على بعد حوالي عشرين كيلومترا عن مركز مدينة تنغير، يسلك السياح وعشاق الطبيعة الطريق الرابطة بين تنغير وآيت هاني للوصول إلى مضايق تودغى العالمية، باعتبارها موقعا سياحيا فريدا من نوعه على خريطة المغرب. تعتبر مضايق تودغى، المصنفة ضمن المضايق السياحية العالمية، من بين الأماكن التي يقبل على زيارتها السياح الأجانب والمغاربة الذين يأتون من كل فج عميق للاستمتاع بسحر الطبيعة بعيدا من ضجيج المدن. "رغم سمعتها وشهرتها العالمية، إلا أن مضايق تودغى ترزح تحت نير التهميش والإهمال منذ سنوات"، يقول حسن بنسعيد، فاعل جمعوي من جماعة تودغى العليا، الذي أشار إلى أن هذا الموقع السياحي لم ينل حقه من التأهيل والبرامج التنموية. وأضاف بنسعيد، في تصريح لهسبريس، أن مضايق تودغى تعتبر موقعا سياحيا وإيكولوجيا عالميا يجب على الدولة، ممثلة في جميع القطاعات المعنية، التدخل في أقرب وقت ممكن لتأهيله، موردا أن المضايق حاليا تتخبط في العشوائية وغياب التنظيم. وشدد المتحدث على أن مضايق تودغى "لم تشهد أي برامج تنموية قادرة على تغيير ملامحها، فمن زارها قبل 20 سنة لن يلحظ أي تغيير اليوم، باستثناء إزالة الأكشاك العشوائية التي كانت بمدخل المنطقة وداخلها بمبادرة من السلطة الإقليمية". وتابع قائلا: "لم تصبها فقط لعنة النسيان، بل إن المسؤولين لا يعرفون قيمة هذه المواقع السياحية وما يمكن أن تربحه المنطقة من الاستثمار في هذا الجانب، سواء ماديا أو إعلاميا وسياحيا". من جهتها، قالت رقية داودي، زائرة صادفتها جريدة هسبريس الإلكترونية بهذا الموقع السياحي، صباح الأحد، "من العيب والعار أن يبقى الوضع في هذا المكان على ما كان عليه منذ عقود من الزمن"، مشيرة إلى أن "لا شيء تغير، والحالة بقيت على حالها أو تأزمت أكثر"، وفق تعبيرها. وأضافت أن "الإهمال والتهميش اللذين تعاني منهما منطقة تودغى منذ عقود من الزمن، يشكلان عائقا لنمو السياحة بهذا الموقع الطبيعي المتميز"، داعية القطاعات الوصية إلى "القيام بدراسة عاجلة للوقوف على المشاكل التي تعيشها هذه المضايق وما آلت إليه من نسيان وإهمال عصفا بالمنطقة وبتفاؤل أهلها والمهتمين بالشأن السياحي الذين بنوا آمالا عريضة على هذا المجال". وبهذا الخصوص، صرح نائب رئيس المكتب المسير للجماعة الترابية تودغى العليا المنتهية ولايته، بأن "موضوع تأهيل المضايق سبق مناقشته أكثر من مرة في اجتماعات المجلس واللقاءات التي تعقد بالعمالة والمجلس الإقليمي والجهة دون أن يعطى أهمية من الجميع". وقال المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، إن الموقع السياحي سالف الذكر "يعاني جميع أشكال التهميش من طرف المسؤولين، خاصة على مستوى الجماعة"، موضحا أن "الوضع لن يتغير إن لم تتحرك القطاعات المركزية والسلطة الإقليمية من أجل تأهيل المضايق". وطالب المسؤول الجماعي السابق المجلس الجماعي الجديد ب"العمل على إخراج برنامج لتأهيل مضايق تودغى"، مشيرا إلى أن "الأمل تعقده الساكنة على المجلس الجديد من أجل تغيير ما يمكن تغييره وتنزيل برامج تنموية هادفة".