تحولت موجة الضباب التي غطت السواحل الشمالية، نهاية الاسبوع، الى غطاء طبيعي استغله عدد من القاصرين والمهاجرين غير النظاميين لتنفيذ محاولات تسلل ليلا نحو مظينة سبتةالمحتلة. وافادت مصادر ميدانية، انه تم رصد مجموعات صغيرة وهي تخرج من البحر في ظروف مناخية صعبة، وسط ضعف الرؤية وصعوبة تشغيل كاميرات المراقبة الحرارية، خصوصا على مستوى المصطبات الصخرية التي تفصل المدينة عن محيطها الجغرافي. واوضحت صور ومقاطع مصورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجود متسللين وهم يلوذون بالمنطقة الصناعية قرب معبر طراخال، حيث يبيت بعضهم في العراء او داخل مرافق مهجورة. بدورها، عززت السلطات الاسبانية، وجودها الميداني في النقاط القريبة من المعبر، من دون ان تقدم اي معطيات رسمية بشأن عدد الموقوفين، في وقت تتصاعد فيه الاصوات داخل المدينة للمطالبة بفرض مزيد من المراقبة على الساحل. وفي المنطقة المتاخمة للثغر المحتل، تواصل الامنية المغربية، تنفيذ دوريات ليلية وتثبيت نقاط مراقبة في بعض المواقع المعروفة بانطلاق محاولات السباحة، ضمن مقاربة ميدانية تروم الحد من هذه التحركات الفردية. وتشدد المملكة المغربية على ان سبتة ومليلية مدينتان محتلتان، ولا وجود لاي حدود برية تفصل بينهما وبين باقي التراب الوطني، وهو ما يجعل توصيف هذه التحركات بعبارات مثل "تجاوز الحدود" غير ذي موضوع من منظور السيادة المغربية. وغالبا ما تسجل مثل هذه المحاولات في فترات الصيف، حين تتقاطع الظروف الجوية مع تحركات شبان وقاصرين ينحدرون من اسر محدودة الدخل، ما يجعلهم اكثر عرضة للتغرير او المجازفة. ويرى متابعون ان استغلال الضباب لا يغير من الطابع المحدود لهذه العمليات، التي تظل فردية وعشوائية، في ظل تكثيف الاجراءات الميدانية من مختلف المصالح الامنية المغربية العاملة في محيط المدينة. ولا تصدر المصالح المغربية بلاغات رسمية بشأن هذه التحركات، غير ان المعطيات المتوفرة تشير الى يقظة ميدانية متواصلة، خصوصا مع تسجيل مؤشرات مناخية قد تدفع البعض الى خوض محاولات تسلل معزولة. وتتزامن هذه التحركات مع استمرار النزاع بشأن وضعية المدينة، الذي تعتبره الرباط جزءا من قضيتها الوطنية، وترفض التعامل معه من زاوية الهجرة او المعابر الحدودية.