كشفت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة عن تسجيل تراجع متواصل في معدلات الهدر المدرسي خلال السنوات الأخيرة، قابله استقرار في نسب النجاح العامة التي ظلت مرتفعة، وسط تحديات تتعلق بمحدودية "التميز الدراسي" خاصة في التعليم الثانوي. وأفادت معطيات رسمية تم تقديمها خلال أشغال المجلس الاداري للأكاديمية، بانخفاض عدد المنقطعين عن الدراسة من 38 ألفا و16 تلميذا خلال موسم 2022-2023 إلى 34 ألفا و110 في الموسم الحالي، مع توقعات بتقلص الرقم إلى نحو 25 ألفا في أفق عام 2027. وسجلت نسبة الهدر المدرسي منحى تنازليا بانتقالها من 5,21 في المائة قبل عامين إلى 4,52 في المائة حاليا، وتستهدف السلطات التربوية خفضها إلى 3,12 في المائة بعد ثلاث سنوات، ما يمثل تقليصا إجماليا يناهز 34 في المائة. وفي مقابل انحسار التسرب، أظهرت الإحصائيات استقرارا في نسب النجاح عند مستويات مرتفعة بلغت 94,52 في المائة خلال الموسم الدراسي الأخير، حيث تصدر التعليم الابتدائي القائمة بنسبة نجاح قاربت 95 في المائة، متبوعا بالسلك الإعدادي بنسبة 80 في المائة، ثم التأهيلي بنسبة 71,30 في المائة. غير أن التحليل النوعي للنتائج أظهر ضعفا في مؤشرات التميز، لا سيما في التعليم الثانوي التأهيلي، إذ نجح قرابة 66 في المائة من التلاميذ "دون ميزة"، ولم تتجاوز نسبة الحاصلين على ميزة "حسن جدا" عتبة 2,03 في المائة، بينما سجل السلك الإعدادي توازنا نسبيا بحصول 45 في المائة على ميزة "مستحسن" مقابل 37 في المائة دون ميزة. وعزت الأكاديمية تحسن مؤشرات الاحتفاظ بالتلاميذ إلى تفعيل "خلايا اليقظة" وتعميم برامج الدعم المدرسي خاصة في "مدارس الريادة"، إلا أنها أقرت في الوقت ذاته بأن الفجوة بين نسب النجاح الكمية ومستويات التحصيل النوعي ما تزال تشكل تحديا يرهن جودة المنظومة التعليمية بالجهة.