مهرجان المعاهد المسرحية يتحوّل إلى فضاء للدبلوماسية الثقافية

انطلقت، مساء أمس الجمعة، بمسرح محمد الخامس بالرباط فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، بمشاركة فرق مسرحية تمثل 18 دولة من أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وخُصصت الدورة الحالية للمهرجان الدولي للمعاهد الموسيقية لتكريم المسرحي المغربي عبد الواحد عزري، ويرأسُ لجنةَ تحكيمها مولاي أحمد بدري، أستاذ جامعي وناقد مسرحي والمدير السابق للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، نوّه عبد الإله عفيفي، الكاتب العام لوزارة الثقافة، بالدور الذي يلعبه المسرح في تهذيب الأذواق وتمرير القيَم الحميدة إلى الأجيال الناشئة، معتبرا أنَّ "أبا الفنون" يحتلُّ مكانة ذات أهمّية كبرى في المجتمع.
واعتبر الكاتب العام لوزارة الثقافة أنّ تنظيم المهرجان الدولي للمعاهد الموسيقية تحت الرعاية الملكية "هو تكريم سامٍ للمسرح ولمُمارسيه وللفعل الثقافي في البلاد"، مبرزا أنّ الوزارة "لا تدّخر جهدا في النهوض بالممارسة المسرحية وتطويرها من خلال التكوين الأكاديمي للمسرحيين".
وأبرز أنّ التنوع الثقافي الذي يسمُ المجتمع المغربي أنتج ممارسات تفاعلية واسعة، مشيرا إلى أن المغاربة توارثوا أشكالا مسرحية تمارَس في الساحات الحضرية والقروية، أنتجت تراثا شفويا غنيا كان أرضية للمسرح الأكاديمي الذي يُمارَس اليوم.
وأضاف أن وزارة الثقافة ما زالت تطمح إلى تطوير المسرح المغربي، حيث أرستْ تكوينا أكاديميا من خلال عدد من المؤسسات لتمكين الممارسين من تملّك أدوات الممارسة المسرحية الراقية، مشيرا إلى النجاحات الكبيرة التي حققها المسرحيون المغاربة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
من جهته، نوّه محمد صديقي، عمدة الرباط، بالدور البارز للمسرح في المنظومة الفنية والثقافية ككلّ، قائلا: "يُسمى المسرح بأبي الفنون، وهو كذلك، لمكانته الجليلة والمهمة في منظومتنا الثقافية عموما، لأنه يهذب الذوق، وينشر القيَم الإنسانية الراقية".
جمعية "إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي"، المنظمة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، عبّرت عن رضاها عن المكانة التي وصل إليها المهرجان.
وقال محمد أمين بنيوب، في كلمة باسم الجمعية، إن "ما وصلنا إليه اليوم ليس عبثيا، بل نتيجة عوامل موضوعية اجتمع فيها عمل جبار وشغف بقدسية المسرح".
وأضاف "قبل أربع سنوات كان المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية حلما لثلة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وبسرعة تطور المهرجان، حيث نستقبل العشرات من طلبات المشاركة من مختلف أنحاء العالم للمساهمة في فعالياته، وهذا بفضل القيمة النوعية التي بصمها فنيا وجماليا وتنظيميا".
وأوضح بنيوب أنّ هدف منظمي المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية بالرباط "أن يُصبح فضاء للدبلوماسية الثقافية". وفي الإطار ذاته، قال مولاي أحمد بدري، رئيس لجنة التحكيم، إنّ المهرجان هو تفعيل لمقولة للملك الراحل الحسن الثاني، شبّه فيها المغرب بشجرة جذورها في أفريقيا وأغصانها في أوروبا.