في سياق يتسم بتنامي مؤشرات الهشاشة الاجتماعية التي يعاني منها مربو ومربيات التعليم الأولي في عدد من مناطق المغرب، ومع استمرار تأخر صرف المستحقات المالية لعدة أشهر، خرج المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بسيدي سليمان، ببلاغ شديد اللهجة يندد فيه بسياسة الإقصاء والتمييز المجالي التي طالت الإقليم، معلنا عن خطوات نضالية احتجاجية تبدأ بوقفة إنذارية وتنذر بتصعيد مفتوح. نددت النقابة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي بسيدي سليمان بشدة بما وصفته ب"سياسة التجويع" الممنهجة، على خلفية تأخر صرف الأجور المستحقة عن الشهور الستة الأولى من سنة 2025، رغم الجهود التي بذلتها مصالح المديرية الإقليمية، في وقت تمكنت فيه أقاليم مجاورة من تسوية وضعية الشغيلة التربوية. شجبت النقابة استمرار تهميش إقليمسيدي سليمان في الاستفادة من السيولة المالية الكافية لصرف المستحقات، معتبرة أن ذلك يعكس خللا واضحا في تدبير الميزانيات الجهوية، ويضرب مبدأ العدالة المجالية في توزيع الموارد، خاصة وأن التعليم الأولي يعد ركيزة أساسية ضمن ورش إصلاح المنظومة التربوية الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية في إطار تنزيل القانون الإطار 17.51. وطالبت النقابة الجهات الوصية، على رأسها الأكاديمية الجهوية والمديرية المركزية، بالتدخل العاجل والفوري من أجل تسوية مستحقات المربيات والمربين، حفاظا على كرامتهم واستقرارهم الاجتماعي، ودرءا لتداعيات نفسية ومهنية قد تؤثر سلبا على جودة الأداء التربوي داخل حجرات التعليم الأولي. كما حذرت النقابة من مغبة الاستمرار في تجاهل هذه الفئة، التي تمثل القاعدة الأولى في البناء التربوي، واعتبرت أن عدم صرف الأجور في موعدها لا يشكل فقط إخلالا بالالتزامات الإدارية، بل أيضا ضربا لقيم الإنصاف والاعتراف، خاصة وأن مربيات التعليم الأولي يشتغلن في ظروف مهنية صعبة برواتب هزيلة ودون تغطية اجتماعية فعلية في كثير من الحالات رغم دخولهن في إطار تعاقدات مؤسساتية منذ سنة 2018. ولهذا قررت النقابة تنظيم وقفة احتجاجية إنذارية يوم الثلاثاء 05 غشت 2025، على الساعة 11 صباحا، أمام المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان، كتعبير أولي عن الرفض الجماعي لهذا الوضع غير المقبول مع التأكيد على استعداد الشغيلة لخوض برنامج نضالي تصعيدي مفتوح، في حال استمرار التجاهل أو غياب الحلول العملية. جددت النقابة في ختام بيانها التأكيد على أن كرامة نساء ورجال التعليم الأولي خط أحمر لا يقبل المساومة، داعية كل الفاعلين النقابيين والحقوقيين والإعلاميين إلى دعم هذه الفئة التي تشكل إحدى أهم واجهات ورش التعليم في المغرب.