البقالي يكشف المستور في قضية دعم استيراد الأغنام وتداعياتها على مجلس النواب    تندوف مزرعة للتطرف يهدد أمن أوروبا والساحل    المغرب يتصدر إفريقيا في مراكز البيانات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    عباس يؤيد نزع سلاح حركة "حماس" ويصف ما وقع في 7 أكتوبر ب"غير المقبول"    المنتخب المغربي لكرة القدم يرتقي إلى المركز 11 عالميا    تيفلت… توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    مسلم يعتلي صدارة "الطوندونس" المغربي ب"خمري"                وفد رجال الأعمال الموريتانيين يتجه إلى الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية الإفريقية الصينية    الأداء الإيجابي يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    دروس مستخلصة من عيد الأضحى "الغائب الحاضر"    ريال مدريد يقرر تمديد عقد نجمه البرازيلي فينيسيوس حتى 2030    أعمال الشغب في لوس أنجليس.. ترامب يأمر بنشر ألفي جندي إضافي من الحرس الوطني    إنطلاق عملية "مرحبا 2025″    إسرائيل تعلن ترحيل الناشطة غريتا تونبرغ بعد توقيفها على متن سفينة مساعدات لغزة    توقعات أحوال الطقس لليوم الثلاثاء    2050.. الصين تُلهم العالم بنموذجها الاقتصادي وإفريقيا أمام فرصة للتحول    الجزائر وتواطؤها الخطير: كيف تحوّلت مخيمات تندوف إلى مصانع لتفريخ الإرهاب وتهديد أوروبا    انتعاشة غير مسبوقة للسياحة العالمية في 2024: الشرق الأوسط يحقق قفزة نوعية والمغرب الأبرز إفريقياً    مجلة إسبانية: المغرب قطب تكنولوجي حقيقي    جلالة الملك: ميناء الناظور سيتوفر على منظومة لوجستية وصناعية ضخمة    من روان الفرنسية إلى طنجة.. رحّالة فرنسي يقطع نحو 2200 كلم على دراجته لنشر التسامح    حادثة سير خطيرة بالعرائش تُسفر عن نقل شاب في حالة حرجة إلى مستشفى طنجة    الكعبي يقود الأسود للفوز على البنين في ودية فاس    حاكم كاليفورنيا: ترامب رئيس ديكتاتوي    من يوقف هذا العبث؟ حركات بهلوانية مميتة بشوارع العرائش… والخطر يهدد الأرواح    انطلاق عملية مرحبا 2025 بتعليمات سامية من جلالة الملك    هجوم "ضخم" بمسيرات روسية يستهدف كييف وأوديسا    المنتخب الوطني يفوز على نظيره البنيني بمقصية جميلة من الكعبي    تشكيلة المنتخب المغربي أمام بنين    انتخابات جزئية مرتقبة بالناظور والدريوش لملء مقاعد شاغرة بمجالس جماعية    رئيس مليلية المحتلة يتهم المغرب ب"معاقبة" اقتصاد المدينة ويحذر من تداعيات خطيرة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ارتفاع ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحية المصنفة ب9 في المائة        منظمة الصحة تحذر من متحور جديد لكورونا والمغرب مطالب باتخاذ تدابير استباقية    ساعة ذكية تنقذ حاجة مغربية من موت محقق أثناء أداء مناسك الحج    خبراء مغاربة: متحور كورونا لا يثير القلق لكن الحذر واجب للفئات الهشة    الملك محمد السادس يوجه رسالة إلى المشاركين في قمة "إفريقيا من أجل المحيط"    الشغب الرياضي يقود ثلاثة شبان للاعتقال بالدار البيضاء    ديستانكت وJul يطلقان أغنية "Princessa"        إلغاء لقاء منتخب تونس بالدار البيضاء    رغم غياب الأضاحي.. كرنفال بوجلود الدولي يعود في دورته الثامنة بنفس متجدد وإشعاع عالمي    برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى عاهلي المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة عيد الجلوس الملكي    مهرجان الدارالبيضاء للفيلم العربي يستقطب نجوم الصف الأول للتحكيم    "هولوغرام موازين" يشعل الخلاف بين عائلة عبد الحليم حافظ والمنظمين    كأنك تراه    المغرب يحتفي بثقافته في قلب الصين عبر ألحان التراث وإيقاعات الفلكلور    الصحة العالمية تحذر من ارتفاع إصابات "كوفيد-19" بسبب متحور جديد وتدعو لتشديد الإجراءات الوقائية    انسيابية في رمي الجمرات واستعدادات مكثفة لاستقبال المتعجلين في المدينة المنورة    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "الربحة"    يوميات حاج (9): بين منى ومكة .. الانعتاق من شهوات سنين الغفلة    الحجاج ينهون رمي الجمرات في أول أيام العيد    الحجاج يبدأون رمي "جمرة العقبة" الكبرى في مشعر منى    









أستاذة الترجمة نادية العشيري..مغربية أرست جسورا للسلم والمثاقفة عبر لغة "سيرفانتيس"
نشر في طنجة 24 يوم 07 - 03 - 2024

تعد نادية العشيري، الأستاذة بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، من المترجمات البارزات اللواتي عملن ويعملن على مد جسور للسلم والمثاقفة عبر لغة "سيرفانتيس". وتقديرا لهذا الإسهام في حقول الترجمة حازت العشيري على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي الشهيرة، في دورتها الأخيرة، باحتلالها المركز الأول في فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، عن ترجمة مشتركة مع أستاذ الأدب الاسباني بكلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز بفاس، محمد برادة، لكتاب "الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر"، لمؤلفته الباحثة والمؤرخة في جامعة بورتو ريكو بأمريكا اللاتينية لوثي لوبيث بارالت.
