تشهد العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا زخماً متزايداً منذ إطلاق الشراكات التي ترعاها هيئة ميناء فالنسيا في يونيو 2024، بهدف تسريع حركة التبادل البحري بين ضفتي المتوسط، وسط حضور لافت لميناء طنجة المتوسط كمحور إقليمي لا يُنافس في نقل الحاويات. وأعلنت شركات شحن كبرى، من بينها اليابانية "ONE" والفرنسية "CMA CGM" والصينية "Cosco Shipping"، عن توسيع خطوطها المنتظمة مع الموانئ المغربية، مدفوعة بالطلب المتزايد على الحاويات المبردة والصادرات الصناعية. وأوضحت "ONE" أنها أطلقت منتصف أكتوبر خطاً جديداً يربط بين لشبونة والدار البيضاء، مروراً بفالنسيا، كنقطة توزيع نحو باقي موانئ المتوسط. أما شركة "CMA CGM"، فاختارت توجيه اهتمامها نحو الربط بين فالنسيا وطنجة وصفاقس، في مؤشر على صعود المدينة المغربية كممر لوجستي رئيسي في شمال إفريقيا. خلال النصف الأول من 2025، تجاوز حجم البضائع المنقولة بين فالنسيا والمغرب 700 ألف طن، مسجلاً نمواً بنسبة 19.5 في المئة، فيما رسّخ ميناء طنجة المتوسط موقعه كأول منصة متوسطية من حيث مناولة الحاويات، بأكثر من عشرة ملايين وحدة خلال سنة 2024، أي ضعف حركة فالنسيا، بفضل بنياته المتطورة وتكاليفه التنافسية وموقعه الجغرافي الاستراتيجي عند مدخل المحيط. وتُعد المواد الكيميائية، ومواد البناء، والمنتجات الغذائية، والصلب، والأسمدة، والعجائن الورقية من أبرز السلع المتدفقة من الموانئ الإسبانية نحو نظيراتها المغربية، مع تسجيل دينامية واضحة في خطوط طنجة–فالنسيا التي باتت تستأثر بحصة متزايدة من السوق. وتعزز هذا الزخم خلال "اللقاء الإسباني المغربي العاشر للبحرية والنقل واللوجستيك"، الذي احتضنته مدينة طنجة بمشاركة ممثلي موانئ فالنسيا، كاستيون، مالقة، موتريل، وقادس، إلى جانب أكثر من ثلاثين شركة ملاحية ولوجستية، ما رسّخ موقع المدينة المغربية كحلقة وصل اقتصادية في فضاء غرب المتوسط.