استنفرت السلطات المحلية بشمال المغرب لفك العزلة عن مناطق جبلية حاصرتها الثلوج، في وقت أغلقت فيه المدارس في إقليمشفشاون كإجراء احترازي لمواجهة اضطرابات جوية حادة تأتي بعد سنوات من الجفاف الإجهادي. وجاء هذا التحرك الميداني إثر صدور نشرة إنذارية من المستوى الأحمر حذرت من تساقطات مطرية وثلجية قوية وعواصف رعدية، ما دفع باللجان الإقليمية لليقظة إلى تفعيل خلايا تتبع وتعبئة مئات الآليات الكاسحة للثلوج بالقرب من المحاور الطرقية الوعرة في جبال الريف، وضمان التنسيق بين مختلف المصالح الأمنية والتقنية للتدخل الفوري عند الضرورة. وفي إقليمالحسيمة، بلغت سماكة الثلوج 25 سنتيمترا في بعض الجماعات، ما تسبب في شلل مؤقت لحركة السير قبل أن تتدخل كاسحات الثلوج لفتح طرق استراتيجية، منها الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين إيساكن وباب برد، بحسب ما أفادت السلطات المحلية الأربعاء. وأكد المدير الإقليمي للتجهيز يوسف السحيمي أن سرعة التدخل مكنت من إعادة فتح المحاور المتضررة في "ظرف وجيز"، مع استمرار مراقبة المسالك القروية لضمان وصول الساكنة إلى الخدمات الأساسية. وقال رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد في تصريحات لوكالة فرانس برس إن الوضعية الحالية "قوية من حيث التأثير"، موضحا أنها تتميز بتزامن ثلوج كثيفة ورياح قوية وأمطار غزيرة في مدد زمنية قصيرة، وهي ظواهر لم تشهدها البلاد بهذا الزخم منذ ست سنوات متتالية من القحط. وربط المسؤول المغربي هذه التقلبات بتغير المناخ، مشيرا إلى أن المغرب بات "أكثر عرضة لتواتر الظواهر الجوية القصوى"، حيث تتركز التساقطات في فترات وجيزة وبكثافة عالية، ما يرفع من هشاشة البنيات التحتية أمام خطر الفيضانات المفاجئة، حتى وإن كانت الكميات الإجمالية قريبة من المعدل السنوي. وأضاف يوعابد أن منظومة الرصد التي تعتمد على 430 محطة أوتوماتيكية تتيح تتبع تطور السحب الرعدية بدقة عالية لإصدار الإنذارات المبكرة. وفي إقليمشفشاون المجاور، أعلنت لجنة اليقظة تعليق الدراسة بشكل كامل بمختلف الجماعات الترابية وتفعيل خطة طوارئ تشمل التكفل الصحي بالنساء الحوامل في المناطق الوعرة وإيواء الأشخاص بدون مأوى، مع تعبئة فرق المداومة التقنية لإصلاح أي أعطاب في شبكات الكهرباء والاتصالات تحت إشراف السلطات الإقليمية. وتتوقع الأرصاد استمرار عدم الاستقرار الجوي نتيجة منخفض علوي نشط، مع بقاء احتمال تشكل منخفضات أطلسية متتالية قد تؤدي إلى تكرار الفترات الممطرة والثلجية فوق المرتفعات التي يتجاوز علوها 1400 متر حتى نهاية الأسبوع. ودعت السلطات المواطنين والصيادين التقليديين إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب التنقل غير الضروري في المسالك الجبلية أو عبور الأودية، مؤكدة أن الحد من الخسائر يظل رهينا بتكامل الرصد العلمي والوعي المجتمعي بالإجراءات الوقائية المتخذة.