شهدت الأرصفة المحيطة بسوق نجيبة بمقاطعة السواني في طنجة تحولاً جذرياً من مساحات مخصصة للمشاة إلى مناطق تعج بالفوضى والاحتلال غير المشروع. ما كان يوماً ما ممراً آمناً للمارة، أصبح الآن ضحية احتلال صارخ من قبل الباعة المتجولين وأصحاب المتاجر الذين بسطوا سيطرتهم على هذه الأرصفة بشكل غير قانوني، ضاربين عرض الحائط بحقوق المشاة وسلامتهم. حتى الأمس القريب، كانت هذه الأرصفة تشهد حركة انسيابية وسلسة، حيث كان المارة يمارسون حقهم المشروع في المرور دون عوائق، وكان الشارع المجاور لها يشهد حركة مرور منتظمة لا تسبب أي توتر للسائقين. أما اليوم، فقد تحولت هذه الأرصفة إلى ما يشبه متاجر مؤقتة، معبأة بالطاولات والصناديق المليئة بالخضر والفواكه، بينما تقلص عرض الشارع المجاور بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تصاعد التوتر والازدحام بين المارة والسيارات. ومن المؤسف أن هذا الوضع المتردي لم يتوقف عند هذا الحد، فقد زادت الأمور سوءاً بانبعاث رائحة الأزبال الكريهة من حاوية ضخمة موضوعة قبالة الأرصفة المحتلة. تحول محيط هذه الحاوية إلى مكب للنفايات يجذب الفضلات من كل حدب وصوب، مما أدى إلى تلوث بيئي صارخ يضيف بعداً آخر للفوضى العارمة في المنطقة. ولم يسلم مدخل إحدى بوابات سوق نجيبة من هذه الفوضى، حيث قام صاحب ورشة لإصلاح السيارات بالاستيلاء على ثلاثة أرصفة بشكل كامل، محولاً إياها إلى منطقة خاصة بالسيارات المعطوبة، تاركاً المارة يبحثون عن طريق بديل. ورغم الشكاوى المتكررة من السكان والمارة والسائقين حول الاختناق المروري المتزايد والحوادث المتكررة في هذه المنطقة، إلا أن الوضع في محيط سوق نجيبة بالسواني ما زال كما هو، يغرق في الفوضى والسيبة. يبقى الأمل معقوداً على تدخل السلطات المختصة بشكل عاجل، لتطبيق القانون وتحرير الأرصفة من المحتلين، وضمان انسيابية حركة السير والجولان، وحماية حقوق وسلامة المواطنين. التزام السلطات بتنفيذ القوانين ذات الصلة والتصدي لهذه الفوضى هو المفتاح لاستعادة النظام والهدوء في هذه المنطقة الحيوية.