التي تجرف إليه الأحجار والأتربة". وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في حديثه لهسبريس، أن "الساكنة تنتظر وتترقب طي صفحة هذا المسلك الطرقي الذي طاله النسيان، وتأمل في تعبيده لتسهيل عملية التنقل من وإلى اكنيون، فضلا عن ضرورة إحداث مشاريع تنموية بالمنطقة لرفع التهميش والإقصاء عنها، اللذين فرضتهما الجهات المسؤولة على المنطقة لسنوات وعقود من الزمن". من جهته، قال رشيد اللوز، من ساكنة الدوار السابق ذكره، إن "معاناة الساكنة بهذا الدوار والدواوير المجاورة له تتفاقم في كل موسم الأمطار؛ إذ تقطع الطريق في وجه المرور، مما يجعل الساكنة في عزلة تامة عن العالم الخارجي"، مشددا على ضرورة تعبيد الطريق المؤدية إلى اكنيون، بإقليم تنغير، والى تزارين بإقليم زاكورة، مشيرا إلى أنها "ستمكن من فك العزلة عن العشرات من الدواوير التي طالها النسيان وتوجد خارجة أجندة المسؤولين". وأضاف المتحدث، في تصريحه لجريدة هسبريس الالكترونية، أن الساكنة "تطالب بأن يكون لهذه الطريق نصيب من مشاريع تعبيد الطرق التي ينجزها المجلس الجهوي لدرعة تافيلالت بشراكة مع الوزارة المعنية ومتدخلين آخرين، وإعطاء الأولوية لها"، مذكرا بأن الساكنة لم تعد قادرة على تحمل تلك المعاناة الكبيرة التي تخلفها تلك الطريق، خصوصا مع تهاطل أول قطرات من المطر. ولم تستبعد الساكنة المعنية احتمال خروجها في مسيرة مشيا على الأقدام إلى عمالة إقليم تنغير، آو مقر الجهة، من اجل إيصال صوتها إلى المسؤولين، الذين قالت عنهم بأنهم "غير مهتمين بمعاناة المواطنين ولا يستحقون الثقة التي وضعها الملك على عاتقهم"، وطالبت عامل إقليم تنغير بزيارة الدوار للوقوف على مشاكله التي بدأت تتراكم، مسترسلة: "الملك محمد السادس عيّن عاملا من أجل حل مشاكل المواطنين، لكن العكس هو ما يقع بتنغير؛ فالعامل ينتظر من المواطنين حل مشاكله". وحاولت هسبريس الاتصال برئيس المجلس الجماعي لاكنيون، لإبداء رأيه في هذا الموضوع، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية، فربطت الاتصال برئيس الجهة، الحبيب الشوباني، الذي ظل هاتفه يرن دون إجابة.