قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن حزبه "سيكون بديل المرحلة المقبلة، وذلك بعد ضمان استمرار إشعاعه لكونه رهان الوصول إلى المبتغى، مع فتح الباب أمام تجديد النخب داخله"، مشددا على أن "سقف مطالب المواطنين أصبح مرتفعا، كما أن البلاد تشهد احتقانا اجتماعيا غير مسبوق". بركة الذي تحدث أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، صباح اليوم السبت بمدينة سلا، أضاف أن "الإرادة الشعبية تدفع تجاه تغيير حقيقي، بعد أن تعمق الشعور باليأس والإحباط وسط الناس"، موردا أن "المغرب يعيش ترهلا سياسيا بسبب غياب الإصلاح وضعف التعاقد بين البرلمان وعموم المواطنين". وأوضح الأمين العام للحزب المعارض أن "الحكومة تراجعت كثيرا عن المكتسبات الديمقراطية، وباتت البلاد ترزح تحت التضييق عن الحريات، وأفرغت المؤسسات من مضمونها الحقيقي"، مسجلا في السياق نفسه "ضعف كل مبادرات الوساطة"، موردا: "نحتاج أحزابا قوية، ومن يعتدي عليها فهو يدمر مكونا أساسيا في صلب الديمقراطية". وأشار بركة إلى أن "البلاد عليها أن تنتبه إلى ما يجري في بلدان الجوار من الجزائر ولبنان والشيلي، مطالبا بضرورة تعاقد سياسي جديد يقطع مع الجمود والتردد، ويصالح المواطن مع السياسة"، مؤكدا "إلزامية القيام بوقفة تقييمية للدستور والوقوف على العمل الحكومي بشكل دقيق". وأكمل السياسي المغربي قائلا إن "(حزب) الاستقلال مستعد للقيام بنقد ذاتي"، معبرا عن "ضرورة بناء التوافقات والبناء المشترك داخل التنظيم"، وزاد في صدد آخر أن "توجيهات الملك واضحة وصريحة، البلاد بحاجة إلى نموذج تنموي، وكفاءات وطنية حقيقية داخل الأحزاب والمؤسسات، لكن العكس هو الحاصل، الحكومة غارقة في الخلافات". وأردف بركة أن "الصراعات الحكومية مرتبطة بالربح الانتخابي، والزعامة والقوة، ما كرس نزيفا حادا للثقة"، مسجلا أن "الأغلبية اصطفت بدورها ضمن طوابير المنتظرين للمستجدات، في حين إنها المطالبة بالمبادرة لتحسين الأوضاع، بحكم الاختصاصات الواسعة التي خولها لها الدستور". ولفت "كبير الاستقلاليين" الانتباه إلى كون "الواقع الحالي يهدر زمن الإصلاح، ويغذي الاحتقان والفوارق على عدة أصعدة"، وقال: "لقد اتسعت دائرة الشك بشكل كبير، خصوصا بعد خروج حكومة معدلة طغى عليها طابع التراضي السياسي والحزبي، ما تنافى مع مخرجات الانتخابات الماضية، وهو ما يشكل خطرا على الاختيار الديمقراطي". وزاد بركة في هذا الشأن أن "الحكومة ماضية في التطاحن، ما خلف إجماعا وطنيا على هجانة التحالف، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني هو من يتحمل كامل المسؤولية فيما يجري، وذلك بقبوله أغلبية تفتقد لنفس سياسي".