بقلم : فرتوتي عبدالسلام ها نحن نعود لنسمعك من جديد أيها القادم للتو . فهل سمعت الكثير ؟ هل قلت الكثير؟ فأنت حتى الآن تنصت في هدوء من غير التفات في هذه اللحظة بالذات لم انصت الى الكثير من الكلام .و بقيت على مبعدة من كل شيء ، و لم أدر الى أين يقودني الطريق . سمعتك تتكلم ، و لم يكن لي المزيد من الوقت حتى أفهم ما وقع ، و كنت بعيدا عن هذا الذي حدث . هذه الطريق التي كانت واضحة ، و كانت تتضح يوما بعد يوم ، و لم يكن هناك وقت آخر لفهم المزيد . فهذا الطريق الذي كتب علينا قطعه. فلا شيء ينقصني أكثر من هذا الذي قلته في آخر لحظة . لقد سمععتك من بعيد ، وكنت على مقربة مني . و لكنك فضلت ان تبقى في ابتعاد عن كل هؤلاء . عندما كنت تتكلم، كنت اصغي اليك و كنت على مقربة منك و من كل هذا الذي انتهيت اليه . كانت عباراتك أيها الزمن الذي مضى عبارات بها الكثير من المعاني . و في كل مرة كنت أحاول أن أفهم أكثر . لا شيء كان يبعث على أمور جديدة ، وكنا في انتظار اللحظة القادمة . و كان هذا كل شيء الى اليوم . و انتظرت هذه اللحظة القادمة حتى امضي من الآن في هذا الاتجاه . و لكن الى اين المسير حتى اليوم ؟ و ماذا علينا أن نقول من جديد و في كل لحظة و في كل آن ؟ تسبقني خطواتي و كأني على مبعدة منك ، و لا يبقى لي الا أن أصف هذا الوضع الذي انتابني الآن و يكون لي وقت آخر أمضي به الى هناك . ستكون انت ايضا أيها القادم من بعيد ، نفس الشخص ، ومعك نفس الكلمات التي كانت لك من قبل . هكذا أنت كما هي عادتك ، تقول كل شيء ، و أنتظر منك أن تمضي الى لحظات أخرى ، وهكذا هي القضايا دائما ، شائكة و لا تبعث على مزيد من الانتظار في كل لحظة . و يتعين علي أن أسير في هذا الطريق أيضا . أنت الآن معي و تريد أن تقول شيئا آخر.