اجمع قادة سياسين عرب على ضرورة تشكيل جبهات وطنية من أجل تحقيق الديمقراطية وصيانة حقوق الشعوب في ثرواتها. وذلك خلال ندوة لمتلقى محمد عابد الجابري بشعار “في الحاجة إلى الكتلة التاريخية”، تعقد فعالياتها طيلة يومي الجمعة والسبت، بالرباط، بحضور قيادات حزبية وسياسية عربية. وبحضور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وقيادات الأحزاب الوطنية المغربية والعربية ومفكرين وفاعلين مدنيين وإعلاميين من كل المشارب، أجمع كل من الحقوقي ونقيب المحامين سابقا، عبد الرحمن بنعمرو والمقاوم بنسعيد ايت يدر وقيادات حزبية بارزة من أحزاب وطنية عربية، على ضرورة الديمقراطية في الأنظمة العربية، وبناء جبهات شعبية واسعة بكل بلد عربي في أفق وحدة عربية ديمقراطية، تحمي الشعوب العربية من الهجمات الامبريالية، التي جعلت من البلدان العربية ميدانا لصراعاتها الدموية.
وقال بنسعيد ايت يدر ان كل طرف سياسي في البلدان العربية يعيش عزلته، عوض أن نتحمل المسؤولية جميعا من أجل الوحدة والتكتل، فالكل واجب عليه أن يمارس النقد الذاتي المستمر، لأن الحيثيات والأحداث في العالم تتغير بشكل واسع، وأن ما يقع في الجارة الجزائر، والسودان الشقيقة لأكبر دليل على ذلك، داعيا الأنظمة العربية لأخذ العبرة مما يقع هناك من أجل إعطاء الشعوب حقها في خيرات وثروات البلاد العربية. وفي نفس الصدد، قال النقيب عبد الرحمان بنعمرو، ان المغرب عرف تاريخا يشهد له من سعي قواه السياسية للوحدة والتكتل، فمقاومة الاستعمار جاءت بالنضال الوطني الموحد والمتكتل وبقيادة رموز الحركة الوطنية من أجل طرد المستعمر ومقاومته، كما أنه خلال مغرب الاستقلال كانت القوى الوطنية الحية تسير على نفس النهج وصولا، إلى 1992 التي تقدمت فيه الأحزاب الوطنية، عبر كتلة تاريخية بالفعل، تضم أحزاب الاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، والتقدم والاشتراكية، ومنظمة العمل الديمقراطي، بمذكرة للحسن الثاني، من أجل المطالبة ببناء ديمقراطية. وأشار بنعمرو ، أن فدرالية اليسار الديموقراطي، تحمل هم جبهة وطنية قوية، لحماية المكتسبات الديمقراطية للشعب المغربي، والنضال المستمر من أجل كرامة الشعب المغربي ومنحه الديمقراطية الكاملة لا المنقوصة. وأكد أن الأفق هو الوحدة العربية، عبر تقوية الجبهات والكتل الوطنية، التي ستقوي الديمقراطية في البلدان العربية، وصولا إلى وحدة مغاربية قوية، ثم وحدة عربية ديمقراطية، تحمي الشعوب العربية من الهجمات الامبريالية التي تنتزع منا حقنا في النهوض. وعرفت الجلسة الافتتاحية، للفعاليات الملتقى، مداخلات مهمة، لكل من نور الدين عرباوي رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة بتونس وكلمة المفكر اللبناني معن بشور الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، شددت على ضرورة حماية الخيار الديمقراطي في الأنظمة العربية، وأن فلسطين المكلومة تنتظر فعلا من سيحررها، غير شعوب وأنظمة عربية ديمقراطية وقوية. وتتواصل أشغال الندوة على مدى يومي الجمعة والسبت عبر ست جلسات تناقش موضوع الكتلة التاريخية وجلسة ختامية لتقديم الخلاصات والتوصيات.