قبل أيام اختطفت يد المنون واحدا من عمالقة الساحة الفنية والإبداعية، كان زجالا متميزا وكاتبا مسرحيا ومبدعا في الزجل والمسرح.. وبعد عقود من الإبداع من كتابة مئات الأبيات الخالدة وعشرات العناوين والفصول والنصوص المسرحية، يرحل محمد شهرمان عن دنيا الفن والحياة. نعت عائلة محمد شهرمان هذا الفنان الذي وافاه الأجل المحتوم بعد معاناة طويلة مع المرض وعزلة فنية طويلة الأمد عاشها بعيدا عن الأضواء، ليلتحق بالرفيق الأعلى بعد مسار حافل من العطاء. كان المرحوم فنانا بارعا في عدة مجالات من تأليف مسرحي وزجل، فشكل مع العديد من الكتاب والفنانين والمبدعين الآخرين معينا لا ينضب ينهل منه حملة مشعل الزجل المغربي. وتشهد له بذالك تجربته مع "جيل جيلالة" منذ السبعينيات من القرن الماضي، والتي أثمرت العديد من الأعمال الخالدة من بينها "لكلام المرصع" ورائعة "العيون عينينا" وأغنيات لفرقة لرصاد وغيرها، والعديد من النصوص المسرحية من بينها مسرحيات "نكسة أرقام" و"التكعكيعة" وغيرها. وقد ظل الراحل محمد شهرمان منحازا لقضايا المجتمع وهموم المواطن المغربي من خلال كتابته الزجلية والمسرحية التي أكسبته محبة الجمهور داخل المغرب وخارجه٬ وجعلته يتألق في أكثر من عمل ويكرم في العديد من المناسبات. وعقب تكريمه في الدورة الثانية للمهرجان الغيواني ألمت بمحمد شهرمان وعكة صحية ظل يعاني منها ومن آثارها إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة الأسبوع الماضي، ليوارى الثرى في مقبرة سيدي بلعباس بمراكشالمدينة التي رأى فيها النور سنة 1948. ترك رحيل محمد شهرمان فراغا رهيبا في الساحة الفنية، وهو الذي تشهد له الأسرة الفنية بعطاءاته الفنية اللا متناهية، وأعماله المسرحية والزجلية المتميزة، وتواضعه الملموس، وزاده المعرفي الكبير.. رحل شهرمان لكن أعماله ستظل خالدة.