دخلت الاحتجاجات الشبابية التي دعت إليها حركة "جيل زد"، الثلاثاء، يومها الرابع على التوالي مع اتساع رقعتها إلى مدن عدة بينها وجدةوفاس وإنزكان وتمارة والقنيطرة، وسط مواجهات متفرقة مع قوات الأمن. وفي مدينة فاس، خرجت أكبر مسيرة منذ بداية هذه التعبئة، شارك فيها المئات من الشبان الذين رددوا شعارات اجتماعية تطالب بتحسين أوضاع التعليم والصحة والتشغيل. وفي تمارة والقنيطرة، رشق محتجون عناصر الأمن بالحجارة، فيما شهدت إنزكان وأيت عميرة (إقليم اشتوكة أيت باها) أعمال عنف أسفرت عن إضرام النار في سيارة تابعة للأمن الوطني وأخرى تابعة للدرك الملكي، ما أدى إلى حالة استنفار في صفوف السلطات المحلية.
وأوضحت مصادر محلية أن هذه الأحداث اندلعت رغم صدور قرار باشا أيت عميرة بمنع التظاهر بدعوى عدم استيفاء الشروط القانونية، محملاً المنظمين مسؤولية أي تبعات أمنية أو قانونية. في وجدة، أفاد شهود عيان بأن سيارة تابعة للأمن دهست محتجاً كان يشارك في وقفة سلمية، بينما تحدثت مصادر حقوقية عن توتر شديد في محيط المدينة.
ولم يتسن التأكد من حصيلة الاعتقالات على المستوى الوطني، غير أن شهوداً أكدوا لموقع "لكم" أن قوات الأمن باشرت توقيفات في أكثر من مدينة مساء الثلاثاء. وتأتي هذه التطورات في سياق احتجاجات شبابية متصاعدة، تقودها حركة "جيل زد" التي تواصل الدعوة إلى التظاهر في مدن مغربية عدة، بينما تقابلها السلطات بمزبد من العنف والقمع وسط مخاوف من مزيد من التصعيد.