ويتعلق الأمر بجائزة مرموقة، تسعى لتكريم إنجازات وجهود الفاعلين في مجال الترجمة، وتقدير مساهمتهم، في مد جسور التواصل والتعاون بين شعوب العالم، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
واعتبرت نادية العشيري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التجربة مع محمد برادة "تجربة مهمة، لقت اهتماما وتقديرا من طرف المتخصصين في تاريخ الأندلس وتاريخ مسلمي إسبانيا الأواخر (المورسكيين)"، مضيفة أن موضوع الكتاب يغري كثيرا بالبحث.
فالترجمة، بالنسبة للأستاذة العشيري ، وسيلة للتعارف فيما بين الشعوب والثقافات، وآلية فعالة لزرع بذور السلم والمحبة في العالم. أما شغفها بالترجمة فيعود إلى فترة إنجازها لرسالة الدكتوراه، حيث قامت بترجمة العديد من السير الذاتية للنساء في المصادر الأدبية الأندلسية، إلى جانب ترجمة الأمثال الشعبية الأندلسية وقصص وقصائد شعرية متنوعة.
منذ تلك الفترة، لم يفارق نادية العشيري عشقها للترجمة، وهو الشغف الذي سيتوج بتدريس المادة نفسها ، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس في مرحلة أولى ، ثم في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، لتكتشف المترجمة المغربية " التعامل مع الجانب النظري والتطبيقي من هذه المادة". وقد أبرز نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، زكرياء أرسلان، الذي اشتغل مع الأستاذة نادية العشيري لأكثر من عقدين، العلاقة الخاصة للسيدة العشيري مع الترجمة والتي جعلت منها "نموذجا للأستاذة الباحثة المجدة، المحبة للمعرفة".
ويشدد أرسلان على أن ما يميز العشيري هو التفاؤل الذي يطبع شخصيتها والذي قد يكون وراء إسهاماتها المعرفية وتفانيها في خدمة التكوين الأكاديمي للطلبة حيث تركت "بصمتها في المسار الأكاديمي لكثير منهم( الطلبة) مغاربة و أفارقة عموما ".
أما العلاقة باللغة الإسبانية بالتحديد ، فتعود لفترة الثمانينات، حيث درست العشيري بجامعة "غرناطة" بإسبانيا (1986-1988)، بقسم الدراسات السيميائية، قبل أن تحصل بعد خمس سنوات من ذلك، على شهادة دكتوراه الدولة من جامعة "كومبلوتينسي" بمدريد (1993). ولعل كونها ابنة مدينة طنجة يفسر اهتمامها منذ الصغر بالضفة الشمالية ولغتها وثقافتها ، فقد ترعرعت بحي القصبة، الذي لم تتردد في وصفه بأحد "أجمل أحياء طنجة" في بيت "يطل على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، ووسط عائلة تشجع على القراءة".
بهذه المدينة أكملت العشيري تعليمها الابتدائي والإعداد والثانوي، قبل أن تلتحق بمدينة تطوان حيث حصلت على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية لتشد الرحال صوب الديار الإسبانية.
طفولة العشيري "الممتعة" في طنجة ولدت فيها "حبا وشغفا بالأدب والفن والإبداع"، حيث أصبحت الفتاة نادية تستمتع بقراءة الكتب من مختلف المجالات، وكذا المجلات المهتمة بقضايا وشؤون النساء بالخصوص، وهي مازالت تتحدث عن هذه الفترة من حياتها بحنين كبير وتقول "بمجرد الانتهاء من أشغال البيت، أسعد لحظة عندي هي التي آخذ فيها كتابا وأبدأ في قراءته".
وقذ ظلت قضايا المرأة بالفعل محورا مهما في أعمال الطالبة ثم الأكاديمية نادية العشيري التي اختارت كموضوع لرسالة الدكتوراه "صورة المرأة من خلال المصادر الأدبية الأندلسية"، والتي أبرزت فيها المكانة التي كانت تحظى بها المرأة داخل المجتمع الأندلسي. كما أنها ظلت تدافع عن قضايا المرأة في المجال الجمعوي، من خلال جمعيات تعنى بشؤون المرأة، والمشاركة في ملتقيات وندوات وطنية ودولية،حتى أصبحت " فاعلة جمعوية متميزة " كما وصفها العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، عبد الله ملكي. وفي الاتجاه نفسه ، يقول عبد الناصر لقاح، أستاذ بشعبة الدراسات الإسبانية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، إن نادية العشيري و إلى جانب اشتغالها في مجالات مختلفة "مثل الأدب الإسباني والعربي والنقد الأدبي وميادين اللغة والشعر والترجمة، إلا أنها أنجزت العديد من البحوث العلمية عن المرأة العربية والحركة النسوية وأدب النساء".
ومن فوق ما راكمته كإمرأة وباحثة ومترجمة وأستاذة جامعية تدعو العشيري في اليوم العالمي للمرأة ، كل النساء إلى تحديد هدفهن أو أهدافهن في الحياة، والعمل على تحقيقها بجهد ومثابرة، كما تحثهن على استحضار أن المرأة "حتى وإن كانت تربى على العطاء والتضحية من أجل الآخرين، يلزمها أن تدرك بأنه عليها أن تجد أولا طريقها إلى النجاح وإلى السعادة، حتى تستطيع أن تسعد غيرها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.