صورة زيارة سابقة لخادم الحرمين لفاس و الاستقبال الجماهيري الكبير الدي حضي به السعودية تعد احد الاقطاب الاساسية في العالم العربي والاسلامي، ومواقفها تنسجم مع مواقف المغرب بل تعد مواقفهما المعززة للتضامن العربي والاسلامي الاكثر اختراقا لدول العالم. وترجع العلاقات بين السعودية والمغرب إلى تاريخ طويل تميزت خلاله العلاقات بالتميز والحميمية بين المملكتين وتعود هذه العلاقات إلى زمن بعيد وتحديداً منذ الدولة السعودية الأولى حيث كانت الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد وصلت رسالة من الحجاز إلى فاس لتبليغ دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب وكان ذلك في عهد الملك المولى سليمان الذي كلف علماء القرويين بالرد على الرسالة ثم أرسل ابنه إبراهيم على رأس وفد الحجاج الذي كان يضم الكثير من العلماء للرد على تلك الرسالة. بل إن هناك من الباحثين من ربط بين الإصلاحات التي نهجها المولى سليمان في اجتناب المغالاة في الدين والحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ويعيد بعضاً من الباحثين العلاقات المميزة بين البلدين في الوقت الحاضر إلى عمقها التاريخي فقد قامت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية عام 1957م بعد أقل من عام على استقلال المملكة المغربية. فالعلاقات السعودية المغربية علاقات وصفها المتابعون بأنها من أكثر العلاقات العربية حميمية، ولذلك تعتبر نموذجاً متميزاً في خصوصياتها ومتانتها وتفاعلها الإيجابي مع قضايا الأمة. وقد عُرف عن خادم الحرمين الشريفين قدرته الفذة على توثيق العلاقات السياسية من خلال الزيارات الرسمية التي يقوم بها للدول الشقيقة والصديقة وعقده للقاءات القمة مع قادتها. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز يمتلك من الصفات الحميدة ما يجعل الآخرين يثقون به وبسياساته، ويحترمون كلمته، ويصدقون مشاعر الإخاء التي يكنها لأشقائه العرب والمسلمين، وأصدقائه من قادة باقي الدول وخصوصاً الدول الكبرى. كما أن عاهل المغرب الملك محمد السادس عرف عنه حبه وتقديره لقادة المملكة منذ أن كان ولياً للعهد، كما عرف عنه مصداقيته العالية ونفاذ بصيرته، مما أسهم في تعزيز علاقات المغرب الشقيق بمختلف دول العالم. وتعتبر المغرب في نظر السعوديين من أجمل الدول السياحية التي ترتاح إليها النفس، كما أن السعودية تسكن قلوب الشعب المغربي كونها مهبط الوحي وحاضنة الحرمين الشريفين، ولا غرو في أن العلاقات السعودية المغربية تسير من حسنٍ إلى أحسن.