للوهلة الأولى قد يبدو للقارئ أن موضوعي عبارة عن لخبطة فكرية تحت شعار الفلسفة، لكن الأمر خلاف هذا تماما، فالإنسان محب للفلسفة على قدر الحكمة. فلسفتنا خاصة صراحة، فنحن في عملنا نتفنن ونتفلسف نصنع وننتج، في تعاملنا أيضا نفس النصاب من الفلسفة إلى الآن الأمر عادي جدا لأناس ارتشفوا العلم بفكر فلسفي…لكن، على ما يبدو أن الإنسان قد واكب في فكره تقنياته المادية إلى حد تجاوز النعمة إلى النقمة، فالمسؤول يتفلسف على من هم أقل منه شأن…إنها فلسفة التكبر والتملق …أبو كرش لم يترك لنا جيب إلا نبش منه حقلا من الأوراق النقدية، فهم لا يزيدون على البسيط والفقير إلا الغبرة. نفس الشيء ينطبق على بعض مدرسينا الكرام، هم يتفلسفون على الطلبة تحت شعار “قم للأستاذ وفه التبجيلا، كاد المعلم ن يكون رسولا”، لست أتنكر للعبارة، لكن كما يقال الزيادة من راس الحمق … إن طغى الأمر فالقياس حق .. يطالعنا أيضا الصديق أنه يتوفر على صفة فلسفة “التزعبيل”، ولمن فاته فهم المصطلح فلن يدركه هنا، يطالعنا بفلسفة خاصة متقنعة بالنصح والإرشاد وقد أهمل أن النصح أمام الناس شنيعة وليست فضيحة، حياتنا صارت “فلم أكشن” تحت فلسفة الإثارة والحركة، فلم نعد نرى الناس إلا مجرمين حقودين ولم نعد ندرك القادة إلا على أنهم متجبرين متسلطين. ثقافات سالت وراجت في ساحات ملاعبنا تحت شعار الروح الرياضية فلم تعد تولد هذه الأخيرة إلا الإساءة والعدائية وكأنها حروب صليبية ،،هيهات بل مباراة عربية أخوية !! فو الله ساندويتش سردين أحلى وأطعم من ساندويتش هامبرغر يحوي نقانق مصنوعة من ذراع أخيك وبطاطس مقلية هي الأخرى بدمه…. تشبيه مضحك لعله يقنع الهزليين! إخواني الكرام، إن من حق أي إنسان أن يتفنن في عمله، من حقه أن يبدع ويبرز، لكن ليس على حساب الآخرين، فكما أنت قد بِت شبعانا فغيرك بات جوعان، وكلاكما إنسان! فكما أنك لم تخطأ في لحظة ما، فغيرك قد أخطأ ويستحق النصيحة لكن ليس بالشنيعة ، فالمسؤول مسؤول والخضار خضار، كما أن العطار عطار، وكلهم تحت شعار الإنسان، فلا نجعل إمكانياتنا الشخصية تجرح إمكانياتنا الجماعية، وإن هانت، تذكر أنك يا من تنفث وترمي الغبرة على غيرك، سيأتيك يوم ترمى فيه “بالزبل” وليست “الغبرة” !!! أسئلة فلسفية خارج النص: من أنا؟ ما غاية وجودي؟ من أين أتيت؟ ما سر وجودي؟ أين أعيش؟ و كيف؟ و لماذا أعيش؟ ما هي مهنتي؟ كيف و لماذا و ماذا أدرس؟ ما علاقتي بمحيطي؟ ماذا أعرف عن كوكبي؟ من ربي؟ و من هو نبيي؟ و كيف أسخر حياتي لما بعد مماتي؟ كتبت هذه المقالة في ليلة هستيرية فلسفية مليئة بالسخرية و به وجب الإعلام.